قال عبد الله بوصوف، الخبير في العلوم الإنسانية، إن “انتصار المغرب هو حدث غير عادي، والاحتفال بكل ساحات العالم هو حدث غير عادي”، موضحا أنه “سبق أن فازت دول بكأس العالم واقتصر الفرح على الدولة الفائزة فقط، لكن مرور المغرب لدور النصف أخرج سكان الكرة الأرضية للاحتفال”.
وأضاف بوصوف، في مقال له بعنوان “المغرب يعزف أنشودة النصر في قطر”، أن “التاريخ سيحكي عن هذه اللحظات المفعمة بأحاسيس الانفعال والقلق والرجاء والأمل والدعاء والدموع والفرح والصراخ والطبول والأهازيج والرقص في الشوارع والساحات…، وبلوغ النجمة الخضراء في العلم الأحمر أعالي السماء”.
هذا نص المقال:
حبس العالم أنفاسه طيلة المقابلة مُستعجلا الحكم لإعلان نهاية مباراة مصيرية لـ”أسود الأطلس” ضد فريق البرتغال في نهائيات كأس العالم لسنة 2022. انتصار المغرب اليوم هو حدث غير عادي. الاحتفال في كل ساحات العالم هو حدث غير عادي. إذ سبق أن فازت دول بكأس العالم واقتصر الفرح على الدولة الفائزة فقــط. لكن مرور المغرب إلى دور النصف أخرج سكان الكرة الأرضية للاحتفال. إذ بإمكان مغاربة العالم في كل مكان تحريك الساحات ورفع الأعلام الوطنية وإطلاق الأهازيج والزغاريد.. كل هذا غير عادي.
اليوم أثبت المغرب أنه مُمْتد في كل مساحات العالم، وأنه عندما يخرج ملكه شخصيا وأفراد الأسرة الملكية للاحتفال مع باقي الشعب في الشوارع والساحات فإن كل هذا ليس بالحدث العادي. إننا نعيش ملحمة واقعية جديدة، وفريق “الأسود” هو فريق الأمة الواحدة الموحدة.
الإعلان عن فوز المغرب هو إعلان عن انطلاق فرح جماعي عالمي يتكلم بلغة وقلوب كل العرب والمسلمين وشعوب إفريقيا لأن “الأسود” مثلوا أمل كل هؤلاء وفتحوا أمامهم نافدة كبيرة وبأننا نستطيع فعلًا الفوز وتحقيق النصر شرط الإيمان بذواتنا وإمكانياتنا وإطلاق عنان الطموح في كل الميادين وإعلانها مدوية من نصر إلى نصر جديد، وكل هذا غير عادي.
نعيش في هذه اللحظات عرسا حقيقيا في الهواء الطلق وداخل البيوت والمداشر والقرى البعيدة والساحات.. أعلام المغرب في كل مكان ترفرف في الدوحة وأبو ظبي ودبي والقاهرة وبغداد والرياض والكويت والأردن وليبيا وبيروت وغزة وباريس ولندن ومدريد وميلانو وروما ومارسيليا وموريال وواشنطن والكوت ديفوار ونواكشوط والسنغال وكل إفريقيا وغيرها من الدول. لا أعتقد أنه حصل هذا في مثل هذا الحدث. لكنه حدث فعلا بمناسبة فوز المغرب على البرتغال، لذلك فإنه حدث غير عادي.
فخورون بانتمائنا إلى وطن وحد الأمة العربية والإسلامية وشعوب إفريقيا. فخورون بانتمائنا إلى وطن يفرح لفرحه العالم وكأنه قلبه النابض. فخورون بانتمائنا إلى أمة تزداد قوة أمام الصعاب والتحديات. فخورون بانتمائنا إلى وطن اختار أن يكون لقب فريقه “أسود الأطلس”، فكانوا ملوكا متوجين بدوحة العرب في قطر، وحملتهم شعوب “ماما إفريقيا” في قلوبهم وعلى أكتافهم.
سيحكي التاريخ عن هذه اللحظات المفعمة بأحاسيس الانفعال والقلق والرجاء والأمل والدعاء والدموع والفرح والصراخ والطبول والأهازيج والرقص في الشوارع والساحات وبلوغ النجمة الخضراء في العلم الأحمر أعالي السماء لتضيء سماء المغرب الفخور بأبنائه وبناته وبنسائه ورجاله داخل الوطن أو من مغاربة العالم.
اليوم هو موعد مع التاريخ بالنسبة لكل الشعوب العربية والإفريقية لعزف أنشودة الحلم العربي والإفريقي بلسان وقلوب فريق “الأسود” المغربي .
فخورون بكم فقد حققتم المحال. شكرا لكم وإلى نصر قريب من الدوحة العربية في قطر.
قد يهمك أيضاً :
ملخص وأهداف مباراة ليفربول ضد ليون بكأس سوبر دبى بمشاركة محمد صلاح
مهرجان "سينما الذاكرة" يكرم الأمين العام عبد الله بوصوف
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر