السحر الأسود  يزدهر في سورية ومطالبات بضبط ومعاقبة المرتكبين
آخر تحديث GMT 19:50:37
المغرب اليوم -

المشعوذون يستغلون من فُقد لهم أبناء في الحرب عبر ادعاء معرفة أماكن وجودهم

السحر الأسود يزدهر في سورية ومطالبات بضبط ومعاقبة المرتكبين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السحر الأسود  يزدهر في سورية ومطالبات بضبط ومعاقبة المرتكبين

السحر الأسود والشعوذة
دمشق - المغرب اليوم

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لسحر أسود عثر عليه حفار قبور في أحد مقابر دمشق بهدف الحاق الضرر والأذى والمرض بإحدى الفتيات التي وجدت صورتها بداخل السحر . وأثار هذا الموضوع موجة عارمة من الغضب والاستهجان مع دعوات لملاحقة السحرة والمشعوذين، لاسيما أن هذه المهنة أصبحت عملَ من ليس له عمل في هذه الظروف المادية الصعبة. وقد انتهز العديد من السحرة الوضع في البلاد لاستغلال من فُقد لهم ابناء في الحرب بادعاء معرفة اماكن تواجدهم مقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة .

وتقول الباحثة الاجتماعية رنا السكاف: إنَّ "السحر سمي سحراً لأن أسبابه خفية ولأن السحرة يتعاطون أشياء خفية يتمكنون بها من التخييل على الناس والتلبيس عليهم والتزوير على عيونهم وإدخال الضرر عليهم وسلب أموالهم بطرق خفية". وأضافت: ويستعمل السحرة أدوات مثل النار والبخور، والسحر يكون نارياً أو ترابياً أو مائياً أو هوائياً ولا يتعدى هذه الخصائص. ولكل إنسان خاصية واحدة فقط من هذه الخصائص. ويكون على واحد أو أكثر من الأشكال الآتية: مأكول , مشروب، مرشوش، منثور، مشموم، معقود، مدفون، موضوع في مهاب الريح، مرمي في الآبار أو الأنهار أو البحار، مقرون بالحيوانات، كتابات وطلسمات، معلق على الأشجار، مرصود، أثر من المسحور (شعر- أظافر- عرق- منديل- صورة- مرآة).

وبينت السكاف أن النساء هم الفريسة الاسهل للسحرة حيث تتميز المرأة بتركيبتها العاطفية، إذ تغلب مشاعرها وانفعالاتها في كثير من الأحيان على تحكيم عقلها، الأمر الذي يسّهل استمالتها أكثر من الرجل بالنسبة للسحرة والدجالين. وتقول ريما وهي أم لثلاثة أطفال ان الحقد والكراهية تجعل كثير من الناس يلجأون الى السحر. وقد عانيت لفترة طويلة من هذا الموضوع وكنت دائما مريضة ومتعبة حتى اكتشفت ان إحدى القريبات وضعت لي سحرًا أسود وشفيت منه بعد ذلك .

وتقول ام رامي وهي إحدى  السيدات اللواتي خطف ابنها منذ حوالي ثلاث سنوات  وبعد البحث الكثير لم تجد نتيجة فما كان من صديقتها إلا أن أعطتها عنوان أحد الأشخاص مؤكدة لها انه يستطيع أن يعرف مكان ابنها فلم تكذب الأم خبراً وسارعت إليه طالبة منه معرفة مصير ابنها والذي أكد لها بدوره أن ابنها لا يزال على قيد الحياة، تقول السيدة: أكد لي انه بخير لكنه يعاني كثيراً وصحته متدهورة، وفي كل مرة تذهب إليه كان يطلب منها أموالاً هي ثمن الأدوات التي كان يستخدمها لاستحضار الأرواح، وتضيف: كنت ألجأ إليه كل فترة حتى اطمئن على وضع ابني وحالته وفي كل مرة يؤكد لي أنه سيعود قريباً وحديثه كان يشعرني بالراحة، وهكذا حتى تأكد لي خبر استشهاده منذ اللحظة الأولى .

ويبدو أن المشكلات العاطفية تحتل الصدارة للبحث عن حلول لها عن طريق المشعوذين، فربا لم تتوقف عن الذهاب إليهم حتى تزوج حبيبها فتاة أخرى تحدَّثت عن قصتها فقالت: لا أدري كيف تورطت في الأمر، لكنني أحببته كان صديق أخي. وشاء القدر أن تعرفت إلى شخص مهتم بالسحر والدجل فأخبرته بمشكلتي، فساعدني وأعطاني ورقة وطلب مني أن أغليها بالشاي أو القهوة ويشرب منها. وبالفعل فعلت ذلك أثناء زيارته لنا. كما أعطاني بعض الكلمات أردّدها. والتقيته بعد ذلك وقابلني بعبارات جميلة، لكن سرعان ما بردت مشاعره تجاهي فعدت إليه وأعطاني ورقة أخرى فيها تعاويذ جديدة، لكنها فشلت هذه المرة، وذهبت إلى غيره من دون فائدة، وأنفقت نقوداً كثيرة بلا طائل، حتى استيقظت ذات يوم على خبر زواجه وتوقفت مذ وقتها عن الذهاب إلى السحرة والدجالين.

أما سعاد فلها قصة مريرة مع الدجالين إذ تقول: كنت سعيدة مع زوجي، وعشنا 10 سنوات من دون مشكلات إلى أن دخلت امرأة ثانية حياته وأراد أن يتزوجها فأخبرتني إحدى الصديقات بأنه ربما قامت هذه المرأة بعمل سحر له حتى يهيم بها عشقاً وتتابع: وذهبت إلى أحد السحرة، فقال لي هناك سحر، لكنه لا يستطيع فكه بسهولة. وبقيت أتردّد إليه مدة شهر وفي كل مرة أعطيه النقود ولكن بلا فائدة. وذهبت لسحرة غيره ولم ينجح الأمر، ومازلت أبحث لإيجاد من يفك السحر لأسترجع زوجي.

وينص القانون السوري على أنه  يعاقب بالحبس التكديري وبالغرامة من 500 – 2000 ليرة من يتعاطى بقصد الربح، مناجاة الأرواح، والتنويم المغناطيسي والتنجيم وقراءة الكف وورق اللعب وكل ماله علاقة بعلم الغيب وتصادر الألبسة والأدوات المستعملة. كما  يعاقب المكرر بالحبس حتى ستة أشهر وبالغرامة حتى ألفي ليرة ويمكن إبعاده إذا كان أجنبياً. ويضيف: على ذلك فإن المشرع اشترط لقيام الجرم أن يكون بقصد الربح فقط وهذا النوع فقط تتوجب معاقبته لأنه يقبض المال، أما من لا يهدف للحصول إلى المال فلا تجريم له، منوهاً بأن عقوبة من 500- 2000 ليرة والحبس التكديري الذي تصل مدته من يوم إلى عشرة أيام ليست عقوبة رادعة ولا تتناسب مع خطورة الفعل وهذا يعد ثغرة في التشريع لأن هؤلاء يمثلون خطراً حقيقياً على المجتمع.

بدوره أكد مدير التوجيه والإرشاد في وزارة الأوقاف الدكتور زكريا الخولي أن الدين حدد موقفه الواضح في هذا الإطار. فالإسلام نهى عن تصديق العرافين والمنجمين والمشعوذين، لافتاً إلى أنه حين يضعف وازع الإيمان ويختل ميزان الاعتقاد وتختلط الحقائق بالخرافة يتفشى الدجل والشعوذة, وتسكن الخزعبلات والأوهام في صدور من تعلقت قلوبهم بالسحر والكهانة, وارتبطت مصائرهم بالتنجيم والعرافة وضرب الكف والرمل والنظر في الودع والخرز والاستشفاء بالأنواء.

ويضيف ان الله وحده علام الغيوب والمتصرف في عالم الأسباب والمسببات ووجه الناس إلى احترام عقولهم وتلمس حقائق الأمور فأغلق بذلك أبواب الوهم والجهل, وحرم السحر والشعوذة والركون إلى إخبارات المشعوذين والدجالين والمنجمين الذين يدعون معرفة الغيب وأحوال الكائنات في المستقبل وعدّ ذلك من باب الشرك والاستعانة بالشيطان، موضحاً أن الساحر ومثله الكاهن والعراف يفسد في الأرض ولا يصلح، ويثير العداوة بين الناس.

ويشير إلى أنه تفشى في هذا العصر خطر السحر والدجالين والمشعوذين ولاسيما الذين يتلبسون بلباس الدين وهو براء منهم ممن يدعون المشيخة. وعن إجراءات وزارة الأوقاف في مكافحة ظاهرة الشعوذة والسحر, والتحذير من آثارها في الفرد والمجتمع يؤكد الخولي أن الوزارة ساهمت في نشر الوعي المجتمعي بشأن هذه الظاهرة والتأكيد على حرمتها من خلال إصدار تعاميم لخطباء المساجد لتوعية الناس بشأن حرمة السحر والشعوذة وأثرهما في الفرد والمجتمع وتعزيز الوازع الإيماني لدى الناس في التصدي لهذه الخرافات وتضمين مناهج المدارس الشرعية حكم الإسلام في حرمة اللجوء إلى المنجمين والعرافين والسحرة والاعتماد على البدع المنكرة في الاستخارة, وبيّنت منهج الإسلام في توجه المسلم بالتوحيد الخالص لله عز وجل والالتجاء إليه تعالى وحده في طلب النفع ورفع الضرر، إضافة إلى قيام الدعاة والداعيات والمدرسين الدينيين في المساجد بتوضيح حكم الإسلام في هذا الأمر من خلال الخطب والدروس الدينية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السحر الأسود  يزدهر في سورية ومطالبات بضبط ومعاقبة المرتكبين السحر الأسود  يزدهر في سورية ومطالبات بضبط ومعاقبة المرتكبين



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 18:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
المغرب اليوم - أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 10:12 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أسعار الذهب تتراجع بأكثر من 30 دولاراً وسط ارتفاع الدولار

GMT 12:40 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة معتقل داخل محكمة الاستئناف في طنجة

GMT 12:37 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

محاولات لإقناع الواعد باسي بتمثيل المغرب

GMT 13:31 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

محمد الشناوي يوضح أنه لم يلتفت إلى أي عروض

GMT 00:51 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

كهف مظلم في نيوزيلندا تضيئه الديدان المتوهجة

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نحو 60% من الصينيين يتعرضون لفقدان شعر مبكر وزيادة الصلع

GMT 09:39 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روائح خلابة وبريق الذهب في "جيل" الجسم الجديد من "شانيل"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib