الرباط - المغرب اليوم
بلغ الناتج الداخلي الخام لمساهمات المهرجانات والعروض الحية 956 مليون درهم، مساهما بنسبة تبلغ 53.14 في المائة من ميزانية الوزارة الوصية على قطاع الثقافة، وتليها السينما بـ286 مليون درهم بنسبة 15.90 في المائة، وتليها الموسيقى التي تصل 245 مليون درهم بنسبة 13.65 في المائة.
ووفقا لمعطيات صادرة عن وزارة الثقافة والشباب والتواصل، فالخدمات الثقافية الأخرى تساهم بـ170 مليون درهم بنسبة 9.45 في المائة، ثم التراث بـ65 مليون درهم بنسبة 9.45 في المائة، وبعده الفنون التشكيلية بـ36 مليون درهم بنسبة 2.01 في المائة، ثم صناعة الكتاب بـ24 مليون درهم وألعاب الفيديو بـ14.5 ملايين درهم
الأرقام، التي تأتي تفاعلا مع ملاحظات حول ميزانية المهرجانات طرحتها المعارضة بمجلس النواب، نبهت إلى أن مساهمة قطاع الثقافة في ميزانية دولة فرنسا تقدر بـ49.5 مليارات يورو وفي كندا تأتي المساهمة بـ57.2 مليار يورو.
وفيما يتعلق بالوَقْع الاقتصادي للمهرجانات، أكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، أنه تم القيام بدراستين ميدانيتين لدراسة الوَقع المادي لمهرجان كَناوة بالصويرة ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس. وقد أثبتت الدراسة الأولى أن كل درهم يتم صرفه على المهرجان يعود بـ17 درهما على المواطن الواحد.
وهذا يبرز، وفق المسؤول الحكومي، أن هذه المهرجانات ليست مسألة تَرَف وتبذير للمال العام كما يعتقد البعض؛ بل بالعكس هي أدوات للاستثمار، ولديها وقع اقتصادي ومالي على المدن والجماعات، أضاف بنسعيد في تعقيباته على المعارضة بمجلس النواب.وفيما يخص مهرجان فاس، فإن الدراسة التي مَوَّلها صندوق الاتحاد الأوروبي قد أثبتت أن المهرجان يحقق نسبة مَبيت تُعادِل 100 في المائة من الطاقة الاستيعابية الفندقية خلال فترة المهرجان، إضافة إلى تحقيق صافي دخل بقيمة 0,5 ملايين درهم، والعديد من فرص الشغل.
وأشار وزير الثقافة والشباب والتواصل إلى أن المهرجانات تعتبر تظاهرات فنية مهمة، وذات دور ريادي في إنعاش الحركة الفنية. وتتجلى أهمية المهرجانات في الاعتبارات التالية، مؤكدا أنها مواعيد قارة وملتقى للفنانين تَصْقِل تجاربهم وتساهم في تبادلهم للأفكار والتجارب؛ وهو ما يساهم في تطوير الألوان الفنية والتعابير الثقافية الإبداعية.
وأورد محمد المهدي بنسعيد أنها كذلك تمثل فرصة للقاء الفنانين بجمهورهم وتَواصلِهم معهم، مما يجعلهم يقيسون مدى نجاح وفعالية ما يقدمونه من فنون، وزاد: “المهرجانات مُساهِم أساسي في هيكلة القطاع الفني، عبر دعم ومواكبة الأشكال الجديدة، وتوجيه البحث والاستثمار نحو الألوان الفنية المهمة أو المُقبِلة على الاندثار أو المطلوبة في السوق الثقافية”.
وتابع قائلا: “المهرجانات بمثابة رافعة أساسية لاقتصاديات الثقافة، إذ تعتبر المهرجانات إحدى أهم المناسبات التي تُخلَق فيها فرص شغل مؤقتة أو دائمة لعدد كبير من المهن الفنية، أو المرتبطة بالفنون؛ بل وحتى التكميلية، مثل فرص العمل المرتبطة بالبنية التحتية للأكل والمبيت والتواصل والإشهار والإعلام.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر