يتناول كتاب "الصورة الشعرية في القصيدة النبطية - دراسة موضوعية وصفية تطبيقية" للكاتب محمد مهاوش الظفيري، الصادر عن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبو ظبي، الشعر الشعبي وارتباط أبناء البادية والصحراء في منطقة شبه الجزيرة العربية به، إضافة إلى الدول العربية وباديتها في مصر وبلاد الرافدين، حيث تناولوا في مواضيع نصوصهم الشعرية الصحراء والإبل والأمطار، ومع التطور وتنوع المعارف الإنسانية تنوعت الأغراض الشعرية، وأيضًا ظهر التأثر بالشعر الفصيح، فكان أن قامت أكاديمية الشعر بالاهتمام بالشعر الشعبي من خلال تدريسه،
وقال المؤلف في مقدمة الكتاب: إن اهتمامه انصبّ على اللغة باعتبارها مفتاح التعبير الفني للأديب الذي ينقل من خلالها أحاسيسه التي يرى من خلالها الأشياء من زاوية خاصة به قد لا يراها غيره.
قضايا
ينقسم الكتاب، الذي يصل عدد صفحاته إلى 286 صفحة، إلى تمهيد وثلاثة فصول، عرض تمهيده قضايا مرتبطة بالشعر النبطي، استهلها الكاتب بمدخل يعرّف به القارئ بالشعر وارتباطه بالعلوم الأخرى، مؤكدًا أن العرب أمة شعر وبلاغة لا يستطيعون العيش دونه، ومع تسلل العجمة إلى أفواه العرب ظهر النبط، وانتشر بين الناس كأحد الأنواع الشعرية، وله تسميات عدة، كالشعر العامي والبدوي والشعبي.
وتطرّق الكاتب إلى سبب تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم، وذكر أن أول من أشار إلى الشعر النبطي هو عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته في فصل "أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد"، أما سبب التسمية فقد ذكر الكاتب أربع دلالات لكمة "نبط"، نلخصها كالتالي: الأولى نسبة إلى عرب الأنباط، والثانية نسبة إلى تجمعات بشرية كانت تسكن بلاد العراق وتأثر بها أهل البادية وأخذوا عنهم الشعر، أما الثالثة فهي اسم أرض أو وادٍ حول المدينة المنورة، ويعتقد أن أهله هم أول من نظم هذا الشعر، وأخيرًا أن الاسم يأتي من الاستنباط، حيث استنبط النبط من الشعر الفصيح.
وذكر في هذا الفصل أوزان الشعر النبطي المختلفة التي يصل عددها إلى 9 بحور، وتتشابه في بعضها مع أوزان الشعر الفصيح، مختتمًا الفصل التمهيدي بالحديث عن الشعر النبطي، باعتباره أدبًا إنسانيًا نابعًا من الشعور الوجداني، وكتبه الإنسان في كل الأزمنة وكتبته كل الشعوب، لذا اعتبره الكاتب حلقة من حلقات الإنسانية الممتدة عبر التاريخ.
أساليب
في الفصل الأول الذي جاء بعنوان "قضايا نقدية - دراسة موضوعية"، في خمسة مباحث، تناول الكاتب محمد الظفيري الأساليب بأنواعها العلمية والأدبية والتقريرية المباشرة والتصويرية غير المباشرة، أما في المبحث الثاني فتطرق إلى العقل والمنطق والعاطفة والخيال من القديم إلى الحديث، وطرح الخيال عند كوليردج وأثره في الشعر بالمبحث الثالث، أما اللغة والشعر فكانت موضوع المبحث الرابع الذي أسهب فيه متناولًا طبيعة اللغة عند بعض الشعراء، وخصص المبحث الخامس للتناول والتشخيص والتجسيد، والوحدة العضوية والحقيقة الشعرية.
الصورة الشعرية
"الصورة الشعرية - دراسة وصفية" كان عنوان الفصل الثاني، وعرف فيه الكاتب مفهوم الصورة الأدبية أولًا، ومفهوم الصورة الشعرية التقليدية والحديثة وأهميتها في المبحث الثاني، ومن البلاغة إلى الصورة الشعرية وعلاقتها بالإيقاع ومفهوم الإيقاع الخارجي والداخلي في المبحث الثالث. أما الفصل الثالث فعنوانه "الصورة الشعرية - دراسة تطبيقية"، فعرض تطبيقات علمية على الصورة الشعرية، كالبديعية والصورة الشعرية الحديثة، ومحسناتها اللفظية والمعنوية، أما مبحث "الصورة الشعرية البيانية" فتناول التشبيه والمجاز والاستعارة والكناية، وفي المبحث الثالث للصورة الشعرية الحديثة تطرق لأوجه الصورة الشعرية الحديثة في 6 أوجه: الجزئية والكلية والمركبة، والانزياح والقناع والمعادل الموضوعي.
ليم حسين: الشعر مرآة الروح
كتابة الشعر لدى الشاعرة ليم حسين ليست وليدة اللحظة، بل كانت بدايتها مع الخواطر، وأولت الشعر العربي الفصيح اهتمامًا خاصًا، إذ نشأت وهي تقرأ للشعراء من أمثال فدوى طوقان وأبي القاسم الشابي وأحمد شوقي وإبراهيم ناجي، وكتبت الفصيح، لكنها وجدت نفسها في الشعر النبطي فكتبته، واطلعت على مختلف التجارب الشعرية، وتعجبها قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ونجله سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لما لهاتين التجربتين من وزن وأثر في المشهد الشعري، ليس محليًا فقط، بل على المستويين الخليجي والعربي.
اسمها "ليم" عربي فصيح، ومعناه الوفاق والأعمال الصالحة، وهي خريجة إعلام وعلم نفس، وعلى الرغم من أنها ترفض تصنيف الشعر إلى نسائي وذكوري؛ لأن النص في النهاية يفرض نفسه، فإنها ترى أن هذا العصر هو عصر الشعر النسائي؛ إذ حققت المرأة مراكز متقدمة في أبرز برامج الشعر، مثل "شاعر المليون" وغيره، وهناك الكثير من الأسماء النسائية اللامعة التي لها بصمتها الشعرية الواضحة.
الشاعرة عضو في منتدى شاعرات الإمارات التابع لمركز الشارقة للشعر الشعبي، وعضو في مركز الشعر الإعلامي في الكويت، وفي منتدى شاعرات العرب، وشاركت في برنامج "شاعر المليون" في نسخته السابعة، حيث تأهلت للمرحلة الثالثة، وهي حاصلة على المركز السابع في مسابقة "قصائد لعاصمة الثقافة" -حقل الشعر النبطي- على مستوى الإمارات، التي أقيمت بعد حصول إمارة الشارقة على لقب عاصمة الثقافة الإسلامية.
تعتبر الشاعرة ليم أن وسائل التواصل الاجتماعي نافذة تسمح للجمهور بالاطلاع على تجربة الشاعر، ونتاجه الأدبي والفكري، وللشاعر من خلالها أن يتعرف إلى زملائه من الشعراء والشاعرات ويستفيد من تجاربهم، إضافة إلى أنها تروّج للشاعر وتتيح فرصة التعرف إلى ردود الفعل المباشرة للجمهور.
فكرة إصدار ديوان شعري خاص بها واردة لديها، وعملت على تنفيذها من خلال جمع القصائد، إلا أن ظروفًا خاصة بها منعتها من إنجازه، لكن قريبًا سيكون لها ديوان شعري يضم أبرز نصوصها الشعرية، فالشعر بالنسبة إليها سبرٌ للشعور ومرآة للروح.
نخبة النون.. 3 سنوات من الإبداع
أتمت مجموعة "نخبة النون" ثلاث سنوات من مسيرتها في جمع نخبة من شاعرات الخليج العربي للإدلاء بإبداعاتهن الشعرية، في بادرة أدبية إبداعية تحسب للمجموعة على مستوى المنطقة. وبهذه المناسبة قالت عضو المجموعة لولوة السنيدي: اليوم تكتمل ثلاث سنوات من عطاء مجموعة "نخبة النون" الأدبية للشعر النبطي، التي تضم كوكبة من شاعرات الخليج العربي اللاتي وضعن آلية للتسجيل، وقواعد للاستمرار من دون الانكفاء على شخصية واحدة تقودهن، بل كان القرار للجميع بالتشاور بينهن؛ لأن الأساس مبنيّ على تآلف شاعرات جمعتهن الصداقة قبل الشعر.. فطاب العطاء ولذّ المجنى.
وأضافت السنيدي: تحرص شاعرات "نخبة النون" على التفاعل مع المناسبات الوطنية لعدة دول، وتم تنفيذ مجموعة من الأعمال والشلّات، إضافة للمحاورات والرديات العفوية التي تحدث بينهن. وجود مثل هذه المجموعات الشعرية يعزز ساحة الشعر الشعبي بقواف جديدة ومواضيع مهمة تخدم المناسبات وتؤرخ للأحداث، وذلك من خلال جميع القنوات التي تصل للمتلقي المتشوق للشعر.. موضحة أن الشاعرات أثبتن وجودهن وأصبح لهن جمهور متعطش للجديد متشوّق للمعاني والدرر الشعرية التي يزخر بها الأدب الشعبي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر