الشارقة - زكي شهاب
افتتح الشيخ الدكتور سلطان القاسمي الدورة ال 41 من معرض الشارقة الدولي. الذي تنظّمه هيئة الشارقة للكتاب تحت عنوان "كلمة العالم ".
وكشف الدكتور سلطان عن الإنتهاء من الأجزاء الأولى من المعجم التاريخي للّغة العربية ووصفه بأنه معجماً ليس كسائر المعاجم ، إنما هو سجل هذه الأمة وتاريخها
. وتوجّه بالتهنئة إلى كل أبناء العربية على هذا الإنجاز الذي كنّا ننتظره .
و تمّ الإفتتاح بحضور الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي في «مركز إكسبو الشارقة».
حيث رحّب حاكم الشارقة بالحضور من العلماء والكُتّاب والمثقفين من ضيوف المعرض.
وقال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إن إطلاق الأجزاء الجديدة للمعجم، مباركاً هذا الإنجاز العلمي الكبير قائلاً: «ونحن إذ نجتمع في هذه المناسبة العظيمة أتوجه بالتهنئة إلى كل أبناء العربية على هذا الإنجاز الذي كنّا ننتظره منذ أمد بعيد، وسعادتنا وسعادتكم اليوم كبيرة بهذه الأجزاء ال 36 التي تؤرخ لتسعة أحرف من حروف العربية، ونحن اليوم في منتصف الطريق والمستقبل القريب حافل بالخيرات بإذن الله».
وتناول سموّه، أهمية المعجم وفوائده، في البحث والتأريخ، وشموليته لكل المعارف اللغوية العربية وتفرده المعلوماتي قائلاً: «إن المعجم التاريخي الذي ما أنجز منه متاح بشكله المطبوع والرقمي، ليس معجماً كسائر المعاجم يشرح معاني كلمات العربية ويعرّف بمعانيها فقط، وإنما هو سجل هذه الأمة وتاريخها وديوان أشعارها وأخبارها وأمثالها ابتداءً من عصر النقوش القديمة، ومروراً بجميع أعصر العرب التاريخية، ووصولاً إلى العصر الحديث».
يوم سرور وابتهاج
و شكر حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة كل من عمل وساعد في إنجاز المعجم، قائلاً: «يا علماء العربية في كل مكان، يا من بذلتم جهوداً لتصنعوا هذا النجاح، باسم أبناء العربية جميعاً نتقدم لكم بالشكر الجزيل، وهذا اليوم هو يوم سروركم وابتهاجكم بعظمة الإنجاز».
واختتم حاكم الشارقة كلمته بالإشارة إلى الحدث الثقافي الكبير الذي تعيشه الإمارة هذه الأيام، داعياً الجميع إلى الاستفادة منه وقال: «تعيش الشارقة أكثر من 10 أيام من الحراك الثقافي عبر معرض الشارقة الدولي للكتاب، بخلاف ما يعرض بين أجنحته من كتب في مختلف المعارف والعلوم، وإننا ننتهز هذه الفرصة لندعو الجميع كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً إلى الإقبال على هذا المعرض، والنهل مما في صالاته من العلوم والمعارف والثقافات بمختلف لغات العالم».
وتفضل سموّه، بالتقاط صورة تذكارية مع العلماء الذين أسهموا في العمل على مشروع المعجم التاريخي للغة العربية من رؤساء المجامع اللغوية في الوطن العربي.
كما تولّى تكريم شخصية العام الثقافية في المعرض لهذه الدورة، وهو المؤرخ السوداني البروفيسور يوسف فضل حسن.
و كشف رئيس "هيئة الشارقة للكتاب " والمشرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب السيد أحمد بن ركاض العامري، في كلمته عن تصدّر المعرض للعام الثاني على التوالي، معارض الكتب العالمية، ليستمر الأكبر في العالم، ببيع وشراء حقوق النشر والترجمة. و تناول فيها الأهمية الكبرى للمعرض والتطور المتواصل الذي أصبح يحققه، ما جعل الشارقة قبلة للكتاب ومحطة عالمية للثقافة.
وقدّم العامري في كلمته الشكر إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، على دعمه للمعرض منذ سنوات بعيدة، قائلاً :«معرض الشارقة الدولي للكتاب تاريخ ومستقبل؛ أربعون عاماً ماضية أسست لمستقبل قرن قادم، مبارك للشارقة، ومبارك للإمارات، هذا الإنجاز المستحق لرؤية حكيمة ورعاية متواصلة وجهود صبورة من صاحب السموّ حاكم الشارقة، فله منّا جميعاً في الشارقة كل الشكر والمباركات».
وتوجه بالشكر إلى كل المشاركين في المعرض، بقوله: «الوصول لهذا المكان جاء بحضوركم ومشاركتكم، وكل الشكر لفريق العمل الذي تعب وسهر، لنستحق هذه المكانة العالمية».
فيما ألقى البروفيسور يوسف فضل، كلمة بمناسبة تكريمه بشخصية العام الثقافية وجه فيها الشكر والعرفان إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، على جهوده الثقافية والمعرفية في كافة دول العالم.
وقال إن حاكم الشارقة له أيادٍ بيضاء وجهود لا محدودة في دعم العلماء وطلبة العلم والجامعات والمعاهد، وجهود بناءة في حقول تطوير العلاقات بين الدول العربية وبقية ثقافات العالم، عبر إجراء الحوارات وإقامة المؤتمرات المتخصصة. وكان شاهد عصر لكل تلك الجهود خلال أكثر من أربعة عقود سابقة.
وتوجه بالشكر والامتنان على اختياره شخصية العام الثقافية، وتكريمه تكريماً يفتخر به كونه في إمارة الثقافة والكتاب والعلم والمعرفة.
كما تحدث لورينزو فانارا، سفير جمهورية إيطاليا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ، وعبّر عن سعادته لحضوره ممثلاً عن إيطاليا ضيف شرف الدورة الجديدة من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، وقال: «إن الشارقة ليست عاصمة الثقافة في العالم العربي فحسب، بل عاصمة الكتاب في العالم بأسره».
وأشار إلى إنجازات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، التي أسهمت في ترسيخ مكانة الشارقة في التاريخ الثقافي. وأوضح أن إيطاليا تشارك بعدد كبير من الكتّاب، والطهاة، و12 دار نشر، مع مجموعة من العروض المسرحية والفنية والراقصة، انطلاقاً من إيمانها بضرورة الاستثمار بالثقافة والحوار الثقافي، وتعزيز القيم المشتركة، وتسليح الأجيال القادمة من الشباب بالتفكير النقدي، من خلال حثهم على قراءة المزيد من الكتب.
وكان الحفل قد استهل بعرض فني، تضمن لوحات إبداعية رقمية، وعروضاً حيّة تجسد أهمية الكلمة، وأثرها في بناء الحضارات، جاء فيه: «كل شيء يبدأ بكلمة، يتلقاها العقل لتُشكل معنىً، فيبني حضارةً وحياة، في الكلمة كانت عبرة سقاها تاريخ الأجداد، فكانت نبراساً لدروب مستقبل الأجيال».
وشهد الحفل عرضاً مرئياً يحكي مسيرة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية الذي تتشرف الشارقة بإطلاقه، على مراحل عدة، كونه أحد جهود صاحب السموّ حاكم الشارقة الكبيرة في الاهتمام باللغة العربية وتاريخها وتوثيقها، بالتعاون مع كل المجامع اللغوية في مختلف الدول العربية، حيث يعمل المعجم لتأريخ 17 قرناً من تاريخ مفردات لغة الضاد.
وتجول صاحب السموّ حاكم الشارقة، عقب حفل الافتتاح في أروقة المعرض، مطلعاً على عدد من الأجنحة للمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة، ومستعرضاً ما يقدمه المعرض في دورته الحالية.
و قام حاكم الشارقة بزيارة جناح إيطاليا ضيف شرف المعرض لهذا العام، واستمع إلى شرح مفصل عمّا يقدمه الجناح في مشاركته المتميزة لهذه الدورة. كما تعرف إلى أبرز الأنشطة والفعاليات التي سيقيمها الجناح بمناسبة اختياره ضيف شرف المعرض.
وتوقف الشيخ سلطان في أجنحة عدد من المؤسسات الثقافية في إمارة الشارقة، متعرفاً إلى أبرز جهودها في دعم الحركة الثقافية، وتعزيز الإنتاج الأدبي والثقافي والعلمي للكتّاب والمثقفين الإماراتيين والعرب.
وزار أجنحة دور النشر المحلية والخليجية والعربية، ليطلع على أحدث إصداراتها في مختلف العلوم والمعارف والأدب. كما عرج على أجنحة عدد من المبادرات والأنشطة التي تواكب مسيرة الشارقة الثقافية، بعددٍ من الجوائز والبرامج التي تقدم في الدولة، والمشاركات العالمية التي تعزز حركة النشر وغرس القراءة والكتابة لدى الأطفال وتنمية المهارات.
ووقع خلال زيارته لمنشورات القاسمي، عدداً من نسخ إصداراته سلاطين كلوة والجريئة، مهدياً هذه النسخ لبعض ضيوف المعرض.
وتلقى صاحب السموّ حاكم الشارقة، خلال جولته، عدداً من الإهداءات والإصدارات الثقافية والعلمية والأدبية من الأجنحة المشاركة ومن الكتاب والمثقفين.
ويستضيف المعرض في دورته ال 41 هذا العام 2213 ناشراً من 95 دولة، منهم 1298 دار نشر عربية و915 أجنبية. وينظم 123عرضاً فنياً، يقدمها 22 مشاركاً من 8 دول، منها 6 برامج جديدة تقام لأول مرة، فضلاً عن أكثر من 30 فعالية مخصصة لأبرز طهاة المنطقة والعالم
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر