مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر رسالة الإسلام
آخر تحديث GMT 07:07:46
المغرب اليوم -

نذر نفسه لتقديم فيلم سينمائي عن "صبيحة الأندلسية"

مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر "رسالة" الإسلام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر

المخرج السوري مصطفى العقاد
القاهرة ـ أسامة عبد الصبور

يعد مصطفى العقاد واحدًا من الفنانين العرب اللذين تركوا إرثُا فنيًّا مميزًا؛ فهو  مخرج ومنتج وممثل سينمائي سوري، امتلك رؤية تختلف عن غيره من المخرجين العالميين، واتبع أسلوبًا مستحدثًا في الإخراج تمثل في وقوفه ضد المنطق القائم في العالم من ظلم وتسلط القوة، لتعكس أفلامه انتصاره للشعوب المحتلة ولأصحاب الصورة الذهنية المشوهة عربًا ومسلمين.

ولد العقاد في 1 تموز/ يوليو العام 1935 لأسرة فقيرة في مدينة حلب وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، وعندما بلغ الثامنة عشر من عمره حلم بدراسة الإخراج السينمائي، وبالفعل غادر سورية العام 1954 متوجهًا إلى الولايات المتحدة ليدرس الإخراج في جامعة UCLA في ولاية كاليفورنيا التي تخرج فيها العام 1958، ليبدأ مرحلة المعاناة في سوق العمل؛ حيث رفضت 7 استوديوهات وجميع محطات التلفزيون ووكالات الإعلان توظيفه.

مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر رسالة الإسلام

وفي العام 1962 استطاع العقاد أن يقتحم أبواب هوليوود مخرجًا ومنتجًا وممثلاً حتى وصل إلى العالمية العام 1976 عندما أخرج فيلم "الرسالة" كأول فيلم عربي عالمي عن الإسلام وصدر بنسختين عربية وإنجليزية، وفي العام 1981م أخرج فيلم "أسد الصحراء عمر المختار" بالإنجليزية وتناول فيه بطولة الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي بقيادة المجاهد عمر المختار، والذي لعب دوره الممثل العالمي أنتوني كوين.

مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر رسالة الإسلام

ومنذ العام 1978 وحتى العام 2002 أصبح العقاد المنتج المنفذ العالمي الوحيد الذي شارك في جميع سلسلة أفلام هالوين، ويحسب له فهمه العقل الأميركي؛ فعبر سنواته الـ23 التي قضاها هناك تمكن من فك شفرة هذا المجتمع المعقد، وبذلك أحسن مخاطبته عبر الإعلام الذي كان دائم التركيز عليه؛ فقد رآه السلاح الذي يجب أن يخوض به معركته الحضارية مع الغرب.

ورغم وجود عدد من المخرجين العرب في هوليوود فإن اسمه لمع دون غيره عربيًّا وغربيًّا، والسر في هذا العقل المبدع يعود لمحافظته على تراثه وقوميته ودينه، وهذا ما منحه عمقًا خاصًا يميزه عن غيره ، حيث عبرت أعماله على قلتها عن الإسلام والحضارة الإسلامية وكفاحها من أجل البقاء أمام الهجمة الاستعمارية.

وعبر مشواره السينمائي الطويل عمل العقاد على تكون رؤيته لعالم سينمائي مستقل لذاته، فهو لم يعتبر السينما مفهومًا جماليًّا وحسب، بل كان لها مفهوم ثوري طليعي بأبعاد ودلالات كبيرة، ويعد فيلم "المختار" نموذجًا رائعًا لهذا البعد.

وانطلاقًا من هذا المفهوم الخاص والمتميز والواعي تعلم هو من ذات "عمر المختار"، وأوقف حياته على خدمة ما تعلمه، فقد كان مبصرًا للواقع العربي، قارئًا لهذا الواقع الذي تبنى أن يقوم بما يساعد على النهوض به متكبدًا الكثير من الصعاب.

وظل العقاد منتظرًا لأعوام طويلة إنتاج عمل سينمائي مماثل لفيلمي "الرسالة" و"عمر المختار"، وكان "صلاح الدين الأيوبي" هو العمل الذي اختاره ونذر نفسه في سبيل إعداده، ورحل محتفظًا بسيناريو ورؤية إخراجية للفيلم دون أن ير النور لعدم توافر الدعم المطلوب.

مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر رسالة الإسلام

مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر رسالة الإسلام

كما كان يطمح أيضًا في أن ينتج فيلمًا عن "صبيحة الأندلسية" وهي المرأة التي حكمت الأندلس، وفيلمًا آخرًا يروي قصة ملك من ملوك إنجلترا كان قد أرسل في العام 1213 وفدًا إلى الخليفة في الأندلس يطلب منه أن تكون إنجلترا تحت حماية الخليفة المسلم.

مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر رسالة الإسلام

وكان "العقاد" يحمل رؤية مستقبلية أوسع من فكرة إنتاج عمل أو مجموعة أعمال، فمن ضمن أحلامه كانت مدينة سينمائية أو مجمع سينمائي للإنتاج بمستوى الإنتاج العالمي، ولكن بروح عربية إسلامية بمستويات الرسالة التي تحملها أمته، وكان تصوره عن هذه المدينة أنها مدينة لا تبنى، بل استوديوهات قابلة للتنقل، فقد كان عازمًا على نقل التجربة الأميركية في هذا المجال.

مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر رسالة الإسلام

وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 قتل العقاد وابنته ريم في تفجير وقع في فندق "غراند حياة" في العاصمة الأردنية عمان وكانت وفاته خسارة كبيرة للفن السينمائي العالمي.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر رسالة الإسلام مصطفى العقاد مخرج سوري قاوم تسلط الغرب لنشر رسالة الإسلام



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib