وثائق جديدة عن جبران خليل جبران مع ترجمة «هذا الرجل من لبنان»
آخر تحديث GMT 08:15:12
المغرب اليوم -
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

وثائق جديدة عن جبران خليل جبران مع ترجمة «هذا الرجل من لبنان»

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - وثائق جديدة عن جبران خليل جبران مع ترجمة «هذا الرجل من لبنان»

الراحل جبران خليل جبران
القاهرة - المغرب اليوم

كان لا بد من مرور تسعين سنة على وفاة جبران خليل جبران، لنرى كتاب «هذا الرجل من لبنان» الذي كتبته باربره يونغ بالإنجليزية، وقد ترجم إلى العربية في نسخة أنيقة وترجمة بلغة ممتازة وسلسة أنجزها الشاعر اللبناني هنري زغيب. ويونغ هي الشاعرة الأميركية التي رافقت جبران في السنوات السبع الأخيرة من حياته، وكان يملي عليها، ويروي لها، ويسر، حتى باتت تعرف دقائق وتفاصيل حياته. وهي التي رافقت جثمانه من أميركا إلى لبنان، ليرتاح في بلدته بشري كما أحب، ويتحول المكان الذي وُري فيه، وهو دير مار سركيس إلى متحف وقبلة للزائرين. وفي لبنان وضعت يونغ هذا الكتاب الذي أصبح بين أيدينا اليوم.وقد قام «مركز التراث اللبناني» في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، بمبادرة تثمن حين أجرى اتصالاته قبل سنوات مع دار النشر الأميركية «كنوف»، وحصل على الحقوق، ليصدر النص بالعربية، غنياً بالحواشي، والمعلومات، مضافة إليه عدد من النصوص التي كتبت حول جبران، ووثائق جديدة أميركية ولبنانية، بعضها يطلع عليها القارئ للمرة الأولى.

الكتاب كان قد ترجم في ستينات القرن الماضي، دون إذن أو شراء حقوق، وتاهت تلك الترجمة، ولم يعد يسمع بها أحد. لذلك فإن الترجمة الحالية مع الإضافات والإيضاحات والشروحات التي زود بها الكتاب، تقدم للباحث مادة دقيقة ودسمة حول أدب جبران وحياته، وما رافق إصدار العديد من كتبه التي أملاها على الشاعرة باربره يونغ، «رمل وزبد»، و«يسوع ابن الإنسان»، و«آلهة الأرض»، و«حديقة النبي». هذا الكتاب الأخير توفي جبران قبل أن ينهي إملاءه عليها، لهذا يقال إنها أضافت من عندياتها. على هذا يجيب الشاعر هنري زغيب «أن ملازمة يونغ للشاعر طوال سنوات، جعلها ماهرة في التماهي مع أسلوبه، وقادرة على جمع نثار أوراقه وسد ثغراتها».

كتاب «هذا الرجل من لبنان» مؤلف من ثلاثة أجزاء، الأول منه هو نص باربره يونغ، أما الثاني فهو مجموعة نصوص متفرقة عن جبران صدرت في نيويورك بعد وفاته، تحكي عن: مأتمه في بوسطن ونقل رفاته إِلى لبنان، وندوات لاحقة حول كتاباته ولوحاته، وذكريات رفاقه عنه في «الرابطة القلمية»، ووصْف «صومعته» في نيويورك، وانكشاف رسائل الحب بينه وبين ماري هاسكل، وقصائد لجبران بالإنجليزية غير منشورة (مع ترجمتها). وفي هذا الجزء معلومات موثقة عن دير مار سركيس وكيفية تحويله متحفاً وضريحاً، إضافة إلى مسرحيتين بالإنجليزية غير معروفتين لجبران، ومعلومات جديدة عن فرجينيا حلو مكتشفة رسائل جبران وماري هاسكل في جامعة نورث كارولاينا، ومقال جديد غير معروف لميخائيل نعيمة سنة 1964 عن «النبي»، وكتابات ونصوص أخرى بالإنجليزية والعربية غير معروفة لجبران وعنه. وعدد مهم من هذه النصوص جمعت من مجلات في المهجر. أما الجزء الثالث من الكتاب فيضم مجموعة من نحو 100 صورة ووثيقة جديدة عن جبران تصدر للمرة الأُولى، منها طبعات كتبه العربية الأُولى، وبطاقة أميركية رسمية تثبت أنه لم يطلب الجنسية الأميركية، وصور فوتوغرافية وثائقية غير معروفة.

ومن خلال النصوص المنشورة عن جبران التي جمعت في القسم الثاني، نعرف أن جثمان جبران وصل إلى مرفأ بيروت، صباح الجمعة 21 أغسطس (آب) من عام 1931، مغطى بعلم لبنان، وكان في استقباله وفد رسمي. وعند وصول النعش أرض الميناء، «تقدم وزير المعارف جبران تويني وعلق على صدر الشاعر وسام الفنون الجميلة الذي منحته إياه الحكومة بمرسوم خاص بعد وفاته، ثم تهيأ ليدخل عاصمة بلاده». ومن المرفأ نقل الجثمان إلى الكاتدرائية المارونية في بيروت، وتلاقت الجموع لاستقبال جبران العائد، في تقدير يصفه الكتاب بأنه «لم يسبق له مثيل». وأقيم له إضافة إلى الاحتفال الديني، احتفال آخر في «التياترو الكبير»، قبل أن ينتقل النعش إلى بشري وسط حشود اجتمعت لوداعه في كل بلدة مر بها.وكان جبران قد دفن مؤقتاً في بوسطن، قبل أن يتم نقل جثمانه إلى لبنان على متن الباخرة بروفيدنس. تفاصيل التفاصيل في الكتاب، صورة للسفينة، وأخرى لأعضاء لجنة التكريم عند وصول الجثمان، وكذلك صورة من الاحتفال في التياترو الكبير. ومن لطيف ما نقرأه، برنامج كل حفل تأبين أقيم للراحل في بيروت وبشري وأسماء المتحدثين ووفق أي ترتيب.

وبالعودة إلى نص يونغ الذي يستغرق أكثر من 200 صفحة من أصل ما يقارب 600 يتكون منها المؤلف، فهو حقاً عن حياة جبران، وحميمات كثيرة عايشتها يونغ مع كاتبها الذي نظرت إليه كصاحب عبقرية استثنائية. وهي لا تكتب فقط عن الفترة التي عايشته خلالها بل عن طفولته وعائلته، ووطنيته، ومزاجه، وكيف كان يكتب، وعلاقته بالأديان.ويصف هنري زغيب نص يونغ بأنه عبارة عن «هاجيوغرافيا» لا «بيوغرافيا»، ويقصد بذلك أنها كتبت عن جبران كما يكتب عن القديسين، وأحاطته بهالة من التعظيم والتسامي والرفعة. ويشرح ذلك بالقول إنها «من هيبته أمامها ورهبتها أمامه، رأت فيه متفوقاً أعلى من إنسان عادي ونبوياً أبعد من رجل بشري، فقاربته هاجيوغرافياً».

تحكي يونغ عن صدور «الأرواح المتمردة»، عندما كان جبران لا يزال في مطلع العمر. وتصف الكتاب بأنه كان «أول قبضة حرية» رفعها الشاب في وجه الدولة العثمانية، وكانت النتيجة أنه أحرق في بيروت، وهذا لم يعن له شيئاً، باستثناء «أنه سبب ممتاز ليصار إلى إصدار طبعة جديدة من الكتاب». وغضبت الكنيسة أيضاً، وعاقبت جبران بالحرم الكنسي، وأصدرت الدولة أمراً بنفيه، سقط تلقائياً عام 1908 مع تشكيل حكومة جديدة في تركيا. وتلك لم تكن الحملات الوحيدة التي تعرض لها جبران فقد انفلتت تكراراً حملات قاسية ضده حتى في أميركا، وسئل ذات مرة: «ما الذي أنت محاولاً إنشاءه؟ طقس عبادة جديد؟»، وكانت الإجابة دائماً هي قناعة بوحدة الطريق إلى الإيمان.أما أول كتاب صدر له بالإنجليزية فكان «المجنون» سنة 1918، وهو في 70 صفحة جزء منه كتبه بالعربية أولاَ قبل أن يترجمه إلى الإنجليزية، وفيه نصوص وقصص، كتبها في مطلع شبابه، لذا فإن روح الشرق هي الغالبة على الكتاب.

ومن بين ما تخبرنا به يونغ، كيف كتب جبران مؤلفه «النبي»، معتبرة أن كتابي «المجنون» و«السابق»، كانا تمهيداً له. تقول يونغ بأن «النبي» يختلف عن سابقاته لأنه لم يبدأه باللغة العربية. «كتبه وهو يذرع محترفه، خطوات ساهمة، متوقفاً أحياناً ليدون على ورقة بيضاء، ثم مواصلاً ذرعه، ومتمشياً ليالي كاملة وسط غابات سنترال بارك في رياح الشمال القاسية، أو صيفاً وسط غابات الشاطئ في منتجع كوهاسيت، محولاً سحر عربية جبران إلى سحر إنجليزيته، ولم يصدر مطبوعاً هذا الكتاب المدهش إلا بعدما خطته يد جبران خمس مرات في خمس سنوات».وحسبما تشرح الشاعرة، فإن الكتابة بالنسبة لجبران بالإنجليزية مباشرة، كانت أمراً شاقاً، لكنه كان يتغلب على ذلك، بأن يفكر بالعربية ماشياً، ويملي كلماته من دون أن يقطع تفكيره بالجلوس إلى الطاولة.

كتاب «النبي» لم يجد ذاك الصدى الكبير عند صدوره، بل أخذ ينتشر تدريجياً، وبفعل الترويج والجهد المستمرين. ومما ترويه يونغ أيضاً أن مقاطع من الكتاب كانت تقرأ في كنيسة القديس مرقص (الباوري، أسفل مانهاتن) وهي إحدى أقدم الكنائس في المدينة، وكان ذلك يتم في طقس شبه ديني. وفي هذه الكنيسة تحديداً كانت أول قراءة علنية أو جهورية من الكتاب بعيد صدوره. وهناك وعلى صوت موسيقى الأرغن كانت تقام قراءات طقسية مسائية، لما أطلق عليه «أناشيد خليل، شاعرٌ، نبي من لبنان». وهي احتفالات كان ينظمها الدكتور وليم نورمان غثري، الذي تشكل لديه إيمان راسخ بجبران.ويونغ كشاعرة لا ترى أي وجه شبه بين جبران ووليم بلايك، باستثناء أنهما شاعران ورسامان صوفيان. رغم أن رودان كان قد قال «إن جبران هو وليم بلايك القرن العشرين».

كذلك تتحدث يونغ طويلاً في كتابها، عن جبران الرسام، عن لوحاته، وتتلمذه في باريس، وكواليس رسمه لبعض اللوحات، منها لوحة «الأعمى» التي أراد من خلالها أن يقول بأن الناس في العالم يعانون من فقر مادي وروحي، وما يعنيه هو عميان القلوب والعقول. كانت رغبته «أن يبدع بالكلمات والصور معاً، معنى الجمال، والحقيقة، وجوهر الحياة». وكي يعيش حياة فنية كاملة، حين انتقل من بوسطن إلى نيويورك، اتخذ لها محترفاً في شارع مخصص بأكمله لسكنى وعمل الرسامين والنحاتين.

نادراً ما نقرأ عن علاقة جبران باللغة العربية، وهو ما خصصت له يونغ صفحات حملت عنوان «سحر اللغة العربية» التي لم ينقطع عن الكتابة بها منذ وضع كتابه الأول بالعربية «الموسيقى» حتى وفاته، لكنه أيضاً لم ينقطع عن القراءة بها. «ظل جبران حتى آخر حياته يكتب بلغته الأم الغالية على قلبه ومشاعره. ومع مرور الأشهر كان يحب أن يقرأ بها جهورياً ويلتذ بسماع رنة كلماتها». ومما كان يحلو له فعله أن يقرأ في الكتاب المقدس بالعربية، ويترجم بعض آياته ليقارنها بالترجمة الإنجليزية المتوفرة. وتضيف: «ومما آسف له بكل ندم، أنني لم أدون لحظتئذ ترجمته تلك الآيات من العربية إلى إنجليزية مصقولة، وأحياناً بارعة، كم كنت أود حفظها». فهو بحسب ما تشرح كان يرى أن الترجمة الإنجليزية المتوفرة «تبتعد عن المعاني الأساسية التي كانت ماثلة في باله وهو يؤلف (يسوع ابن الإنسان)».كتاب غاية في الأهمية، وهدية استثنائية لجبران ومحبيه بعد عشرة عقود على رحيله.

قد يهمك ايضا:

سلمى حايك تبدأ زيارة إلى متحف جبران خليل جبران

"دبي الدولي للكتّاب" ينظم احتفالية خاصة بالأديب بجبران خليل جبران

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثائق جديدة عن جبران خليل جبران مع ترجمة «هذا الرجل من لبنان» وثائق جديدة عن جبران خليل جبران مع ترجمة «هذا الرجل من لبنان»



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib