الدار البيضاء - محمد خالد
تراجع مردود فريق الوداد البيضاوي المغربي لكرة القدم بشكل لافت للنظر، وقدم أسوأ مواسمه في السنوات القليلة الماضية، بعد أن بات مؤكدًا خروجه خالي الوفاض من دون تحقيق أي بطولة، إضافة إلى الكم الهائل من المشكلات التي يتخبط فيها، والتي أساءت بشكل كبير إلى النادي، وجعلته يتراجع إلى الوراء ويخرج بيد خالية وأخرى لا شيء فيها.
ويقدم " المغرب اليوم" لقرائه وخاصة عشاق الوداد البيضاوي خمسة عوامل رئيسية يمكن اعتبارها أسباب مباشرة في الصورة الباهتة التي ظهر بها الفريق خلال الموسم الجاري.
ويكمن العامل الأول في الصراع الدائر بين جمهور النادي ورئيس مجلس الإدارة عبد الإله أكرم، إذ من المعلوم أن الجماهير الحمراء طالبت منذ الموسم الماضي برحيل أكرم عن دفة التسيير، وعبرت عن رغبتها هذه بأشكال مختلفة ومتعددة، في مقدمتها تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر النادي، وكتابة عبارة " أكرم أرحل"، على جدران مختلف أحياء مدينة الدار البيضاء، إضافة إلى مقاطعة المباريات التي يجريها الفريق بميدانه.
واستمر هذا التوتر خلال الموسم الجاري وأثر بشكل سلبي على الفريق من الناحيتين المعنوية والمادية، وازدادت الأمور سوءًا، بعد حادث الاعتداء الذي تعرض له مقر النادي وتم على أثره اعتقال عشرات المشجعين الوداديين، إذ اتسعت الهوة بين المناصرين ورئيس النادي الذي وجهت له اتهامات بسجن معارضيه. هذا الوضع الشاذ لم يكن ليعطي إلا نتائج سلبية وعكسية وزاد في تأجيج الخلافات بين الرئيس الذي ظل متشبثا بكرسي الرئاسة والجماهير التي لم تغير مطلبها، فكان الضحية هو النادي الذي تراجعت نتائجه وانخفضت موارده المالية وأصبح في وضعية سيئة للغاية.
ويتمثل العامل الثاني في غياب الاستقرار التقني، فنادي الوداد البيضاوي يعد من بين أكثر الأندية المغربية تغييرا للمدربين، إذ استعان خلال سبع سنوات بـ 22 مدربا، وهو رقم كبير جدا إذا ما علمنا أن فريقا كمانشستر يونايتد استعان طيلة مسيرته الممتدة لأزيد من 120 سنة بـ 26 مدربا ققط.
وانطلق الوداد في الموسم الجاري مع المدرب عبد الرحيم طاليب، أملا في أن يتمكن هذا الأخير من قيادة الفريق لتحقيق لقب الدوري والتأهل لمونديال الأندية، لكن سرعان ما، تم عنه، وتعويضه بمساعده حسن ناظير، ثم جاء التعاقد مع المدرب الحالي مصطفى الشريف الذي لم ينجح بدوره في تحقيق النتائج المرجوة، وبات حبل الإقالة يلتف حول عنقه قبل جولات قليلة من نهاية الدوري.
وبالنسبة للعامل الثالث فيتمثل في سوء تدبير فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية، إذ أن الوداد البيضاوي تخلى عن لاعبين مميزين خلال الموسم الحالي في مقدمتهم النجم الإيفواري بوبلي أندرسون، إذ شكل رحيل هذا الأخير خطأ استراتيجيا فادحا، ارتكبه مسيرو الفريق، في موسم كان الجميع يراهن فيه على الفوز باللقب والتأهل للمونديال.
ولم تقف أخطاء مُسيري الفريق الأحمر عند هذا الحد، بل تجاوزته إلى التخلي عن لاعبين آخرين في الميركاتو الشتوي كان بإمكانهم إعطاء الإضافة بحكم تجربتهم، كالمهاجم عمر نجدي ولاعب خط الوسط المدافع يونس منقاري، والمهاجم عبد الرزاق لمناصفي، في المقابل لم تقدم العناصر القليلة التي تم التعاقد معها إضافات كبيرة.
ويتعلق العامل الرابع، بالأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها الفريق منذ بداية الموسم والتي كان لها انعكاس سلبي على اللاعبين الذين هددوا في أكثر من مناسبة بالإضراب عن التداريب بسبب تأخر توصلهم بمستحقاتهم المالية، ودفعت البعض منهم إلى التمرد على النادي والتهديد بالرحيل، كما أجبرت الأزمة النادي على التقشف في تنظيم المعسكرات الإعدادية، وانتدابات اللاعبين.
وبالنسبة للعامل الخامس والأخير، فيتعلق بافتقاد الفريق لدفء ومساندة جماهيره في عدد كبير من المباريات، إذ خاض الوداد غالبية مبارياته في مركب "محمد الخامس" أمام مدرجات شبه فارغة بسبب مقاطعة الجماهير للمباريات، ما كان يصيب اللاعبين بالإحباط الشديد، علما أن مركب "محمد الخامس" كان إلى عهد قريب يعد مقبرة لكل فريق يحل ضيفا على الوداد، في ظل الأجواء الحماسية الكبيرة التي كان يعيشها مع الآلاف من جماهير الفريق الشغوفة، ما كان يعطي اللاعبين قوة إضافية، افتقدوها في الموسمين الأخيرين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر