القاهرة - حسام السيد
أعلنت أخيرًا روابط "أولتراس" نادي "الأهلي" و"الزمالك" عن العودة بقوة لحضور مباريات كرة القدم، رغم قرار منعها السابق. وذلك في الوقت الذي تستعد فيه مصر لمليونيات دعت إليها حركات سياسية مثل "تمرد" و"تجرد"، وبالتزامن مع ظهور علامات للاستفهام بشأن ارتباط بياناتهم الأخيرة بتفاهمات معينة مع القوى التابعة لتيار الإسلام السياسي في مصر.
وكانت الأزمة بدأت بإعلان رابطة "أولتراس وايت نايتس"، التابعة لنادي "الزمالك" (التي يدعي البعض أنها تتلقى تمويلا من المرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبوإسماعيل، المعروف بتبنيه لتيار الإسلام السياسي)، لحضور مباريات "الزمالك" المقبلة، في مسابقة الدوري المحلي أو دوري أبطال أفريقيا على حد سواء، وتلاها "أولتراس" النادي "الأهلي" بحضور مباراة الفريق الودية ضد دمياط أخيرًا، وترديد هتافات ضد بعض الأطراف.
فيما تم إصدار بيان مفاده أن "تحولت كرة القدم والدوري المصري من متعة للجمهور إلى دوري رعاة، يلعب دون جماهير في ملاعب بور جرداء خالية من التشجيع والأهازيج والأغاني. حذرنا مرارًا من استمرار الوضع الحالي، وقدمنا حلول كثيرة لتأمين الجمهور للمدرجات، كما حدث في مباراة "الأهلي" و"سوبر سبورت" بعد الثورة، والتي أمنت ونظمت فيها الجماهير دخول نفسها إلى مدرجاتها، ولكن لا حياة لمن تنادي. ودوام الحال من المحال، فمن الآن وصاعدًا لن تحرم الجماهير من المدرجات، ولن يحرم جمهور "الأهلي" من تشجيع فريقه، ولن تحرم الجماهير من متعتها. يعلن جروب "أولتراس أهلاوي" عن تجمع لكل جمهور "الأهلي" لحضور مباراة "الأهلي" و"الجونة" في إطار الجولة قبل الأخيرة من منافسات الدوري العام، للعام الحالي 2012/2013. تجمع الجروب أمام بانوراما حرب أكتوبر، بجوار مدخل التالتة شمال لاستاد القاهرة، الجمعة الموافق 21حزيران/ يونيو2013، الساعة الثانية والنصف ظهرًا، وسنتوجه من هناك إلى استاد الدفاع الجوي. سنحضر لتشجيع "الأهلي" ومساندة فريقنا لا خلاف ذلك، ومن يريد أن يفتعل مشاكلا ويمنع الجمهور من مساندة فريقه أو إيذاء الفريق، بدعوى أن الدوري لا يلعب بجمهور، فليتحمل عواقب تصرفاته وافتعالاته. الكرة تلعب لمتعة الجماهير وليست في الثكنات من أجل الرعاة".
وعادت من جديد التساؤلات بشأن علاقة الـ "أولتراس" بما يدور في كواليس السياسة المصرية، في وقت ادعى فيه البعض بوجود علاقات بين "أولتراس" النادي "الأهلي" ونائب مرشد جماعة الإخوان الملسمين في مصر خيرت الشاطر، ووجود اجتماعات سابقة بينهما، من منطلق التقارب بين أساليب التنظيم بين الطرفين، خصوصًا أن الجروب كان هدفًا للأطراف السياسية في فترة الانتخابات الرئاسية، بعدما استغل أكثر من مرشح رئاسي سابق مثل عبدالمنعم أبوالفتوح وخالد علي وغيرهم اعتصامات الجروب، بسبب مجزرة "بورسعيد" في الدعاية لنفسه.
والمثير في الأمر أن بعض الأطراف المعارضة لتوجهات الـ "أولتراس" بشكل عام بدات تلقي تسريبات بأن إعلان الجروبات عن حضور المبارايات عنوة، ما هو إلا خطة دفعها تيار الإسلام السياسي، في توقيت صعب يهدف إلى إحداث حالة من انعدام التوازن قبل مليونيات 30 حزيران/ يونيو، التي تهدف لإسقاط الرئيس محمد مرسي، بأن يتم استغلال ألف من الشباب التابعين للجروب في افتعال أزمات تساعد في صرف أنظار البعض عن الانشغال بمحاولات إسقاط مرسي.
ورغم عدم وجود تأكيدات على ذلك، إلا أن ظهور الـ "أولتراس" في المدرجات بعد فترة مقاطعة عقب مجزرة "ستاد بورسعيد"، ورغم أن قرار منعهم من المدرجات ترك انطباعًا لدى الكثيرين بأنهم عادوا إلى المشهد من جديد لضمان التواجد في الصورة، تحسبًا لأية تغييرات تحدث، بعد أن تعرضوا لانتقادات واسعة بسبب رفضهم المشاركة بشكل جماعي في فعاليات ثورة "25 يناير"، ولكن يبقى السيناريو الأخطر وهو تحول الجروب إلى العنف، كما قد يفعل التيار الجهادي حماية للرئيس، وكما تسبب هذا العنف في وقت سابق في سقوط 72 قتيلا من الجروب في مجزرة "ستاد بورسعيد".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر