العالم الإسلامي يفقد ثريا لهي الدكتورة المغربية الأولى في الأدب الأندلسي
آخر تحديث GMT 21:42:46
المغرب اليوم -
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

أثْرَت الخزانة العربية بمؤلَّفات رصينة ودراسات نقدية

العالم الإسلامي يفقد "ثريا لهي" الدكتورة المغربية الأولى في الأدب الأندلسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العالم الإسلامي يفقد

ثريا لهي
الرباط ـ منير الوسيمي

فَقَدَ العالمُ الإسلاميّ، الخميس 31 تشرين الأول/أكتوبر، العالِمة والأكاديمية والمحقِّقَة والباحثة ثريا لِهي، التي أثْرَت الخزانة العربية بمؤلَّفات رصينة ودراسات نقدية ومذكّرات تعبق بتأمّلات للاستكشاف والمعرفة.

علمٌ يُنتَفَعُ به
دخلت ثريا لهي تاريخ المملكة كأوّل باحثة مغربية تقدَّمت بأطروحة لنيل دكتوراه الدّولة في الأدب الأندلسي، من كلّيّة الآداب بجامعة محمد الخامس، وناقشَتها في اليوم الرّابع من شهر يونيو عامَ 1991، لتحصل على شهادتها بميزة حسن جدا.

ولم تكن هذه المناقشة سابقَتها الوحيدة؛ فقد كانت هذه الأكاديمية أوَّلَ مغربية تُعَيَّن أستاذة بشعبة اللغة العربية وآدابها في جامعة محمد الخامس، فضلا عن كونها أول مغربية عُيِّنَت عضوا في المجلس العلمي لمدينة مكناس، وأول مغربية عُيِّنَت عضوا ملاحظا للمجلس العلمي الأعلى لدى مجلس الجالية المغربية بالخارج.

وكتَبت الراحلة، في "الحضارة الأندلسية ومظاهر التّسامح"، عن ما عرفه المجتمع الأندلسي من تعدّد في الأجناس المتساكنة، من عرب وأمازيغ وروم ومولَّدين وصقالبة، وتعدّد في الأديان والعقائد، من إسلام ويهودية ومسيحية، وفي اللغات من لاتينية وعربية وعبرية، عامية وفصحى، وما نتج عن ذلك في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، والأعمال المتعلّقة باللغة العربية وآدابها، والمناصب العليا في الدولة.

ويظهر الاهتمام بالمرأة، في الأعمال الأدبية للفقيدة ثريا لِهي؛ فمن سيرتها الذّاتية "محطّات في حياة امرَأة"، إلى "روايات من ضفاف النيل"، فمذكّراتها المُعنوَنة بـ"من شرفة لاريفيِيرا"، التي نُشِرَت ورَقِيّا في جزأين، بعدما نظَرَتهُما الأعين في البدءِ على موقع "فيسبوك".

ومن بين الأعمال الفريدة للفقيدة لهي دراسة "نساء في القرآن ودورُهُنَّ في التّشريع الإسلامي" التي قدَّمَت فيها "كثيرا من الأحكام والتّشريعات التي جاءت نتيجة سعي المرأة، والمطالبة بإنصافها من تشريعات الجاهلية، المُجحِفة بحقوقها…"، مُسَجِّلَة في تصدير منشورها أنّها "محاولة خجولة في فهم الخطاب القرآني، وتعبير عن إعجابها به وتقديسها له، وقراءة شخصيّة في كتاب الله، وتمعّن في أساليب القول الوارِدَة فيه"، وهو ما دفع إليه "حبّ التدبّر فيه، وتخصّص في دراسة اللغة العربية، وميل إلى البحث والتّأليف، وأمل في ملء صحيفة تشفع لها عند خالقها يوم تعرض الصّحف"، مسجِّلَة أنّها "إن أصابت فلها أجران؛ أجر المُجتهد وأجر المصيب، وإن أخفقَت فحسبها أجر المجتهد".

ويظهر اهتمام الفقيدة بالعالم الإسلامي في نظرتها إلى مصر، وخاصة القاهرة والإسكندرية، بعيون مغاربية، ببحثها في ما كتبه المغاربيون عن علمائها، وأحيائها، وروضاتها... وبحثها عن أوجه "التبادل العلمي بين بلاد فارس والأندلس"، بالتّعريف خاصّة بالعلماء الذين رحلوا من إحدى المنطقتَين للاستقرار أو المكوث في الأخرى.

أدبٌ تاريخيّ مهتمّ بالمرأة
من بين ما كُتِبَ عن أعمال الراحلة، كتاب الباحثة الزهرة حمودان، المعنون بـ"شهرزاد في أكاديمية التاريخ" الذي قالت فيه إنَّ لغة كتابتها الروائية يُسمع صوت المحكيّ، ويشي بعتاد المؤلّفة العلمي والمَعرفي، مع تركيب نحوي مستقى من نبع القواعد العربية، ونظمها الذي يسند الحمولة المعرفية للنّصوص، ويجلي بناءها الأدبي، دون إغراق بلاغي؛ بالاهتمام باللغة، لا بالإغراق في التّركيبات البلاغية الكلاسيكية، بل من حيث الإصرار على استعمال المفردة في أصلها اللّغوي، وإيلاء الروابط الاهتمام المناسب في التّركيب، ثم تشذيب اللفظة ممّا علق بها من تشوُّهات مزالِق التّداول غير المُمنهج.

كما كتبت حمودان أنّ روايات الفقيدة تحتفي بالشّخصية التاريخية التي تنسجها عليها، موظِّفَة تقنية التّحقيق بإبراز مميِّزاتها، واستحضار الوضعيّة العامّة للعصر الذي وجدت فيه، وسماته الأساس: العقدية، والسياسية، والاجتماعية… من أجل تقديمها للمتلقّي في فضاء سردي منطقيّ الوحدات، منسجم الأحداث.

وذكرت الباحثة، في كتابها الذي يدرس أدب الأكاديمية ثريا لهي، أنّه قد تجمّعت لديها سمات شخصية المؤلِّفَة، من خلال احتكاكها بنصوص مؤلَّفاتها التي تكشف عن معرفة يوجّهها "وعي"، لا كحكم قيمي على الشّخصية، وإنما كمفهوم له حضوره التّكويني في الجانب الإبداعي للنّصوص، ووجوده المؤسّس لقراءة ممنهجة، تؤطّر "مقصدية" المؤلّفة بما يسمّى بالأناسة التاريخية.

وتضيف: تنقِّب د. لهي في التاريخ على شخصيّات بعينها، تمثِّل حالات إنسانية، ترى أنّه يجب إنصافُها؛ إما لأن التاريخ غبنها حقّها، أو أسقط بعض هذا الحقّ، فتقوم بإعادة كتابته بقوّة الأدب، وشريعة الرواية.

ومن بين ما وجدته الباحثة في أدب الفقيدة ثريا لهي "تركيز على الشّخصيات النسائية التاريخية" التي تُثيرُ من خلالها بعض قضايا المرأة التي سجّلها التاريخ القديم، ولا تزال امتدادات آثارها موجودة، وتثير الجدل إلى يومنا هذا، و"ثبات في الرّؤيا، ووفاء للموضوعة الرئيسة لرواياتها".

باحثة لم تأخذ حقَّها
عزيزة يحضيه عمر، رئيسة رابطة كاتبات المغرب، قالت إنّ ثريا لهي، التي كانت رئيسة لرابطة كاتبات المغرب في جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، عالمة، لم تأخذ حقّها خارج الجامعة، وخارج المجموعة الدينية.

ورأت رئيسة رابطة كاتبات المغرب في رحيل د. ثريا لِهي رحيل مفكرة وأديبة وعلَم من أعلام الثقافة المغربية والعربية والعالمية، وباحثة مغربية متمكّنة من آلياتها الأكاديمية، وأمينة تاريخيّا، وأمٌّ، ومربّية، وموجِّهة، حكيمة جدا، وسيدة يجب أن يفتخر بها المغاربة، سواء كانوا أكاديميين، أو باحثين، أو من أفراد المجتمع بشكل عام.

وذكّرت عزيزة يحضيه عمر بأنّ لهي كانت متمكِّنَة من اللغة العربية، وكانت تتقن اللغة الإنجليزية، إضافة إلى الفرنسية، وكانت تتحدّث الإسبانية، وتتكلّم الفارسية، ممّا جعلها تأخذ عن الثقافات الأخرى وتتعمّق فيها، وتحضر في دولها كشخصية مغربية منفتحة، تؤمن بالتعدّد والاختلاف، والاعتدال في كلّ شيء.

وأكّدت يحضيه أن إلمام الأكاديمية الراحلة كان محطّ احترام وتقدير من طلبتها الذين هم، اليوم، دكاترة بمختلف الجامعات المغربية والدولية، وأضافت أنّها كوّنَت من خلال مسارها العلمي التاريخي والديني والثقافي، رصيدا معرفيا مغايِرا لما هو معروف في الساحة الثقافية المغربية.

ووضّحت رئيسة رابطة كاتبات المغرب أنّ ثريا لهي قد انكبَّت في السنوات الأربع الماضية على المشروع الثقافي لرابطة كاتبات المغرب، وساهمت في تنقيحه، وزادت: مع فقداننا سيدة من هذا الحجم، سنحضر بقوّة بثقافة الاعتراف والامتنان، بإعلان الرابطة جائزة باسم "ثريا لهي" لأفضل عمل بحثي ودراسة أكاديمية باسم فرع رابطة كاتبات المغرب بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، الذي كانت تترأّسه الفقيدة.

وقد يهمك أيضاً :

ندوة وطنية تقارب علاقة الشعر والسينما فى الرباط

جامعة القاهره تستضيف مؤتمر آمون الدولى الشهر المقبل

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم الإسلامي يفقد ثريا لهي الدكتورة المغربية الأولى في الأدب الأندلسي العالم الإسلامي يفقد ثريا لهي الدكتورة المغربية الأولى في الأدب الأندلسي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان السعودي أبو بكر سالم بعد صراع طويل مع المرض

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 09:56 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يقطعون 2600 كلم بين ملاعب مونديال روسيا

GMT 20:12 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

المغربي مروان الشماخ يعيش الـ"عطالة" الكروية

GMT 21:22 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط 300 ألف وحدة أقراص "مهلوسة" في المغرب

GMT 04:10 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

يونس الديب يُبيِّن سبب فشل تجربته مع المغرب الفاسي

GMT 02:25 2013 السبت ,30 آذار/ مارس

روبوت على شكل قنديل البحر في حجم الإنسان

GMT 14:27 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

شاي الناردين يساعدك على الاسترخاء والنوم

GMT 14:41 2016 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

الرجاء يفتقد خدمات عبدالكريم الوادي للإصابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib