اختتمت، السبت، فعاليات مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد نجاحه في تحدي جائحة كورونا.
وشرع المهرجان أبوابه على مدى 3 أشهر كاملة شهد خلالها إقبالا كبيرا من الزوار الذين توافدوا للاستمتاع بفعاليات الحدث الثقافي الترفيهي التعليمي العالمي، وخوض تجارب تفاعلية ممتعة للتعرف على مختلف الحضارات عبر الأجنحة والمشاركات التي استعرضت جوانب متعددة من الثقافات والموروث الشعبي للعديد من الدول على مستوى العالم.
واستمتع الزوار بآلاف الفعاليات الفنية والاستعراضية والفلكلورية المتنوعة التي قدمتها عشرات الفرق المحلية والخليجية والعربية والعالمية، وبعروض الألعاب النارية الضخمة التي أقيمت احتفالاً باليوم الوطني الـ49 للإمارات، واحتفالات ليلة رأس السنة وألعابها النارية التي حطمت رقمين قياسيين عالميين، وكذلك عروض نافورة الإمارات، ومسابقات منطقة "الوثبة كاستم شو"، ومئات الفعاليات التي تم تخصيصها للأطفال ضمن مدينة الملاهي العالمية ومنطقة عالم الأطفال "كيدز نيشن"، بالإضافة إلى العروض المسرحية والورش التفاعلية المخصصة للأطفال ومناطق الألعاب المثيرة والشيقة، والمسابقات والسحوبات والهدايا القيمة.
وأكد الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار رئيس الإمارات رئيس اتحاد سباقات الهجن، رئيس اللجنة العليا المنظمة لـ "مهرجان الشيخ زايد"، أن النجاح اللافت والمتميز الذي أحدثته الدورة الحالية من المهرجان في ظل جائحة كورونا، خير دليل على إمكانيات دولة الإمارات وقدرتها على تحويل المحن إلى منح، ضاربة للعالم أجمع مثالاً يحتذى في كيفية التعامل مع التحديات والمستجدات، وخلق متنفسات تثقيفية ترفيهية تساهم في إسعاد أفراد المجتمع، ضمن بيئة صحية آمنة تحفظ سلامة الجميع.
واحتفاءً باليوم الوطني الـ 49، أضاءت عروض الألعاب النارية الضخمة، التي تم إطلاقها مساء الثاني من ديسمبر من 5 محطات إطلاق و9 أبراج، سماء منطقة المهرجان في الوثبة بألوان علم الإمارات، عبر موجات ضوئية بديعة استمرت لنحو 10 دقائق متواصلة على وقع الأغاني الوطنية الشهيرة، كما استقبل الزوار الدقائق الأولى من العام 2021 بعروض ضخمة للألعاب النارية استمرت لمدة 35 دقيقة متواصلة، وتم إطلاقها من 16 برجاً بتشكيلات وألوان متعددة أبهرت الزوار.
وبهذه العروض نجح المهرجان في تحطيم رقمين قياسيين عالميين مسجلين في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث تم للمرة الأولى في العالم استخدام تقنية الـGirandola لتحطيم الرقم القياسي في عدد الطلقات بإطلاق 300 طلقة Girandola في وقت زمني مدته 30 ثانية، كما تم للمرة الأولى في العالم تحطيم الرقم القياسي المسجل بموسوعة جينيس لأضخم عرض ألعاب نارية بأكبر عدد طلقات بخط مستقيم.
وكانت "مدينة الملاهي العالمية" بالمهرجان، بمثابة المتنفس الرائع للكبار قبل الأطفال في الهواء الطلق، وضمت المدينة نحو 24 لعبة متنوعة بأحجام متفاوتة، روعي في اختيارها أن يخصص بعضها للكبار، والبعض الآخر للأطفال، ومنها ما سمح للأهل بمرافقة أطفالهم فيها كي تكتمل التجربة الممتعة.
وبعروضها الفنية المبهرة وأضوائها الليزرية ومياهها المتمايلة على إيقاعات موسيقية ممتعة، أسرت نافورة الإمارات عيون وعقول الزوار.
وشهدت منطقة عالم الأطفال "كيدز نيشن" حضوراً كبيراً من الأطفال وذويهم ضمن أجواء أسرية بامتياز، لما ضمت من عشرات الألعاب التفاعلية التي خصصت للأطفال بإطار ترفيهي، وضمت مجموعة كبيرة من ورش العمل التي شجعت الأطفال على تنمية مهاراتهم واستكشاف مواهبهم، ونمت لديهم الحس الإبداعي وروح العمل الجماعي.
واكتظت "كيدز نيشن" بالكثير من الغرف التي منحت الأطفال فرصاً متميزة للتفاعل واكتشاف الذات ومواهبهم الغنائية وممارسة الغناء على طريقة كاريوكي الشهيرة، والرسم على الوجوه، والتشكيل بالبالونات الهوائية الطويلة والدائرية ذات الألوان والأحجام المتنوعة.
واستمتع الأطفال برحلة الإبداع والانضمام إلى ورش الرسم والتلوين والتشكيل على الصلصال، واصطحبوا ما أنجزوه بأناملهم من أعمال فنية معهم للمنزل، كما تعرفوا على الكثير من العناصر الكيميائية، وتعلموا إجراء بعض المعادلات والتركيبات بإشراف من كيمائيين متخصصين، كما خاضوا تجربة مختلفة في عالم الطب، تعرفوا خلالها على أعضاء جسم الإنسان ووظائفها وكيفية الاعتناء بها والحفاظ عليها من الأمراض.
واستقطب المهرجان 50 مطعماً محلياً وخليجياً وعربياً وآسيوياً وعالمياً، إرضاءً للزوار بكافة أذواقهم، ومنحهم الفرصة للتعرف على شعوب العالم من خلال أكلاتها الشعبية التي تشتهر بها، ووفرت مناطق وعربات وأركان وأكشاك الطعام مجموعة كبيرة من الأطعمة التي تناسب كافة الأعمار من الأطفال والشباب والكبار على تنوع أذواقهم، من الوجبات السريعة والمخبوزات والبيتزا، ووجبات الأطفال والحمية الغذائية.
وانتشرت في أجنحة المهرجان العديد من المحال والأركان التي عرضت أحدث الإصدارات الأدبية لدور النشر المحلية والخليجية والعربية والعالمية في مختلف الأجناس الأدبية، لأبرز الكتاب والأدباء والشعراء والمختصين في كافة المجالات، لتؤكد على رسالة المهرجان وأهدافه التثقيفية، التي تساهم في تنمية المخزون الثقافي والتعليمي والمعرفي لدى الزوار بمختلف الاهتمامات والتوجهات والمستويات التعليمية.
واستضاف المهرجان 10 فرق شعبية خليجية وعربية وعالمية لتقدم عروضها الموسيقية والاستعراضية والفلكلورية يومياً على مسارح الأجنحة، من أجل إمتاع الجمهور باستعراضات حية من الفنون الشعبية التي تعتبر مكوناً مهماً ورئيساً من ثقافات الدول المشاركة، حيث تم استقطاب فرق شعبية من ومصر والسودان والمغرب اليمن والأردن والهند وروسيا وكازخستان وأوزبكستان والبوسنة.
فعلى خشبة المسرح المشيد أمام الجناحين المصري والسوداني استمتع الزوار بمئات العروض الفنية لفرقة الأهرام المصرية للفنون الشعبية، وفرقة "ملوك البالمبو" السودانية.
كما قدم الجناح المغربي على مسرحه وصلات فنية من الطرب الأصيل على نغمات الآلات الشرقية التي قدمتها فرقة الطرب الأندلسي، بالإضافة إلى استعراضات فرقة قناوي الشعبية.
وكان للفنون الإماراتية المحلية حضور بارز في المهرجان، عبر العديد من فرق الحربية والعيالة والعسكرية التي لاقت عروضها تفاعلاً كبيراً من الجمهور، حيث شهد المسرح المقابل لسوق الوثبة الكثير من الفقرات الفنية للفرق الإماراتية، بالإضافة إلى استعراضات الفرقة الموسيقية العسكرية التي كانت تجوب كافة مناطق المهرجان يومياً لتعزف بالآلات الموسيقية القديمة.
وكانت منطقة "الوثبة كستم شو" من أهم مناطق المهرجان الأكثر استقطاباً للجمهور، نظراً لما ضمت من مغامرات وتشويق للتعرف إلى أفضل الطرق لإعادة بناء وتجديد السيارات الكلاسيكية، وتزويد محركات سيارات الدفع الرباعي، باعتبارها واحدة من أكثر الهوايات شيوعاً بين الشباب الإماراتي.
وضمت مسابقات "الوثبة كستم شو" 5 فئات، بمجموع جوائز قيمتها 1.260.000 درهم، تم توزيعها على الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى من كل فئة، حيث خصصت الفئة الأولى للسيارات الكلاسيكية التي تمت صناعتها في العام 1979 فما دون، والفئة الثانية للسيارات الأحدث قليلاً، وبلغ مجموع جوائز الفئتين 660 ألف درهم، بواقع 330 ألف درهم للفئة الواحدة، حيث حصل الفائز بالمركز الأول من كل فئة على جائزة بقيمة 180 ألف درهم، والثاني على 90 ألف درهم، والثالث على 60 ألف درهم.
وخصصت الفئة الثالثة لتجديد السيارات الكلاسيكية التي تمت صناعتها في العام 1990 فما دون، وبلغ مجموع جوائزها 160 ألف درهم، حيث حصل الفائز بالمركز الأول على جائزة بقيمة 90 ألف درهم، والثاني على 40 ألف درهم، والثالث على 30 ألف درهم.
أما الفئتان الرابعة والخامسة فهما لـ"تحدي المحركات"، وبلغ مجموع جوائز الفئتين 500 ألف درهم، بواقع 250 ألفاً لكل فئة، حيث حصل الفائز بالمركز الأول من كل فئة على جائزة قيمتها 120 ألف درهم، والثاني على 80 ألف درهم، والثالث على 50 ألف درهم.
قد يهمك ايضا
عبد الله أوزيتان يؤكد أن اليهود والمسلمين تركوا إرثا رائعا للأجيال المستقبلية
"التعليم العالي" تؤكد أن مبادرة "ادرس في مصر" حققت زيادة 50% في عدد الطلاب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر