يدخل المنتخب المغربي لكرة القدم مشاركته السادسة في تاريخه في كأس العالم في قطر بطموح تكرار إنجاز الجيل الذهبي لنسخة المكسيك 1986 على الأقل، أي تخطي الدور الأول.
وقتها ضمت تشكيلة منتخب “أسود الأطلس” أفضل مواهبها وفي مختلف الخطوط، بداية من حارس المرمى العملاق بادو الزاكي، وأمامه المدافعان نور الدين البويحياوي ومصطفى البياز، مرورا بلاعبي الوسط عزيز بودربالة وعبد المجيد الظلمي ومحمد التيمومي، وصولا الى المهاجم ميري كريمو.
كانت المشاركة الثانية فقط للأسود ونجحوا في تخطي الدور الأول على حساب منتخبات عريقة مثل إنكلترا وبولندا والبرتغال في أول إنجاز لمنتخب عربي وإفريقي، قبل الخروج بصعوبة من ثمن النهائي على يد ألمانيا الغربية صفر-1 في الدقيقة 89.
بعد 36 عاما، يراود الجيل الحالي لكرة القدم المغربية، الذي نجح في بلوغ العرس العالمي للمرة الثانية تواليا، للمرة الثانية في تاريخ المنتخب بعد 1994 و1998، حلم تكرار الإنجاز ذاته في قطر، وفي مقدمتهم مدربه الشاب المتميز بأسلوب لعبه الهجومي وليد الركراكي.
حلم مشروع
يعوّل الركراكي على خبرة لاعبين في أعتى وأقوى البطولات الأوروبية، في مقدمتهم ياسين بونو، أفضل حارس مرمى الموسم الماضي في الليغا، وزميله في الفريق الأندلسي اشبيلية يوسف النصيري، وظهيرا باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي وبايرن ميونيخ الألماني نصير مزراوي، والقائد رومان سايس (بشيكتاش التركي)، ونايف أكرد (وست هام الإنكليزي)، ولاعب وسط فيورنتينا الإيطالي سفيان أمرابط، وجناح أنجيه الفرنسي سفيان بوفال، إلى جانب العائد من الاعتزال الدولي حكيم زياش (تشلسي الإنكليزي)، ومن الاستبعاد مهاجم اتحاد جدة السعودي عبد الرزاق حمد الله.قال الركراكي الذي استلم المهمة قبل شهرين ونصف الشهر خلفا للبوسني وحيد خليلودجيتش المقال من منصبه: “من حق المغاربة أن يحلموا، لأننا نملك منتخبا ولاعبين في مستوى الطموحات ومستوى النجوم الكبار في العالم”.
وتابع: “سيكون الإنجاز هو تخطي الدور الأول، لم نفعل ذلك منذ 1986، خاصة في مجموعة قوية، لذا سنقاتل بقوة. لكن لا يمكننا تقديم أي وعود، الشيء الوحيد الذي أعد به هو أننا سنكون منافسين ومقاتلين في سعينا إلى جعل بلدنا فخورا بنا”.
وأضاف المدرب الذي تلقى ثلاث ضربات موجعة بإصابة الثلاثي طارق تيسودالي وآدم ماسينا وأمين حارث في الرباط الصليبي: “لدينا كل الإمكانيات والمواهب للمنافسة على إحدى بطاقتي الدور ثمن النهائي. كرة القدم تغيَّرت، وإذا ذهبنا إلى قطر خائفين مثلما كان الأمر في المشاركات السابقة فلن نحقق أي نتيجة إيجابية”.
“ليس لدينا ما نخسره”
وتابع: “عندما زرت قطر قبل شهر وشاهدت البنى التحتية والملاعب، أبلغت المنظمين بأننا لن نأتي لنمضي أسبوعا في العاصمة القطرية بل سنحقق نتائج جيدة على الرغم من صعوبة المهمة”، في إشارة إلى المجموعة القوية التي يتواجد فيها “أسود الأطلس” مع كرواتيا وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، وبلجيكا ثالثتها، وكندا.
وأردف الركراكي، ثاني مدرب محلي يقود أسود الأطلس في العرس العالمي بعد عبد الله بليندة في نسخة 1994، قائلا: “لست خائفا من المنتخبات التي سنواجهها، ولكنني أحترمها وأريد أن تبادلني الاحترام نفسه”.
وأوضح: “أبلغت اللاعبين بأنه لا يجب أن نذهب إلى المونديال على أساس أننا منتخب صغير سعيد بالمشاركة، لا يجب أن نهاب أي منتخب، خصوصا وأن صفوفنا تضم لاعبين مجربين أبلوا البلاء الحسن في مونديال 2018، فضلا عن أن كؤوس العالم مليئة بالمفاجآت ونحن نريد أن نكون بين المنتخبات التي تفجر المفاجآت”.
زكى بوفال كلام مدربه قائلا: “ليس لدينا ما نخسره، وبالتالي علينا اللعب دون خوف والثقة في مؤهلاتنا. كرة القدم تشهد الكثير من المفاجآت والعديد من المنتخبات حققت نتائج غير متوقعة وذهبت بعيدا في العرس العالمي”.
يدرك الركراكي جيدا أن المونديال القطري سيكون أصعب من سابقه الروسي. في 2018، استهل المغرب مشواره بمواجهة أضعف حلقات مجموعته: إيران، قبل لقاءي البرتغال وإسبانيا. خسر الأوليين بنتيجة واحدة صفر-1 وفرط في الفوز في الثالث 2-2. في قطر، سيواجه أقوى منتخبات المجموعة كرواتيا وبلجيكا تواليا قبل لقاء كندا، مفاجأة تصفيات كونكاكاف.
لكن الركراكي أشار إلى المساندة الجماهيرية في الدوحة، “سنلعب وكأننا في المغرب، لا يراودني شك في أن يكون لجماهيرنا دور حاسم في ترجيح كفتنا وتحفيز اللاعبين على بذل قصارى الجهود”.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر