ترك المدير الفني للهلال السوداني طارق العشري منصبه، وعاد إلى مصر صباح السبت، في تصرف فاجأ مجلس الهلال السوداني وجماهير الفريق.
لم يكن ترك العشري لمنصبه في النادي السوداني بصورة مفاجئة ودون مقدمات، إلا هروبا من شيء ما، لأن الطريقة التي غادر بها تكشف عن ذلك، فهو غادر السودان ومعه مدرب الاحمال الدكتور عبد الحليم، والفريق مقبل على مباراة قوية خارج ملعبه ضد الأمل عطبرة، مع الاشارة الى ان رحيل العشري هو الخامس لمدربين أجانب منذ الموسم الماضي مع الهلال.
كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الهلال من أجانب ومحليين، لم يستمروا معه كثيراً، ويبقى العشري اقلهم فترة في البقاء بمنصبه والثاني الذي ينفذ عملية الهروب دون أن يخبر مجلس الإدارة رسميا بسفره، بعد التونسي نبيل الكوكي.
اقيل أول مدرب خلال عهد رئيس نادي الهلال اشرف الكاردينال وهو البلجيكي باتريك أوسيمس، الذي لم يمضي على تعاقده مع الهلال اكثر من 3 أشهر و17 يوما في موسم 2015، وقد اقيل بعد تعادل مرير مع فريق صاعد لأول مرة للدرجة الممتازة "هلال الاُبَيِّض"، وهو تعادل لم يجد له المجلس ما يبرره.
المدرب الأجنبي الثاني في عهد رئيس الهلال، هو التونسي نبيل الكوكي الذي يعتبر الأجنبي الاكثر إستمرارا مع الفريق، حيث إستمر لحوالي 7 أشهر، وقد ساندته نتائجه، إذ حافظ على تواجد الهلال بدوري الابطال وأوصله الى الدور قبل النهائي في وضع معقدة.
لكن الكوكي بعد فقدان الفريق فرصة التأهل لنهائي دوري الأبطال، عاد إلى العاصمة الخرطوم من الجزائر بعد مباراة إتحاد العاصمة بالدور قبل النهائي، وبعد عدة أيام غادر إلى تونس سرا، وبعد أقل من 24 ساعة من وصوله تونس، تعاقد مع الأفريقي التونسي، ما يعني أنه هرب من الهلال.
وجاء الدور على الفرنسي ميشيل كافالي، أول مدرب للهلال في موسم 2016، الذي اقيل مسبقا، ولم يبلغ بالقرار إلا بعد مباراة الفريق المهمة التي فاز فيها على الأهل شندي 1-0.
خاض كافالي مع الهلال 4 مباريات بالممتاز، وتعادل في مباراة واحدة فقط، وقد كانت أول مباراة له بالسودان على كأس السياحة بمدينة بورتسودان الساحلية، والتي خسرها من جورماهيا الكيني، سببا في إقالته.، وظل قرار الإقالة حبيس الأدراج بسبب مباراة بورتسودان، وقادت في النهاية لإقالة كافالي بعد 66 يوما قضاها في الهلال.
تلك الإقالات تخللتها تعاقدات مؤقتة مع مدربين سودانيين، مثل الفاتح النقر ومبارك سليمان، أحدهما إنتهى تكليفه والثاني حصل على فرصة للسفر الى أمريكا.
وجاء الدور على المصري طارق العشري، الذي نجا من الإقالة رغم خسارته في مباراتين تسببتا بالوجع للهلال، أولهما خروج الفريق من الدور الأول بدوري ابطال افريقيا على يد الأهلي طرابلس لأول مرة منذ 8 سنوات، بينما الثانية خسارته من النيل شندي وهو فريق يشارك لاول مرة في الممتاز السوداني.
رغم ذلك، صبر مجلس الهلال على العشري الذي خسر قاريا ومحليا، بينما لم يصبر على باتريك أوسيمس البلجيكي رغم تعادل واحد خارج ملعبه، ولم يصبر كذلك على الفرنسي كافالي رغم خسارته في مباراة تندرج ضمن المباريات الودية.
قضى العشري بالهلال 61 يوما منذ يوم إكماله التعاقد مع الهلال في داخل منزل رئيس النادي يوم 14 فبراير الماضي، وهو اقل المدربين الاجانب فترة بالهلال.
لكن ربما أدت أسباب ظاهرة لمغادرة العشري الهلال، خاصة وأن مباراة يوم الخميس الماضي ضد مريخ الفاشر شهدت إنقساما بين جماهير الهلال، أدى إلى حرق اللافتات المرفوعة التي تؤيد تيارا داخل مجلس إدارة نادي الهلال، في وقت أن المجموعة التي قامت بحرق اللافتات ألمحت إلى أن عمل المشجعين أثناء المباريات داخل الإستاد يجب أن يكون منصبا بإتجاه اللاعبين وفريق الكرة، دون رفع لافتات تجمد الشخصيات الإدارية.
وقد ترك سفر العشري المفاجيء ملف هروب وإقالة المدربين الأجانب قبل أن يكملوا الثلاثة أشهر بالهلال، تساؤلات تتكاثر بغموض شديد كلما حاول المرء التعمق في التفاصيل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر