جائحة كورونا تسببت بمقتل أبو الفنون في المغرب
آخر تحديث GMT 09:01:26
المغرب اليوم -

جائحة كورونا تسببت بمقتل "أبو الفنون" في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جائحة كورونا تسببت بمقتل

الفرق المسرحية المغربية
الرباط-المغرب اليوم

قامت العديد من الفرق المسرحية المغربية في الفترة الأخيرة بتقديم العروض المسرحية الملتزمة بها مع وزارة الثقافة المغربية، من دون جمهور وفي مختلف المدن والجهات بالمغرب، بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، وبسبب سياسة الدعم المسرحي، التي لم تراع هذا الظرف، وأغلقت المسارح في وجه الجمهور، وأصابت أبو الفنون في مقتل.فعلى الرغم من اعتماد البث المباشر لتلك العروض عبر المديريات الجهوية لوزارة الثقافة، وعبر صفحات الفرق المسرحية والمسرحيين على وسائل التواصل الاجتماعي، ومسابقتها للزمن المحدد لها وهو قبل نهاية شهر أبريل الجاري، إلا أن تلك الفرجة الافتراضية لم تكن ناجحة، ولا يمكن لها أن تكون بديلا عن اللقاء المباشر مع الجمهور، الذي يعد مكونا رئيسيا في الفرجة المسرحية.

لا يمكن للمسرح أن يقوم من دون جمهور، فعموده الأساسي هو هذا الجمهور، ومن دونه يكون العرض بئيسا ومظلما وباردا، فإن كانت بعض التظاهرات الرياضية تقدم (وي كلو Huis clo) من دون جمهور كعقاب وزجر للفريق الرياضي أو لجمهوره المشاغب، فإن المسرح لا تقوم له قائمة من دون جمهور، وقمة العبث الاعتقاد بأنه يمكن أن يعيش في غياب الجمهور، إن غياب الجمهور هو قتل وتدمير له.وهذا ما عبرت عنه المخرجة المسرحية المغربية نعيمة زيطان، لـ "سكاي نيوز عربية" قائلة إنها كانت مضطرة لتقديم أربعة عروض في الفترة الأخيرة، عرضين في الدار البيضاء، وعرضين بالرباط لمسرحيتها "طرز الحساب"، وذلك حتى يحصل الفنانون المشتغلون معها في فرقة "مسرح أكواريوم" على 50 بالمئة من مستحقاتهم المتبقية، لأنه من دون تقديم تلك العروض لا يمكن لوزارة المالية صرف تلك التعويضات.

وأكدت زيطان أنها شعرت بإحساس غريب هي والفريق الذي يعمل معها، لأن تفاعل الجمهور وهمساته، بل وحتى أنفاسه كانت غائبة، وهو ما جعل تلك العروض ناقصة، بل "لحظات موت قاسية" رغم أنها اعتبرتها مجرد تدريبات وتسخينات في انتظار اعتناق جمهور الخشبة، لأن الجوهر الحقيقي للمسرح هو الجمهور، ومتعته لا تضاهيها أي متعة، وأضافت "الجائحة أثرت على كل القطاعات، وخاصة القطاعات التي تعتمد على الفرجة والجمهور، وتدبير هذه الأزمة على ما يبدو آني ويومي، وهو ما يوضح غياب رؤية مسبقة وواضحة لمثل هذه الأزمات".وأوضحت زيطان أن الفرق المسرحية الوطنية التي حظيت بالدعم الاستثنائي، قدمت بتوجيه من وزارة الثقافة عروضها المسرحية أمام كراسي فارغة، وهو قرار أملته الظروف التي تجتازها الفرق المسرحية، وذلك حتى لا تؤخر حالة الاستثناء ومنع تقديم العروض، ما تبقى من الحقوق المالية للفنانين وتوفير دخل يساعدهم على تجاوز هذه المحنة، التي يبدو أنها ستطول.

وأشارت زيطان إلى أن النقابة المغربية لمهني الفنون الدرامية حاولت الدخول في نقاش مع وزارة الثقافة، الوزارة الوصية على القطاع، ولكنها للأسف لم تسفر عن أي نتائج ملموسة، في حين تمكنت الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة على الأقل من اختصار المسافات والجهات التي يجب التنقل إليها لتقديم العروض، حيث تم الاتفاق على أن تقدم كل فرقة عروضا في المدن القريبة منها فقط، لأن التنقل إلى الجهات البعيدة يطرح مشكل التراخيص.ومن جهته، رأى الفنان والمخرج المسرحي المغربي بوسلهام الضعيف، أن ما قامت به الفرق المسرحية مؤخرا من تقديم عروض من دون جمهور، هو "شيء ضد المسرح والفرجة المسرحية، وهذا نقد ذاتي بالنسبة لي شخصيا أيضا، ولو أنني اعتبرت هذا مجرد تدريب للفرق وتواصل مع الخشبات بعد طول غياب".

وأضاف مدير المركب الثقافي محمد الفقيه المنوني بمكناس، أن الفرق فرض عليها هذا الأمر نظرا لأنها ملتزمة بعقد مع وزارة الثقافة، وبعقود مع العاملين من ممثلين وتقنيين، فأصبحت في وضع محرجو"لكن هذه الظاهرة كشفت لنا مجموعة من الاختلالات، أهمها غياب سياسة مسرحية حقيقية، وعدم فعالية الإطارات النقابية التي كان من المفروض أن تتفاوض مع الوزارة وتفرض تصورا ينصف جوهر المسرح، وما يسمى بالجولات المسرحية هو بدعة المسرح، ومرتبط بالإقامة والمكان ويجب أن نكون الفعل المسرحي في أماكن وفضاءات لا أن نشتته".وخلص الضعيف إلى أن الثقافة بتعدد أشكالها بالمغرب لا تجد من يدافع عنها، وقد ظهر هذا جليا مع السياسات الحكومية المتعاقبة في المغرب، والتي أبانت عن فشل ذريع في تدبيرها للشأن الثقافي والفني.وكشفت أن "الثقافة ليست من أولوياتها، وهذه حقيقة تتطلب منا اليوم أن نتساءل عن هذا الوضع بشكل جدي، فما معنى الثقافة في مغرب اليوم؟ وما هو مستقبل الثقافة المغربية؟".

قد يهمك ايضا:

أكاديمية بني ملال خنيفرة تفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان محمد الجم للمسرح المدرسي

توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة للحفاظ على الممتلكات الثقافية المغربية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائحة كورونا تسببت بمقتل أبو الفنون في المغرب جائحة كورونا تسببت بمقتل أبو الفنون في المغرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني

GMT 11:08 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

أجمل ديكورات غرف نوم أطفال من انستغرام

GMT 09:48 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

فندق "غراند حياة أبوظبي" يفتح أبوابه للنزلاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib