فتح الحدث العالمي “إكسبو 2020 دبي” الباب أمام تنافس معماري قوي بين الدول المشاركة، من خلال تصاميم فريدة ولافتة للأجنحة التي تم تشييدها لهذا الغرض؛ فيما نجحت بناية الجناح المغربي في لفت أنظار زوار هذا المعرض الذي افتتح بداية الشهر الجاري ويستمر إلى غاية مارس 2022.
وتجمع الهندسة المعمارية للجناح المغربي بين العصرنة والتقاليد، بدءًا من استلهام تقنيات البناء القديمة المستعملة في القرى المغربية، وصولاً إلى التكنولوجيات الحديثة في قاعاته المتمثلة في الواقع المعزز (Augmented reality).
ويقترح الجناح، من خلال مسار متدرج حول فناء كبير، عدة فضاءات للعرض تقدم تجارب مختلفة تمكن الزائر من الغوص في عالم شاعري وتكنولوجي على مساحة إجمالية تصل إلى 3500 متر مربع.
وتتيح زيارة البناية المغربية، التي تقع قرب جناح البلد المضيف الإمارات وعلى مقربة من ساحة “الوصل”، القلب النابض لموقع “إكسبو 2020 دبي”، الوصول إلى 13 قاعة موزعة على سبعة طوابق، تجسد كل واحدة منها تجربة سينوغرافية ملهمة؛ ناهيك عن قاعة للندوات ومطعم مغربي.
وقد رسا إبداع المهندس المعماري طارق ولعلو على تصميم هذا الجناح على شكل قرية ترابية عمودية يمكن زيارتها من الأعلى إلى الأسفل، عبر منحدر يبلغ طوله حوالي 860 متراً يدور حول فناء مركزي تزينه الزرابي المغربية الأصيلة.
قاعات التاريخ والماء والمستكشفون
تقدم القاعة الأولى في الجناح فرصة لاكتشاف مغرب 2021 من خلال شريط يتم عرضه بتقنية 270 درجة؛ أما القاعة الثانية فتتيح زيارة عبر الزمن من خلال لقاء مباشر مع نسخة طبق الأصل من جمجمة الإنسان العاقل المكتشف في جبل إيغود، الذي عاش في المغرب قبل ما يناهز 315 ألف سنة.
وفي القاعة الثالثة، يمكن للزائر أن يطلع مسارات ثلاثة مستكشفين مغاربة من القرون 12 و14 و15، حيث يتم عرض سيرة كل من الشريف الإدريسي والحسن الوزان وابن بطوطة.
الماء وأركان والنباتات
عبر القاعة الرابعة يمكن لزائر الجناح أن يطلع على كيفية تخزين المغاربة للماء انطلاقاً من الواحات وصولاً إلى محطات تحلية المياه؛ فيما تستعرض القاعة الخامسة شجرة الأركان الفريدة المصنفة كتراث ثقافي غير مادي للإنسانية.
وتعتبر القاعة السادسة من أبرز القاعات في الجناح المغربي، فهي تقدم كنزاً مغربياً كبيراً يتمثل في مختلف النباتات، حيث يمكن للزائر أن يشم رائحة النعناع والحريشة والزعيترة والبسباس والبشنيخة.
وتعرض القاعات الأخرى فرصاً للاطلاع على القارة الإفريقية، وخريطة تفاعلية بزاوية 180 درجة، وصولاً إلى مصباح معلق وسط ينعكس ضوؤه على الجدران، وهو ما يوفر لحظات إلهام روحي تفتح المجال للغوص في عمق الذات.
أعلى جناح في “إكسبو”
جهاد شكيب، مدير الجناح المغربي في “إكسبو دبي”، قال في تصريح لهسبريس إن الجناح المغربي هو الأعلى في هذا المعرض الدولي، بحيث يصل علوه إلى 33 متراً، وهو مصمم من الطين والتراب والخشب.
وأضاف شكيب أن برنامج الجناح يتضمن حوالي 600 نشاط ثقافي وفني واقتصادي وعلمي طيلة ستة أشهر، إضافة إلى المشاركة المغربية في الأسابيع الموضوعاتية المنظمة من طرف “إكسبو 2020”.
كما ذكر مدير الجناح المغربي أن “المشاركة في هذا المعرض الدولي الهام هدفها التعريف بإنجازات المملكة في مختلف المجالات، ومشاركة رؤيتها المستدامة مع الشركاء في دول الخليج وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وعن الاعتماد على تقنية الواقع المعزز في قاعات الجناح، قال شكيب إن ذلك دليل على المؤهلات العالية للكفاءات المغربية من فنانين وباحثين علميين وتقنيين ومتخصصين في التكنولوجيا، سهروا على إنتاج السينوغرافيا المقدمة لزائري الجناح.
برمجة لستة أشهر
على مدى ستة أشهر، يقترح المغرب من خلال جناحه ومختلف الفضاءات الموضوعة رهن الإشارة داخل موقع “إكسبو 2020 دبي” برمجة فنية متنوعة، لإبراز الدينامية الثقافية المغربية والرصيد المادي وغير المادي للمملكة.
وسيكون يوم 26 دجنبر المقبل موعداً مهماً داخل “إكسبو دبي”، حيث سيتم الاحتفال باليوم الوطني للمغرب. وسيكون الجمهور على موعد مع لحظات موسيقية قوية، أبرزها مع مجموعة “مبوكا” بقيادة عزيز السحماوي يوم 19 نونبر، وسهرة “ماروكترونيك” يوم 31 دجنبر، وسهرة الفنانة منات عيشاته رفقة الفنانة “أوم” يوم 21 يناير 2011.
كما تضم البرمجة المغربية عروضاً موسيقية لفرق فلكلورية ممثلة لجهات المملكة؛ ناهيك عن عروض الأزياء المغربية التي سيقدمها مصممون شباب، وورشات خاصة بالأطفال وحرفية تقليدية.
ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم المغربي “المسيرة الخضراء” للمخرج يوسف بريطل يوم السبت 6 نونبر من أجل الاحتفال بالحدث البارز في تاريخ المملكة. كما سيتم تنظيم معرض لأعمال فنانين ومصممين ومهندسين وأساتذة في مجال الفنون.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر