الرباط-المغرب اليوم
بعنوان “حكاياتها Her Stories”، وقعت الشاعرة والباحثة المغربية عفيفة الحَسينات ديوانها الجديد المكتوب باللغتين الإنجليزية والعربية.ويتضمن هذا العمل الشعري قصائد كتبت في الأصل باللغتين الإنجليزية والعربية، وصدرت عن منشورات فكر في السنة الجارية 2021.وفي تقديم لديوان الحسينات كتبت عائشة بلعربي، أستاذة فخرية بجامعة محمد الخامس، أنها “وجدت متعة بالغة” عند قراءته، بما يتضمنه من “إحساس رقيق وشعور دافق وابتسامة عذبة ساحرة تلوح بين القصائد والأبيات”.ويزيد تقديم عائشة بلعربي: “صاحَبتُكِ في مشوارك الشعري ودخلت معك سوق الكلمات الشهير، ورأيتك تفحصين الواحدة تلو الأخرى تقلبينها بين يديك، تشمين رائحتها كفاكهة مبكِّرة تنتقينها وترتبين الكل في جُمَل، تارة طويلة وتارة قصيرة، أو تكتفين بكلمة واحدة، شمعة منيرة، زهرة تنشُرُ عبيرها على القصيدة”.
ويضيف نص التقديم: “شِعرٌ عفيف يُعبّر عن اسم صاحبته، عن ذاتها في ساعات فرحها وأوقات حزنها. شعر يتميز بملامسته الواقع المعاش، وبنقل الأحاسيس المتجذرة في الأعماق، مع اللجوء إلى تخييل فائق الجمالية، يتطرق لثقل الحياة وخفة الإنسان مع الوحدانية، وصعوبة العشرة. هكذا تنطق الطيور ويظهر السحاب ثم يغيب وتدمَع السماء وتبتل الأرض وينمو العشب، في قصائد الشاعرة عفيفة الحسينات، فتسعد الأغنام لوفرة الربيع”.وترى بلعربي أن تساؤلات شتى تُضمّخ هذا الديوان: تساؤل عن الذات (…) عن الحدود بين المرأة والرجل، والطفلة والأميرة المدلَّلَة، “إنها الكل”؛ هكذا “تنمحي العلاقات التمييزية بين الجنسين، والعلاقات السلطوية بين الآباء والأبناء، ليبَرُز الإنسان في شموليته وفي تعقيداته”.
ويشكل مفهوم الحرية، وفق قراءة بلعربي، أحد مضامين ديوان حكاية عفيفة الحسينات، “الحرية بكل أشكالها، وخاصة تلك التي تتجلى في الرغبة في الطيران التي ترجع باستمرار عبر قصائد معينة؛ فهي دينامو: تريد أن تمشي، أن تجري، أن تقفز وأن تطير، فهي تُحلِّقُ في الأجواء، تسبح في الفضاء الشاسع بدون شراع ولا محرّك.. لكن كيف يمكن للإنسان أن يطير وهو لا يملك أجنحة أي غير مؤهل لذلك؟ فالطيران إذن في ديوان ‘حكاياتها’ ذو معنى رمزي يمثل الحرية، والمسؤولية، وكسر القيود”.وتذكر عائشة بلعربي أن الشاعرة كتبت ديوانها باللغة العربية، “اللغة الأم الأصلية، كما كتبت أيضا بلغة أجنبية هي الإنجليزية، في اختيار صائب من شاعرة يُعبّر عن تكوينها وعن هويتها الوطنية والعالَمية”.
كما تسجل المقدِّمَة أن هذا الديوان “عبارة عن قصائد تطبعها السلاسة، مكتوبة بلغة فصيحة تمتاز بتناغمها وبالاختيار الحكيم للمفردات، حيث ينسجم فيها المعنى مع موسيقى القافية، ما يجعلها قريبة من القارئ بعيدة عن أسلوب التَّصَنّع والتّعقيد”.والنساء في ديوان الشاعرة عفيفة الحَسيْنات، حَسَبَ عائشة بلعربي: “نساء تحمين، هن أيضا، عرينَ الأسد، وتفتحن أبواب المستحيل، فتشتغلن وتُرَبّين وتُسَيِّرن وتكتبن دون أنانية ولا عجرفة ولا غرور”.وترى بلعربي في ديوان “حكاياتها” أخذا لزمام المبادرة، وتَصديا للسلطة الأبوية ولأعرافها في ميادين الحياة والإبداع، وتعبيرا للشاعرة عن ذاتها ورغباتها وقضاياها بأسلوبها الخاص، الذي “اكتسبَته من تجاربها العميقة والصعبة والغنية خارج الوطن، مُقتنعة بأن النساء يُشَكّلن قوة صلبة، يقفن، ولو بعد التعثر والسقوط حتى، وينهضن لفتح آفاق للآمال وللأحلام وللخيال”.
قد يهمك ايضا:
"نوافذ شعرية" جديدة لدار الشعر في مراكش تحت إشراف وزارة الثقافة
برنامج "تامغربيت" غايدوز حلقة خاصة على الثقافة الحسانية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر