عمان - سناء سعداوي
عثر علماء الآثار على تماثيل من الرخام أتاحت رؤية جديدة للتأثير الثقافي لضم روما للنبطية عام 106 بعد الميلاد، ووجد العلماء بقايا تمثالين يعودان إلى القرن الثاني بعد الميلاد لأفروديت أثناء التنقيب في فيلا في المناطق الحضرية في مدينة البترا القديمة في الأردن. ووجدوا بقايا مستودع للجثث والذي قدّم مزيدًا من الأدلة عن الحياة اليومية للنبطيين القدماء، وتأتي هذه المكتشفات ضمن مشروع حافة البترا الشمالية والذي يضم 65 عاملًا و20 موظفًا أردنيًا وطلاب وخريجين من جامعة نورث كارولينا وجامعة كارولينا الشرقية.
وأوضح المدير المشارك للحفر وأستاذ التاريخ في جامعة نورث كارولينا توم باركر، قائلًا "من المحتمل أن هذه المنحوتات جاءت من مكان ما في بحر ايجه مثل اليونان أو تركيا أو إيطاليا وتم جلبها من خلال التجارة إلى البترا، لقد استخدمو أجود أنواع الرخام، وهناك عدد قليل من المحاجر في عالم البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي تحسنت الحرفة والأسلوب ومهارة صنع المنحوتات".
وعلى الرغم من العثور على أجزاء التماثيل إلا أنها كانت سليمة، ووجدت رؤوسها وأطرافها مغطاه في الموقع، ويخطط الفريق البحثي لترميمها. وأضاف باركر "عثر فريقنا على القطع عند التنقيب في الهياكل المحلية في حافة البترا الشمالية خلال مايو/ أيار، ويونيو/ حزيزان، وقمت بأعمال ميدانية في الشرق الأوسط لمدة 45 عامًا لكني لم أعثر على مكتشفات بهذه الأهمية، إنها قطع جديرة بالعرض في متحف اللوفر أو متحف متروبوليتان للفنون".
وتابع "صاحب تمثال أفروديت إلهة الحب إلة الرغبة كيوبيد، كان مرتبطًا بقاعدة أحد التماثيل وتم الحفاظ عليه بشكل جيد، وكان فريق العمل يحفر فيما اعتبروه منزلًا عاديًا إلا أنه تبين لاحقًا أنه فيلا في إحدى المناطق الحضرية مجهزة بحمام منزل متطور، ووجد التمثال المجزأ بجوار الدرج داخل المنزل، وعلى الرغم من أنهم لم يكونوا تحديدًا ما نبحث عنه لكنهم يخبروننا الكثير عن السكان".
وامتدت الإمبراطوية النبطية في وقت مجدها عند ولادة المسيح عبر الشرق الأوسط لتشمل الأردن وإسرائيل ومصر وسورية والسعودية، وسُميت البترا حينها بعاصمة المملكة والتي تم حفرها في مواجهة المنحدرات الرملية وردية اللون، وكان هناك مجموعة عربية تعيش نمط الحياة البدوية قبل السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وتغيرت الأمور كثيرًا للنبطيين والبترا في عام 106 بعد الميلاد تقريبًا عندما سيطر الرومان سلميًا على المدينة والشعب النبطي كافة.
ويمكن ملاحظة أثر الرومان على المباني في البترا، حيث عثر علماء الآثار على العديد من القطع الأثرية التي تدمج بين الثقافتين، فكان النبطيون عباقرة بعدة طرق، وكانوا مستعدين وقادرين على الاندماج وتبني عناصر الثقافة المحيطة بهم، وتبنوا الكثير من الثقافة المصرية عندما كانوا جيران، وعندما سيطر الرومان على المدينة انفتحوا على التأثير الروماني". وعثر فريق البحث بقيادة باركر بالتعاون مع الدكتورة ميغان بيري أستاذ الأنثروبولوجيا في منظمة ECU على كنوز أثرية سلطت الضوء على الحياة النبطية اليومية، وحفر فريق البحث في هيكل محلي آخر و3 مقابر صخرية، ووجدوا أدوات للطهي والتخزين وبقايا أدوات حرفية مثل الأواني وعظام الحيوانات وسيف حديدي ومصابيح زيت وسيراميك وعظام بشرية مع أدوات زينة شخصية ومجوهرات.
وكشفت الدكتورة ميغان بيري أستاذ الأنثروبولوجيا في منظمة ECU، أن البقايا البشرية والقطع الآثرية الجنائزية من البترا تقدم وجهات نظر عن مفهوم النبطيين عن الموت وكذلك تاريخهم البيولوجي أثناء حياتهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر