بيت الشعر والعمود والقصيدة مفردات من أصل الحياة العربية
آخر تحديث GMT 11:49:09
المغرب اليوم -

استخدم النقاد القدامى مصطلحات مأخوذة من أشياء البيت

بيت الشعر والعمود والقصيدة مفردات من أصل الحياة العربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بيت الشعر والعمود والقصيدة مفردات من أصل الحياة العربية

بيت الشعر والعمود والقصيدة مفردات من أصل الحياة العربية
القاهرة - المغرب اليوم

البيت الشعري الذي يشار إليه بصفته جزءا مكوّناً ومستقلا في القصيدة العربية، وعمود الشعر الذي أضحى نظرية في جماليات الشعرية العربية القديمة، والعَروض التي يوزن بها الشعر الذي يقال بدوره عبر بحور، واسم النصّ نفسه، قصيدة أو قصيدا أو قريضاً أو نظماً أو كلمة، جميعها مفردات من أصل الحياة العربية، جاء أغلبها من أجزاء البيت أو الخيمة، فيما استعملت كلمات أخرى من الطبيعة، كالبحور.

وهناك إجماع على أن (البيت) في الشعر، هو من البيت الذي للسكن. ذلك أن مرافقة الشعر للعربي، كما لو أنها نوعٌ من الإقامة الدائمة، فيصبح البيت الشعري، بيتاً متنقلا، إنما عبر القول، وتصبح الإقامة فيه، كالإقامة في المسكن، ومن هنا، جنح نقّاد الشعر القدامى، إلى استعمال مصطلحات نقدية في أوزان الشعر، مأخوذة من أشياء البيت، كالوتد والفاصلة والسبب، دلالة على الارتباط الوثيق بين العربي والشعر.

بيت الشِّعر من بيت العرب
وورد في كتاب (ميزان الذهب في صناعة شعر العرب) للأزهري اللغوي، أحمد بن إبراهيم بن مصطفى البشاري الدمنهوري (1295-1362) للهجرة، أن أهل العروض قد أخذوا "أكثر هذه الأسماء عن الخيمة وأقسامها، فالبيت (هو) بيت الشعر أي الخيمة. والسبب هو الحبل الذي به تربط الخيمة. والوتد هو الخشبة بها تشد الأسباب. والفاصلة الحاجز في الخيمة، وكذلك المصراع هو نصف البيت".

وينقل الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني، (1145-1205) للهجرة، في معجمه (تاج العروس من جواهر القاموس) في معرض تفسيره لمصطلح العَروض: "وإنما سمّي وسط البيت عَروضاً، لأن العروض وسط البيت من البناء، والبيت من الشِّعر مبنيّ في اللفظ على بناء البيت المسكون للعرب، فقوام البيت من الكلام عَروضه، كما أن قوام البيت من الخرق العارضة التي في وسطه".

ويقول العلامة العراقي الدكتور صفاء خلوصي، في كتابه الذي يعد من أهم المراجع المعاصرة في علم العروض والمعروف بـ(فن التقطيع الشعري والقافية) إن أكثر "الاصطلاحات العروضية من أجزاء الخيمة ومستلزماتها، من نحو: الوتد والسبب والضرب والمصراع والركن، وكذلك أسماء بعض الزحافات من نحو الخبن والطي، مما يتفق للقماش الذي تصنع منه الخيمة".

إقرأ أيضا .. 

بريطانيا تُعيد للعراق حجرًا أثريًا "يلْعَن كل مَن يُدمره"

العَروض تُعرض على الشعر فتقوّمه
والعَروض في الشعر، تتصل بأكثر من معنى، لا تبتعد كثيراً عن ما نقله الزبيدي. فأصل "العروض في اللغة الناحيةُ" يقول التبريزي، يحيى بن علي بن محمد الشيباني، والمتوفى سنة 502 للهجرة، في مصنفه الشهير (كتاب الكافي في العروض والقوافي) والذي يضيف فيه أن الناقة التي تعترض في سيرها، تسمّى عروضاً، لأنها "تأخذ في ناحية دون الناحية التي تسلكها، فيحتمل أن يكون سمّي هذا العلم عروضاً لأنه ناحية من علوم الشعر، وقيل يحتمل أن يكون سمّي عروضاً لأن الشعر معروض عليه، فما وافقه كان صحيحاً، وما خالفه كان فاسداً".

وبالعودة إلى صاحب العروض نفسه، وهو الفراهيدي، الخليل بن أحمد (100-175) للهجرة، وفي معجمه الأقدم للغة العربية، ما يعرف بكتاب (العين) فيقول عن العَروض: "والعروض عروض الشعر، لأن الشعر يعرض عليه، ويجمع أعاريض، وهو فواصل الأنصاف". فيما تعرّف العروض بأنها "فواصل الأنصاف، وقيل هي النصف الأول من البيت" حسب الصاحب، إسماعيل بن عباد (326-385) للهجرة، في (المحيط في اللغة).

وتتعدد معاني العروض وتتوسع، وأغلبها موضوعة من باب التخمين أو الترجيح، من مثل أن عروض الشعر، سميت بذلك، لأن الفراهيدي، أُلهم على علم العروض، في مكة المكرّمة ومن أسمائها العَروض، ينقل التاج عن البعض.

عمود الشعر.. الخيمة مجدداً!
ويأتي مصطلح (عمود الشعر) ليكون واحداً من معايير النقد الأدبي القديم التي قيض لها الاستمرار والشيوع حتى وقتنا الحاضر. والعمود جزء أصيل من أجزاء البيت-الخيمة، وينضم إلى السبب والوتد والفاصلة والبيت الشعري.

وأشهر من تداول مصطلح عمود الشعر، ثلاثة نقاد لهم مكانتهم الرفيعة في عالم التصنيف العربي، كالآمدي، الحسن بن بشر، المتوفى سنة 370 للهجرة، في كتابه الشهير (الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري)، والقاضي الجرجاني، علي بن عبد العزيز (290-366) للهجرة، في كتابه (الوساطة بين المتنبي وخصومه)، والمرزوقي، أحمد بن محمد والمتوفى سنة 421 للهجرة، في كتابه (شرح ديوان الحماسة لأبي تمام).

ومصطلح عمود الشعر، ينطوي على أبعاد جمالية خالصة، مرتبطة باللفظ والتشبيه والمعنى والجزالة وتناسق لغة المادة الشعرية، وعادة ما يشار بالمصطلح، إلى الشعرية العربية القديمة وأصبح معياراً عاماً لدى النقاد الذين يفضّلون النص الشعري العربي القديم، كون بنائه قائماً على العمود ذاك. فمثلا يقول الآمدي عن البحتري في (الموازنة): "لأن البحتري أعرابيّ الشعر، مطبوعٌ، وعلى مذهب الأوائل، وما فارق عمود الشعر المعروف، وكان يتجنب التعقيد ومستكره الألفاظ ووحشيّ الكلام".

القصيد والقريض.. الكسْرُ والشطر
والقصيدة المعروفة، هي القريض أيضاً، وهي النظم. وللقصيد في العربية، معنى يتصل بتعريفها، فالقصد هو الكَسرُ، والقصيد من الشعر ما تمّ شطر أبنيته، يقول الصاحب بن عباد، في محيطه، مشيراً إلى أن العرب تسمي اللّب الذي يخرج من العظام، قصيدة. فيما يرد في تاج الزبيدي، أن القصد في كلام العرب يشمل الاعتزام والتوجه والنهوض نحو الشيء، مؤكدا ما قاله ابن عباد بمعنى القصد الذي هو الكسر: "والقصد القسر، قصده قصداً، قسره أي قهره". وينقل: "والقصيد من الشعر ما تم شطر أبياته" ويتابع النقل: "سمّي قصيدا لأنه قُصِد واعتُمد".

ويقال عن الشعر، القريض، وهي من قرض الشيء، إذا قطعه، يرد في التاج، ويضيف: "القرض أصله في القطع" ويقول: "فإذا شُبِّه الشِّعر بالثوب، وجُعِل الشاعر كأنه يقرضه، أي يقطعه ويفصّله ويجزئه". من هنا، فيقال عن الشعر، القريض، في حال قوله. والعرب تفرّق بين الرجز والقريض. وأصل القرض ما يفعله الرجل أو يعطيه، ليجازى عليه. والرابط بين القصيد والقريض، هو الاقتطاع والفصل والشطر والكسر.

وكتاب العين يوحّد بين الشّعر والقريض، مشترطاً وجود "علامات" في الأخير، ليكونا واحداً، ويقول إنه سمّي شعراً لأن الشاعر يفطن له بما لا يفطن له غيره من معانيه.

16 بحراً لا يتناهى مهما اغترف منه

ويذكر أن الفراهيدي، وضع خمسة عشر بحراً كميزان للشعر والتحقق من صحة أوزانه، وقام أحد تلامذته، وهو الأخفش، بوضع البحر السادس عشر، وهو البحر المتدارك. وبحور الشعر العربي التي وضعت لوزنه وضبطه، هي: الطويل، المتقارب، الرمل، المديد، الخفيف، البسيط، الرجز، السريع، المنسرح، المجتث، الوافر، الكامل، الهزج، المضارع، المقتضب، المتدارك. ويسمى الشطر الأول من البيت، الصدر، والشطر الثاني، العجز.

وكذلك تم استحداث أوزان وبحور من بحور الخليل، من مثل المستطيل المأخوذ من البحر الطويل، والممتد من المديد، والمنسرد من المضارع، والمتوافر والمتئد، وبحور أخرى. أمّا بحور الشعر، فسميت كذلك، فتشبيها لها بالبحر الحقيقي، الذي لا يتناهى بما يغترف منه، حسب تعريف أورده بالنقل، الدكتور غازي يموت في كتابه (بحور الشعر العربي- عروض الخليل).

وقام المصنف شعبان بن محمد القرشي (765-827) للهجرة، بكتابة ألفية في العروض والقوافي، أودع فيها كل قوانين البحور الشعرية وأسمائها وأوزانها وتفعيلاتها واسم واضعها وسبب تسميتها ومحاسنها وعيوبها، في كتابه المعروف بـ(الوجه الجميل في علم الخليل).

قد يهمك ايضا:

الانسان القديم كان يقتات على الحمام

الصين تسمح لركاب المترو بدفع ثمن التذكرة من خلال وجوههم

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيت الشعر والعمود والقصيدة مفردات من أصل الحياة العربية بيت الشعر والعمود والقصيدة مفردات من أصل الحياة العربية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib