مدريد - لينا العاصي
حسم برشلونة الإسباني مباراته المهمة، أمام ضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي، بالفوز عليه برباعية نظيفة، وكان نصيب النجم ليونيل ميسي منها ثلاثية، وذلك في ملعب "كامب نو" مساء الأربعاء، في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثالثة، بالدور الأول، من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وسجل ميسي أهدافه في الدقائق 17 و61 و69 وأضاف نيمار الرابع في الدقيقة 89، فيما لعب مانشستر سيتي منذ الدقيقة 53 بـ10 لاعبين بعد طرد حارس مرماه كلاوديو برافو، كما نقصت صفوف برشلونة في الدقيقة 73 بعد تلقي البديل جيريمي ماثيو البطاقة الصفراء الثانية.
وقد واصل برشلونة صدارته للمجموعة برصيد تسع نقاط من ثلاثة انتصارات، فيما بقي مانشستر سيتي في المركز الثاني برصيد أربع نقاط، علما بأن المجموعة تضمّ أيضا سلتيك الأسكتلندي وبوروسيا مونشنجلادباخ الألماني اللذين تعادلا 0-0 الأربعاء أيضا.
وخاض برشلونة المباراة بالقوة الضاربة التي يقودها الثلاثي ليونيل ميسي ونيمار وليونيل سواريز في خط الهجوم، ووقف أندريس إنييستا وإيفان راكيتيش أمام لاعب الوسط المتأخر سيرجيو بوسكيتس، فيما شكل الفرنسي صامويل أومتيتي ثنائيا دفاعيا في العمق مع جيرار بيكيه، وتولى الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو دور الظهير الأيمن، مقابل وجود يوردي ألبا في الناحية اليسرى.
أما الفريق المضيف الذي يقوده مدرب برشلونة السابق جوسيب غوارديولا، فخالفت تشكيلته التوقعات، وجلس رأس الحربة الأرجنتيني سيرجيو أجويرو على مقاعد الإحتياطي، وشكل كيفن دي بروين ورحيم سترلينج ونوليتو مثلثا هجوميا أمام صانع اللعب دافيد سيلفا، وتناوب البرازيلي فرناندينيو والألماني إلكاي جوندوجان، على دعم الخط الخلفي الذي قاده نيكولاس أوتامندي، وجون ستونز أمام حارس برشلونة السابق، التشيلي برافو.
ومرت الدقائق الـ15 الأولى بهدوء، وأظهر الضيف جرأته مبكرا في السيطرة على الكرة وتناقلها بثقة في الأمام، وتعرض برشلونة لضربة قوية بإصابة ألبا في الدقائق الأولى، فأجرى تبديله الأول بإشراك الظهير الأيسر الفرنسي لوكاس ديني، وكان صعبا على برشلونة أن يبدأ هجمات منظمة وسط تكتل قوي لدفاع سيتي، واضطر الفريق الكاتالوني في النهاية لاستغلال الأخطاء لافتتاح التسجيل في الدقيقة 17 عندما قطع ميسي الكرة بعد منتصف الملعب ومرر إلى انييستا الذي حاول التمرير، لكن ألكسندر كولاروف تدخل لتصل الكرة إلى ميسي مستغلا فقدان فرناندينيو لتوازنه، فراوغ البرغوث الأرجنتيني زميله السابق برافو، ووضع الكرة في الشباك الخالية.
وتحلى برشلونة بالثقة والهدوء بعد الهدف الأول، وتمسك بخططه لزعزعة دفاعات مانشستر سيتي، في ظل محاولة الأخير للتقدم أكثر نحو الأمام بغية التعديل، ومن إحدى الهجمات اقتحم ميسي منطقة جزاء سيتي، وارتدت كرته من الدفاع إلى سواريز، الذي سدد في الشباك من الخارج في الدقيقة ٢١.
وبذلك مرت الدقائق وفشل لاعبو سيتي في تشكيل أي خطورة على مرمى حارس مرمى برشلونة مارك-أندري تير شتيجن، أما برشلونة فاستمرت مساعيه في تسجيل هدف ثان بهدوء، ولحق برافو بالكرة قبل أن يصل إليها المنفرد نيمار، ثم احتسبت ركلة حرة للفريق الكاتالوني نقذها ميسي، على رأس راكيتيش لكن كرة الكرواتي ذهبت فوق المرمى في الدقيقة 31.
إلا أن أداء مانشستر سيتي تحسن في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول، وشكلت تحركات سيلفا إزعاجا لدفاع برشلونة، خصوصا من الناحية اليمنى، التي برز فيها أيضا رحيم سترلينج، وقطع سيلفا الكرة ومررها إلى نوليتو في الجهة اليسرى، داخل منطقة الجزاء ليسدد الدولي الإسباني في الزاوية المغلقة، التي تواجد فيها تير شتيجن، ثم أهدر جوندوجان أبرز فرص الشوط الأول، عندما راوغ بيكيه في الجهة اليسرى داخل المنطقة المحرمة، وسدد بيمناه كرة أنقذها تير شتيجن ببراعة يحسد عليها، في الدقيقة 37، وعاد جوندوجان ليسدد من خارج منطق الجزاء ضعيفة بجانب المرمى.
وبات برشلونة في وضع صعب عندما أرغمته إصابة ثانية تعرض لها بيكيه، لإجراء تبديله الثاني بإشراك الفرنسي الآخر جيريمي ماثيو، وكانت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول ملغومة بالفرص الضائعة، التي بدأها سيتي بتسديدة رأسية من جون ستونز، مرت بجانب المرمى، ثم مرر ميسي الكرة إلى سواريز الذي تخلص من ستونز وسدد كرة أبعدها برافو بأناقة على دفعتين، وأخيرا اخترق سترلينج الناحية اليسرى لدفاع برشلونة، بعد مراوغته مدافعين ومرر إلى دي بروين الذي هز الشباك من الخارج.
ورغم البداية القوية لمانشستر سيتي في الشوط الأول، من خلال التحركات المزعجة لدي بروين في الناحية اليمنى، افتقد الفريق للفاعلية أمام المرمى مع غياب أجويرو، ومرت رأسية من أومتيتي إلى جانب مرمى سيتي، الذي انتهت آماله منطقيا في العودة إلى مجريات المباراة بعدما تلقى برافو البطاقة الحمراء، في الدقيقة 53 بعدما تصدى بيده لانفراد سواريز خارج منطقة الجزاء.
وكان طبيعيا أن يستثمر برشلونة نقص صفوف خصمه الذي أشرك الحارس الآخر ويلي كاباييرو بدلا من نوليتو، كما تعرض الظهير زاباليتا لإصابة في قدمه، فدخل الفرنسي جايل كليتشي بدلا منه، ومرّر إنييستا الكرة إلى ميسي الذي راوغ قبل أن يسدد على مشارف منطقة الجزاء لتستقر الكرة على يسار كاباييرو هدفا ثانيا لصاحب الأرض في الدقيقة 61.
وخلافا للتوقعات، نشط مانشستر سيتي بعد تلقي مرماه الهدف الثاني، وبذل دي بروين مجهودا كبيرا في الخط الأمامي، وأهدر فرصة في الدقيقة 63 عندما وضعه جوندوجان في وضع مناسب للتسجيل في الجهة اليمنى، لكن تير شتيجن أنقذ الموقف بتصد جديد، ووقع سيتي في المحظور من جديد، عندما تلكأ جون ستونز في إبعاد كرة بطيئة لينقض عليها سواريز الذي فضل التمرير إلى ميسي، فأضاف الأرجنتيني الهدف الثالث له ولفريقه، في الدقيقة 71.
إلا أن كبرياء مانشستر سيتي منعه من الاستسلام، رغم تخلفه بنتيجة كبيرة، واحتسبت له ركلة حرة سددها كولاروف بيسراه وأبعد تير شتيجن خطرها بصعوبة، ثم جاء الدور على برشلونة ليلعب ناقص الصفوف منذ الدقيقة 73 بعدما تلقى ماثيو الطاقة الصفراء الثاني،ة اثر عرقلته لسترلينج أفضل لاعبي سيتي في المباراة.
وقبل 11 دقيقة على النهاية، قرر غوارديولا إشراك أجويرو على حساب جوندوجان، ورد عليه برشلونة بإشراك أندري غوميز بدلا من إنييستا، ورفع راكيتيش عرضية ماكرة وصلت إلى نيمار الذي سدد مباشرة من مسافة قريبة في قدمي كاباييرو بالدقيقة 82.
واحتسبت ركلة جزاء لبرشلونة في الدقيقة 87 بعد عرقلة ميسي الذي ترك مهمة تنفيذ الركلة لزميله نيمار، إلا أن البرازيلي خيب ظن زميله بعدما تصدى المتخصص كابايير، وعوض نيمار إهداره الركلة بهدف جميل في الدقيقة 89 بعدما قدم فاصلا قصيرا وجميلا من المراوغة، قبل أن يسدد على يسار حارس سيتي البديل .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر