مجنون ليلى الفارسي تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة
آخر تحديث GMT 23:17:43
المغرب اليوم -

مخطوطة نادرة وفريدة تشهد تعديلات منحت البطل نزعة صوفية

"مجنون ليلى الفارسي" تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

متحف الفن الإسلامي في القاهرة
القاهره - المغرب اليوم

من بين المقتنيات التي يمتلكها متحف الفن الإسلامي في القاهرة في مخازنه، ولم تحظ بفرصة العرض الجماهيري بعد، مخطوطة نادرة وفريدة من نوعها لقصة "مجنون ليلى"، التي انتقلت من الأدب العربي إلى الأدب الفارسي على مر عصوره المختلفة، مع بعض التعديلات التي منحت البطل نزعة صوفية.والمخطوطة الفارسية الأشهر التي جسدت هذه القصة، تحمل اسم الشاعر نظامي الكنجوي، وقلده كثير من الشعراء من بينهم أمير خسرو الدملوي، وعبد الرحمان جامي، ومكتبي شيرازي، والأخير هو صاحب المخطوطة الموجودة في مخازن المتحف الإسلامي، التي كانت موضوعا لدراسة شاملة أجراها الباحث دكتور سامح فكري البنا، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة أسيوط، ونشرت في العدد الأخير من مجلة "اتحاد الآثاريين العرب".

وتتميز هذه المخطوطة التي تحمل رقم تسجيل (14895)، بأنها رغم صغرها، تحتوي على فنون الكتّاب المتعارف عليها من تجليد، وكتابات، وتذهيب، وتصوير.ولا تحمل هذه المخطوطة في سجلات المتحف أي تاريخ، ولكن الدراسة التحليلية والدراسات المقارنة التي شملت أسلوب التصوير والتجليد، جعلت الباحث يحدد بأنها ترجع إلى النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، إبان العصر القاجاري، وذلك بعد وفاة مؤلف المخطوط الشاعر مكتبي شيرازي، أحد شعراء فارس في القرن التاسع الهجري.

ومن الأمور التي تميز بها فن العصر القاجاري الذي ظهر في المخطوطة؛ الشوارب الكثيفة، والوجوه الدائرية، والأسلوب البسيط، وقلة الألوان والأشخاص.ويقول دكتور البنا في تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط": "لم أحدد فقط الفترة الزمنية، لكني وصفت أيضًا هذا المخطوط بأنه من النوع الشعبي".ويوجد نوعان للمخطوطات بعضها يتم تحت رعاية ملكية، ويظهر ذلك في نوعية الألوان المستخدمة وشكل التجليد والتذهيب، ولكن النسخة محل الدراسة استطاع الباحث القطع بأنها نسخة شعبية، لا تحمل أي شكل من أشكال الفخامة الموجودة في النسخ التي تم إعدادها تحت رعاية ملكية.

وحدد الباحث في دراسته اسم مؤلف المخطوط، وهو الشاعر مكتبي شيرازي الذي ورد اسمه في صفحة العنوان، وهو من شعراء القرن التاسع الهجري، وتميز أسلوبه الشعري بالإيجاز، واللجوء إلى التراكيب البديعة والجديدة، واجتناب الوصف.ووفق البنا فإن من "سبقوا مكتبي من شعراء فارس نقلوا القصة من العربية، لكن مكتبي صبغ القصة بالصبغة الصوفية، فكان المجنون صوفيا وقع في العشق الإلهي الأزلي، فكان توق المجنون إلى ليلى رمزية لتوق الرجل إلى الله عز وجل".

ونجح مصور المخطوط موضع الدراسة من عكس ما أورده الشاعر من اختلافات بين القصة العربية الأصلية، والتوجه الفارسي في التعامل معها، وما أضافوه لها من لمحة صوفية.وفيما يخص الاختلافات بين النسخة العربية والفارسية، نجد أحداث القصة العربية تدور في الصحراء والبادية حيث الجمال وقلة النباتات، في حين نجد صور هذا المخطوط تعكس ما نظمه الشعراء الإيرانيون من حدائق خضراء ومياه، وكذلك عكس مصور هذا المخطوط الملمح الصوفي في العديد من الصور، نذكر منها ظهور مجنون ليلى في صور الزاهد الضعيف بالنسبة لكل عناصر التصوير، كذلك نظراته المليئة بالحزن الدائم، وظهوره وسط الوحوش، ووقوف الطائر فوق رأسه، وهي لمحات تشير إلى أن العشق الإلهي منحه القوة التي تجعله قادرا على السيطرة على هذه الكائنات.

وتوقف الباحث في دراسته أمام التباين في أسلوب العلاقة بين الصورة والأبيات الشعرية، ويقول: "جاءت صور المخطوط موضع الدراسة أحيانا متوافقة مع مضمون الأبيات الشعرية الفارسية المصاحبة لها، مثل زيارة مجنون ليلى للكعبة، وأحيانا لا تتلاءم مع مضمون الأبيات مثل تصوير زيارة والد مجنون ليلى له".ومن الأمور التي لفتت انتباه الباحث في المخطوط، هو أن موضوعات صور المخطوط ظهرت بالشكل نفسه على بعض التحف القاجارية، ولا سيما السجاد والبلاطات الخزفية.ويشير البنا إلى أن ذلك يعكس بدوره أن المناظر التصويرية لقصة ليلى والمجنون كانت من المناظر المفضلة لدى فناني التحف التطبيقية في العصر القاجاري.

قد يهمك ايضا

موسيقيون غزاويون يلعنون الحرب بصوت الحب

"الاقتداء بالصحابة" محاضرات ومناقشات في ثقافة المنيا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجنون ليلى الفارسي تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة مجنون ليلى الفارسي تبوح بأسرارها في المتحف الإسلامي في القاهرة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 23:12 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يفشل فى إقناع محمد صلاح وأرنولد وفان دايك بالتجديد

GMT 23:32 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تقاريرتكشف بشكتاش يدرس تجديد استعارة النني

GMT 06:21 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد خميس يكشف المستور ويتحدث عن أسباب زواجه الثاني

GMT 01:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اكتشف صفات مواليد الدلو قبل الارتباط بهم

GMT 01:46 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

هناء الرملي تشرح مخاطر التحرش الجنسي عبر "الانترنت"

GMT 16:43 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال يضرب جزر جنوب المحيط الهادئ

GMT 06:08 2022 الإثنين ,26 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأفكار للحصول على ماكياج مثالي لحفل الكريسماس

GMT 14:11 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

أداء أسبوعي على وقع الأخضر ببورصة البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib