الرباط – محمد عبيد
أكد خبراء ومثقفون مغاربة، في ندوة فكرية، في العاصمة المغربية، الرباط، نظمها "المركز العلمي العربي"، بشأن موضوع "القيم وتحولات المجتمع المغربي"، أن طبيعة التحولات التي يعيشها المجتمع المغربي، معقدة، إذ أن التحديث والتجديد لا يتصارعان فقط بل يتعايشان ويستعيران من بعضهما بعضًا، في إطار نوع من الترميق الذي لا يخفي اتجاه المجتمع المغربي إلى مزيد من قيم الفردانية التي تعلي من شأن الفرد، وهو ما يجعل الفعل الجماعي في المغرب ضعيف الفعالية.
وفي هذا السياق ذاته، كشف أستاذ السوسويولوجيا، في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، جمال خليل، أن المجتمع المغربي يظل على الرغم من كل شيء مجتمعا يتجه أكثر فأكثر نحو القيم الفردانية، لذلك فإن الفعل الجماعي سيظل أقل فعالية.
وبشأن بعض اتجاهات القيم في المجتمع المغربي، استعرض الباحث نتائج دراسة ميدانية تصدر قريبا أفادت بأن المجتمع المغربي يتجه أكثر نحو مزيد من الفردانية وبروز الفرد كوحدة مهمة، غير أن ذلك لا يعني نتيجة مطلقة، إذ أن الدراسة أثبتت أن "المغربي" يأخذ من مختلف المنظومات حسب حاجته.
وبالنسبة للقيم الدينية وتحولاتها، قال الباحث الأنتروبولوجي، محمد الصغير جنجار، إن التغيير في القيم الدينية مسلمة أساسية في علم الاجتماع وفي العلوم الإنسانية. وأكد أن عالم الاجتماع ليس من وظيفته تحديد القيم الملائمة من غيرها بل وظيفته هي دراسة وتحليل الوقائع الاجتماعية بعيدا عن الحكم عليها.
واعترف المحاضر، بأهمية تجاوز النظرة الخطية والقراءة من فوق للقيم، لأن هذه المقاربة أثبتت خطاءها. ولذلك، يقول جنجار، لا بد من العودة إلى النموذج التأويلي حيث يجب إعطاء الأهمية للمعنى الذي يعطيه الفاعل لسلوكه وللظواهر.
ومن جهته قال المفكر المغربي، والباحث في فكر الحداثة، محمد سبيلا، إن قيم الحداثة والتحديث تتمحور حول نواتين أساسيتين هما نواة التمايز ونواة العقلنة، مشددا على ضرورة فهم العقلنة، بما تعنيه من قدرة على التدبير الحسابي للأهداف والغايات اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
وتطرق سبيلا، إلى المفعول المزدوج للاستعمار حيث ينظر إليه كأداة، لكنه ساهم بالمقابل في عملية التحديث إن على المستوى الثقافي أو المادي للمجتمعات التي خضعت له. وخلص المحاضر إلى أن عملية التحديث عملية شمولية مست كل المناحي، لذلك فقوة القيم التحديثية مارست عنفا على البنيات التقليدية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر