أسوان ـ المغرب اليوم
شهدت مدينة أسوان أخيراً، سلسلة اكتشافات أثرية قامت بها مجموعة من البعثات الأثرية المصرية- الأجنبية المشتركة في مواقع أثرية عدة. وأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية مصطفى وزيري، أن البعثة السويدية المصرية المشتركة والعاملة في منطقة جبل السلسلة، برئاسة ماريا نيلسون، نجحت في الكشف عن أربع دفنات سليمة لأطفال. كما نجحت البعثة النمساوية في التل الأثري في منطقة كوم أمبو، في الكشف عن جزء من جبانة تعود إلى عصر الانتقال الأول. في حين عثرت البعثة المصرية السويسرية العاملة في مدينة أسوان، على تمثال غير مكتمل يعود إلى العصر اليوناني الروماني.
وأكد رئيس قطاع الآثار المصرية أيمن عشماوي أن الدفنات الأربع المكتشفة في جبل السلسلة تعود إلى عصر التحامسة (الأسرة الثامنة عشرة) وهي تتكون من دفنة محفورة في الصخر لطفل صغير يتراوح عمره ما بين العامين والثلاثة. وأفاد بأن المومياء الخاصة لا تزال تحتفظ باللفائف الكتانية ويحيط بها بعض المواد العضوية من بقايا تابوت خشبي متآكل. أما الدفنة الثانية، فموجودة داخل تابوت خشبي وتخص طفلاً يتراوح عمره ما بين 6 و9 سنوات، والثالثة لطفل آخر يتراوح عمره ما بين 5 و8 سنوات وكلتاهما تحتويان على العديد من الأثاث الجنائزي منها تمائم ومجموعة من الأواني الفخارية. في حين أن الدفنة الرابعة تعود لطفل يتراوح عمره ما بين 5 و8 سنوات أيضاً وغير واضح على وجه الدقة سبب الوفاة.
وقالت ماريا نيلسون إن البعثة نجحت خلال مواسم الحفائر السابقة في الموقع في العثور على العديد من الدفنات، إلا أن هذا الكشف يضيف إلينا الكثير من عادات الدفن خلال عصر التحامسة، كما أنها تلقي الضوء على جزء كبير من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية لأفراد تلك الفترة. وستقوم البعثة خلال الفترة المقبلة بإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث على تلك الدفنات.
أما البعثة الأثرية المصرية النمساوية العاملة في كوم أمبو، فعثرت في أول موسم حفائر لها في الموقع، على جزء من جبانة من عصر الانتقال الأول، فيها عدد من الدفنات والمقابر المبنية من اللبن (الطوب) عثر داخلها على العديد من الأواني الفخارية ومشتملات الدفن. وأشارت رئيسة البعثة إيريني فوستر إلى أن الدراسة المبدئية أوضحت أنها في الأغلب مبنية على قمة مقابر أقدم منه. وأضافت أنه أسفل الجبانة تم العثور على مدينة سكنية تعود إلى عصر الدولة القديمة، تم تأريخها بناء على ختم عثر عليه في الموقع للملك ساحورع من عصر الأسرة الخامسة. وقال مدير عام آثار أسوان والنوبة عبدالمنعم سعيد إن البعثة المصرية السويسرية العاملة في مدينة أسوان القديمة برئاسة فولفغانغ موللر عثرت على تمثال غير مكتمل فاقد الرأس والقدمين واليد اليُمنى وهو مصنوع من الحجر الجيري الأصفر. ويبلغ ارتفاع التمثال نحو 14 سنتيمتراً وعرضه نحو 9 سنتيمترات وسمكه من أعلى 3 سنتيمترات ومن أسفل 7 سنتيمترات.
ومن خلال الدراسة الأولية للتمثال تبين أنه لسيدة وأن الزي الذي ترتديه يشبه الزي الخاص بالآلهة الإغريقية إرتميس آلهة الصيد والبرية وآلهة الإنجاب والعذرية والخصوبة والتي ارتبطت بالمعبودتين إيزيس وباستت. واليد اليسرى للتمثال معكوفة تقبض على القوس والسهام، ولكنها مفقودة وتقدم قدمها اليسرى، ويتضح من خلال التمثال الثنايا التي تمثل الزي الإغريقي وطرف الرداء يمر بجوار يدها اليسرى والطرف الثاني للرداء على كتفها اليسرى. ونُقل التمثال إلى المخزن المتحفي الخاص بمنطقة آثار أسوان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر