القاهرة - المغرب اليوم
تستلهم الفنانة المصرية رشا سليمان من رباعية للشاعر الراحل صلاح جاهين قيم التغيّر وتبدل الأحوال كسنة كونية، وتقول تلك الرباعية:
"أنـا كنت شـيء وصـبحت شيء ثم شيء
شـوف ربـنـا قـادر علـى كـل شيء
هـز الشـجر شـواشيـه ووشـوشني قال:
لا بد مـا يمـوت شـيء عشـان يحيا شيء.. عجبي".
وعبر عنوان معرضها "كنت شيء.. أصبحت شيء.. ثم شيء" تتأمل سليمان هذه السُنة الحياتية ولكن بمنظورها الفني والشخصي، إذ تقول إن التجربة الشخصية لها أثر كبير في نتاج هذا المعرض، موضحة: "حدث التحوّل عادة بعد مفاجآت في حياة الإنسان، فيحدث تغير في الروتين وتضعه في مواجهة مع نفسه، تتبعها اكتشافات للنفس، مرة عبر الألم، وأخرى بالإرهاق، التقدم، التراجع، مراجعة الذات، وغيرها من المشاعر".
ا
قصائد صلاح جاهين في جلسة للقراءة في مكتبة الإسكندرية
المعرض الذي يستضيفه مركز سعد زغلول الثقافي بالقاهرة ويستمر حتى يوم 12 سبتمبر/أيلول المقبل، تستخدم سليمان فيه 3 أشكال فنية للتعبير عن فكرتها، وهي اللوحات والخزف والحُلي.
تقول: "لست مع التصنيف أو تقيد الفنان بشكل معين طالما يملك القدرة على استخدام أدواته والخامات الفنية والتكنيك، أطرح في هذا المعرض أشكالا فنية تعبر عن وجهة نظري، وسبق وقدمت كل شكل في معرض منفصل، وهذه المرة الأولى التي أجمع فيها بين الخزف واللوحات والحُلي، وهذه تحديدا أول مرة أعرض الحُلي في معرض فني، رغم أنني أصممه".
وتضيف صاحبة المعرض: "استخدمت في الحُلي النحاس الأصفر والأحمر الذي يساعدني على الرسم عليه، وأطعمهما بالأحجار، واستخدمت البورسلين الأبيض في النحت الخزفي الذي قدمته في المعرض، وعرضت الحُلي على مجسمات سوداء، وبذلك يُظهر التباين بين الألوان الأبيض والأسود والألوان المستخدمة في اللوحات حالة التغيّر والتنوع الإنساني التي تدور حولها فلسفة المعرض".
وتشير الفنانة المصرية إلى أهمية لغة الجسد في مشروعها الفني بشكل عام، والمعرض الحالي بشكل خاص، وتقول: "عبر لغة الجسد يكون التعبير عن الأحزان، الترحاب، التواصل، وهذا ما تُعبر عنه المعروضات بما فيها حتى قطع الحُلي، فارتداء الحلي في حد ذاته يعكس رغبة في التزيّن والتميز وهذه لغة أيضا، وكذلك أيضا تعكس قطع النحت الخزفي فهي تبدو للوهلة الأولى خزف ولكنها تعكس حركة جسدية".
وتعكس بورتريهات المعرض لغة الجسد والمشاعر والألم، وتتأرجح بين المواجهة والسكون، وهي حسب الفنانة رشا سليمان "فتحت بابا لمشاعرها الخاصة، ولم تكن تنوي عرضها ولكنها فرضت نفسها كتجربة اتسعت لتفاصيل تعيد صياغة نفسها للعبور إلى مرحلة جديدة أقوى".
وشاركت الفنانة المصرية رشا سليمان في عدد من المعارض الخاصة والجماعية منها سمبوزيوم الخزف بمصر لأكثر من سنة، وسمبوزيوم ومهرجان أزمور بالمغرب، كما حازت على عدد من الجوائز الفنية، ولها مقتنيات خاصة في مصر، المغرب، وسويسرا، وفرنسا وألمانيا، ومقتنيات متحفية في كل من متحف الفن الحديث بالقاهرة ومتحف مجمع معارض ومتاحف الشونة بالإسكندرية.
قد يهمك أيضاً :
اكتشاف مقبرة أثرية تسجل إسم ملكة فرعونية جديدة
الغموض يخيم على الشخصية التي ترقد في مقبرة أثرية في اليونان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر