الحكواتي في لبنان يلتحق بعصر السوشيال ميديا ويطلّ مجددًا أمام الكاميرا
آخر تحديث GMT 09:25:56
المغرب اليوم -

بات مطلوبًا في مناسبات عديدة يتقدمها شهر رمضان الكريم وعيد الأضحى

"الحكواتي" في لبنان يلتحق بعصر "السوشيال ميديا" ويطلّ مجددًا أمام الكاميرا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الحكواتي سحر شحادة
بيروت - المغرب اليوم

شكّل فن “الحكواتي” دومًا تقليدًا تراثيًا متّبعًا في لبنان، بحيث يستمع الحضور المتجمع في مقهى أو في مسرح معين إلى حكايات مشوّقة يجيد تلاوتها أحدهم، يطلقون عليه اسم “الحكواتي”.

وعلى الرّغم من أنّ هذا الفن بات يهدده الانقراض في ظل غياب أشخاص يهتمون به، ويمارسونه على الأرض، إلّا أنّ جمعيات ومؤسسات اجتماعية عديدة تحاول إعادة إحيائه وعصرنته، ليواكب متطلبات الزمن الحالي. وأحدث ورشات العمل والتدريبات التي تنظم في هذا الإطار تطلقها اليوم وغدًا (في 13 و14 أغسطس/ آب الحالي)، شركة “كاي إن فيلم” للإنتاج. فهي أخذت على عاتقها نقل هذا الفن من المسرح إلى الكاميرا، وكذلك تطعيمه بالعنصر النسائي، لتصبح المرأة بدورها فعالة ومتمرسة فيه تحت اسم “الحكواتية”. “إنّه فن تراثي نريد الحفاظ عليه بعد نشره وتطويره” تقول نور الفقيه صاحبة الشركة المذكورة، وتضيف “ومن هذا المنطلق أخذنا على عاتقنا تنظيم دورات خاصة بهذا الخصوص نتوجه فيها إلى النساء. فنحولها إلى حكواتي عصري يتلو القصص أمام الكاميرا، وتصبح بالتالي حكايات مروية بشغف يمكننا مشاهدتها (أون لاين) وعبر مواقع (السوشيال ميديا) على أنواعها”.

وتتضمن هذه الورش تدريبات نظرية وأخرى تطبيقية تديرها “الحكواتية” سحر شحادة. “ستعلم الراغبين في ممارسة هذه الهواية الأساليب الجديدة المستعملة في تلاوة القصص الموجهة للكبار والصغار معًا. كما ستعتمد على تلاوة القصص القصيرة التي لا تتجاوز مدتها الـ15 دقيقة، كي لا تُحدث الملل في نفوس الأولاد والشّباب المراهق وحتى الكبار. وعمّا يمكن أن يفقده هذا الفن في ظلّ تطويره وتغييبه عن المسرح توضح: “إننا نهدف لإحيائه في عصر السرعة الذي نعيشه ويسود إيقاعنا اليومي، وارتأينا أن ينطبع بالحداثة لإحداث الفرق”.

وتؤكد نور الفقيه أنّ هذا الفن بات مطلوبًا اليوم في مناسبات عديدة يتقدمها شهر رمضان الكريم وعيد الأضحى، وكذلك كنشاط يقام في المستشفيات ودور العجزة وأيضًا في المدارس وعلى مسارح المهرجانات.

أمّا عن اختيارهم المرأة عنوانًا لورش العمل هذه، تقول في سياق حديثها لـ”الشرق الأوسط”، “إن المرأة تبرع في فنون متعددة كالرسم والتمثيل وغيرها، فلماذا لا تطل على تقليد تراثي يحتاجها لتوصله بدورها إلى أولادها وأحفادها وعلى طريقتها؟”.

وتنطبع القصص والحكايات، التي يتم تلاوتها أمام الكاميرا ضمن أفلام مصورة قصيرة، برسائل اجتماعية وأخرى توعوية، إضافة إلى أخرى ترتكز على قصص أدبية شعبية معروفة.

“لقد شكّلت جداتنا وأمهاتنا (حكواتيًا) من نوع آخر في الماضي. ومن منا لا يتذكّر قصة أو حكاية تلتها على مسمعه (التاتا) أو (الماما) قبل خلودنا إلى النوم أو في حالات المرض التي كنا نمر بها. فكنّ يحاولن التخفيف من أوجاعنا، وكذلك دفعنا إلى النوم من خلالها”، تقول الحكواتي سحر شحادة المدربة المشرفة على ورش عمل “الحكواتي”. وتتابع في حديثها لـ”الشرق الأوسط”: “من هذا المنطلق أعدت الرسالة إلى أهلها. فالأم مدرسة ومن غيرها يستطيع تحفيز أولادها وتشجيعهم على قراءة القصة؟ وأنا بدوري أرتدي عباءتي وأجلس أمام الكاميرا وعلى المسرح، وأتوجه خصوصًا لفئة الأطفال كي أحمّلهم تراثًا مهددًا بالاندثار. وبذلك سألقن الأمهات دروسًا في عملية تلاوة القصص ليمارسوها بدورهم مع أولادهم”.

وتشير سحر إلى أنّ عناصر حديثة كثيرة باتت تتلقفها مهنة الحكواتي اليوم، وبينها استخدامها لتبسيط أحداث نعيشها وتوعية الولد عليها من ناحية، وتشغيل مخيلته بصور حالمة وأخرى واقعية من ناحية ثانية. “لقد أصبحت نوعًا من فن (المونودراما) المرتكز على لغة الجسد والكلام البسيط وتقنية خيال الظل”، توضح سحر في معرض حديثها لـ”الشرق الأوسط”.

حكايات أبطالها الحيوانات، وأخرى من شخصيات تراثية كـ”عنتر وعبلة”، وعن الأم والأب وباقي أفراد العائلة، تستخدمها الحكواتي سحر شحادة في ورش العمل التي تشرف عليها، لتخوّل كل امرأة وأم أن تصبح “حكواتيًا” على طريقتها.

وقد يهمك أيضاً :

 وزير الثقافة الليبي يؤكد أن الجيل الجديد يُبدع بـ"أدب الأزمة"

 التنمية المعاصرة ترخي بظلالها على مسرح خيال الظلّ في الصين بعد ألفي سنة

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكواتي في لبنان يلتحق بعصر السوشيال ميديا ويطلّ مجددًا أمام الكاميرا الحكواتي في لبنان يلتحق بعصر السوشيال ميديا ويطلّ مجددًا أمام الكاميرا



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:09 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مستحضرات تجميل تساعدك في تكبير شفتيك خلال دقائق

GMT 03:29 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكورات ثلاجات يُمكن أن تستوحي منها إطلالة مطبخك

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عطيات الصادق توضح كيفية التعامل مع أهل الزوج

GMT 00:10 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

التشكيلي رشيد بنعبد الله يحتفي بالفرس في معرض فردي

GMT 07:30 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مصممة تضفي لمسة جمالية على منزل قديم في إنجلترا

GMT 05:49 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

تعرفي على أحدث تصاميم "الحنة البيضاء"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib