مونيكا بيلوتشي على المسرح للمرة الأولى في دور ماريا كالاس
آخر تحديث GMT 22:37:54
المغرب اليوم -

بمناسبة صدور رسائل ومذكرات مغنية الأوبرا اليونانية الشهيرة

مونيكا بيلوتشي على المسرح للمرة الأولى في دور ماريا كالاس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مونيكا بيلوتشي على المسرح للمرة الأولى في دور ماريا كالاس

مغنية الأوبرا الأميركية المولد ماريا كالاس
باريس - المغرب اليوم

بقدر ما كان صوتها عظيماً، بقدر ما قيلت عنها أكاذيب كبيرة. لهذا حرصت مغنية الأوبرا الأميركية المولد ماريا كالاس على أن تكتب يومياتها بنفسها وتصحّح ما نسب لها زوراً وادعاءات. وبمناسبة صدور الطبعة الفرنسية من مذكراتها عن منشورات «ألبان ميشيل»، وجه المنتج ومدير صالة «مارينيي» في باريس الدعوة للممثلة مونيكا بيلوتشي لأداء مسرحية مستوحاة من سيرة كالاس كما سجلتها بقلمها. إنها المرة الأولى التي تقف فيها الحسناء الإيطالية على الخشبة، منفردة، لتقدم قراءات تتقمص فيها صوت المغنية اليونانية الأصل التي تمتعت بحنجرة خرافية وحققت شهرة عالمية في ميدان الغناء الأوبرالي.

تروي كالاس وقائع طفولتها الفقيرة في نيويورك، حيث ولدت في حي مانهاتن عام 1923. وهي كانت مراهقة حين عادت مع والدتها إلى أثينا لكي تعيشا حياة أفضل لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية عرقل آمالها. انتبهت أمها إلى موهبتها في الغناء وشجعتها على أن تبدأ خطواتها الخجولة في دنيا الأداء الأوبرالي. وهو الدرب الذي أوصلها، خلال سنوات من التمرين الدؤوب، إلى قمة هذا الفن. وبموازاة تفوقها الفني، مرّت المغنية البدينة والقليلة الحظ من الجمال بتجارب عاطفية محبطة وسلسلة من الفضائح، لا سيما حين تطلقت من زوجها الذي كان بمثابة أبيها ومدير أعمالها لترتبط بحب عاصف مع مواطنها الثري أوناسيس، صاحب أساطيل النقل البحري. وقد نقلها الغرام من حال إلى حال، ففقدت الكثير من وزنها واكتسبت ألقاً منحها الجمال المنشود. لكن حبيبها خذلها حين تركها ليقترن بجاكلين كنيدي، أرملة الرئيس الأميركي الأسبق.

كانت تغني للحب وتعيش فصوله السعيدة والجارحة. وحدث أن فقدت صوتها على حين غفلة وكادت أن تفقد عقلها. لكنّها تماسكت وحافظت على مكانتها التي جعلت جمهورها يضيف أل التعريف لاسمها «لا كالاس» لأنها الوحيدة والفذة في إبداعها وصاحبة أبرز صوت أوبرالي في القرن العشرين. انعزلت المغنية في باريس خلال سنواتها الأخيرة وكانت قليلة الظهور لكنّها لم تتوقف عن التّمارين والعمل حتى آخر يوم في حياتها. رحلت وهي في سن 53 عاماً. هل تستطيع بيلوتشي أن تتلبس شخصية كالاس؟

بدأت الممثلة مهنتها السينمائية، أوائل تسعينات القرن الماضي، معتمدة على مواصفاتها الجمالية. وسرعان ما وجد فيها المخرجون حلقة جديدة من سلسلة الحسناوات الإيطاليات اللواتي رفدن السينما العالمية بوجوه مثيرة ولكنات محببة. لكن مونيكا لم تكن تملك موهبة صوفيا لورين ولا سخونة جينا لولوبريجيدا وحيوية كلوديا كاردينالي. مع هذا وجدت طريقها إلى أفلام مخرجين أميركيين وفرنسيين وظهرت في فيلم من سلسلة جيمس بوند. ورغم فوزها، عدة مرات، بلقب «أجمل امرأة في العالم» فقد سعت لأن تخرج من هذا الإطار وتنال أدواراً صعبة، حتى بعد أن غادرت الفئة العمرية التي تتيح لها تقديم أدوار العاشقة الشابة.

في الخريف الماضي وقع اختيار المخرج توم وولف على بيلوتشي لكي تجسد ماريا كالاس. وهو معروف كمؤلف كبير متخصّص في سير حياة مغنيات الأوبرا، أكثر من شهرته كمخرج. كما يعود له الفضل في إنشاء منحة خاصة للحفاظ على الأرشيف الشّخصي لـ«الديفا» الرّاحلة. واشتغل عدة سنوات لتجميع رسائلها وقصّاصات أوراقها ويومياتها، وسبق له أن أخرج فيلما تسجيلياً بعنوان «ماريا بقلم كالاس». وكان من المتوقع أن يستمر العرض لأسابيع قلائل. لكن المسرحية ما زالت تعرض بنجاح وتجد جمهوراً يحجز أماكنه لأشهر مقبلة. وهناك من المتفرجين من يبتهج من النشوة حين يستمع إلى ما كتبته المغنية عن سحر الموسيقى عليها، ثم تدمع عيناه وهو يتعرف إلى رسالة بعثت بها إلى حبيب عمرها أوناسيس.

تبلغ بيلوتشي من العمر 55 عاماً. أي أنّها أكبر بقليل من كالاس عند رحيلها. لكن يخيل لمن يراها على المسرح أنّه يشاهد المغنية الرّاحلة. وهي قد ارتدت خلال العرض فستانين من البدلات الشّخصية للمغنية ولم تجد خبيرة الملابس حاجة لإجراء أي تحوير فيهما. وقبل العرض صرحت الممثلة بأنّها لا تزعم التماهي مع أسطورة كالاس لكنّها تحاول، فحسب، استعارة كلماتها المكتوبة في رسائلها. وأضافت أنّها لم تقف على المسرح من قبل، لذلك فإنّها تشعر بالتّهيب، مثل كل المبتدئين والمبتدئات وتحاول أن تتجاوز خوفها. وقد ساعدها تشجيع المخرج الذي منحها الفرصة للقفز من الشاشة إلى الخشبة.

ماذا عن الفروقات في ملامح الوجه بينها وبين كالاس؟ هل كان على خبير الماكياج أن يقوم بعمل صعب للتقريب بينهما؟ في مقابلة معها قالت مونيكا إنّها مرّت بمواقف كانت تتمنى فيها تحطيم نعمة الجمال الممنوحة لها. لهذا فإنّ الطبيعة تمنح إطارات تسمح بإبراز الجمال أو تشويهه، وتخلق الفضول حوله أو العنف. وقد عرفت كالاس ذلك العنف حين استعادت رشاقتها وتعلمت كيف تبرز مواطن جمالها. إنّها الفترة التي خرجت فيها من شرنقة الأوبرا لتمسّ العالم كله وترسل صوتها إلى كل بيت. كان الجمهور ينتظرها مثلما ينتظر الشّباب حفلات فريق «الرولينغ ستونز». وحين تحوّل الفنان إلى أيقونة فإن ذلك يستدعي العنف. ولدى أقل هفوة تنفلت ردود الفعل السلبية من عقالها لأنّ المعجبين يريدون الفنان نموذجاً مثالياً خالياً من كل الشّوائب.

تلفت مونيكا النّظر إلى أنّ كالاس كانت امرأة متحررة سبقت عصرها. فهي تجرأت وطلبت الطلاق في روما من زوجها رجل الأعمال جيوفاني باتيستا مينغيني أواخر الخمسينات، أي في وقت كانت النّظرة إلى الطّلاق سلبية ومعيبة في إيطاليا. تقول عنها: «لقد أرادت أن تكون حرّة في زمن لا يتسامح مع حرية المرأة. وهو يختلف عن زمننا الحالي الذي زالت فيه هالة التقديس عن رؤوس النجوم. فأنا اليوم أتسوق حاجيات بيتي بنفسي وأرافق أطفالي إلى المدارس من دون أن تصادفني المضايقات. أظن أنّ زمننا أكثر إنسانية وتفهماً لمهنة الفنان».

تصوّرت مونيكا، في البداية، أنّ رسائل ماريا كالاس هي مجرد مشاعر عاطفية من التي يسطّرها العشاق. لكنّها فوجئت بثقافة المغنية ووجدتها الدّليل على نشوئها في وسط متواضع. فعندما لا يملك المرء شيئا فإنّه يتمسّك بالتّعليم المتاح له وكأنّه خشبة الإنقاذ من الفقر. ومنذ طفولتها لم تتوقف كالاس عن العمل ولم تكن تعيش مثل بقية الفتيات. لقد كرّست حياتها للغناء ولعائلتها، وكانت تنفق ما تكسبه على إشباع احتياجات أسرتها وطلبات أفرادها. إنّها تعيلهم جميعاً. ثم حدث ما قلب حياتها رأساً على عقب. لقد التقت برجل بالغ الثراء ويملك أضعاف ما تملك. لكنّ نقوده لم تكن ما يهمها بل كونه أول رجل جعلها تشعر بأنّها امرأة. وهي قد دفعت ثمن حبّها لأوناسيس غالياً. تقول بيلوتشي: «في عمري هذا كانت كالاس قد ماتت».

وقد يهمك أيضا" :

مؤلف جماعي يعالج مختلف إشكالات ملف الصحراء المغربية من زوايا متعددة

بيروت تستضيف "النساء العربيات في قطاع صناعة الأفلام"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مونيكا بيلوتشي على المسرح للمرة الأولى في دور ماريا كالاس مونيكا بيلوتشي على المسرح للمرة الأولى في دور ماريا كالاس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا

GMT 17:06 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

وليد الكرتي جاهز للمشاركة في الديربي البيضاوي

GMT 06:59 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

كليروايت تغزو السجادة الحمراء بتشكيلة متميزة

GMT 17:54 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الفالح يُعلن أهمية استمرار إجراءات خفض إنتاج الخام

GMT 19:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يفتح باب التسجيل بشكل رسمي

GMT 05:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

ابتكار روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 23:06 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مشروع الوداد يؤخر تعاقده مع غوركوف

GMT 00:02 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

توقيف جندي متقاعد حاول الاعتداء على طفل في مكناس

GMT 08:55 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فيتامين "B3" يمنع الإجهاض والعيوب الخلقية

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تستخدم قناة "روسيا اليوم" للتأثير على الشعوب

GMT 21:28 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وزارة التعليم المغربية تقاضي مختلق بلاغ إلغاء التعاقد

GMT 06:36 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أزياء Moncler لربيع وصيف 2018 شفافة ومليئة بالأزهار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib