القاهرة – خالد الإتربي
تستعيد الجماهير المصرية بشكل تلقائي، الاسماء الفلسطينية التي ساهمت بدور ملموس وفعال، وقدمت مردودًا طيبًا على الملاعب المصرية، وذلك مع الاعلان عن اقتراب أحد الأندية المصرية، خاصة الأهلي أو الزمالك من التعاقد مع لاعب فلسطيني، والتي كان أبرزها ثنائي الأهلي في ستينيات القرن الماضي، الحارس مروان كنفاني والمدافع فؤاد أبو غيدة، فيما تستعيد جماهير الزمالك ذكريات المهاجم الذي سطع في التسعينيات مصطفى نجم.
"كارلوس سالوم" لاعب أرجنتيني من أصول فلسطينية من مدينة بيت لحم، ارتبط اسمه خلال الساعات القليلة الماضية في نادي الزمالك، الذي اعلن رغبة شديدة في التعاقد معه لتدعيم خط الهجوم، فيما اكتفى الأهلي بالتصريح أن المدير الفني حسام البدري، يبحث ملفه حاليا، لتبدا رحلة الجيل الحالي من الجماهير في البحث عن "التجربة الفلسطينية" في الملاعب المصرية.
لم يمر وقت طويل على الحارس مروان كنفاني ، حتى ارتبط بعلاقة وطيدة مع جماهير الأهلي التي تغنّت باسمه في حقبة الستينات ، لكونه احد الحراس العظماء، الذي شهد تاريخهم بالتألق والشجاعة والإقدام ، كما عرفته الجماهير حارسًا دوليًا قديرًا يواصل في تفوّقه مسيرة حراس مرمى مصر والأهلي، وارتبط مروان بقصة حب كبيرة مع مصر التي اعتبرها وطنه الثاني ، وارتبط اسمه بالعديد من البطولات والإنجازات مع النادي الأهلي وبأشهر الأحداث الرياضية في مصر في بداية السبعينيات.
وزامل مروان كنفاني في جيل الستينيات الذهبي، "الاب الروحي" للأهلي صالح سليم ، ورفعت الفناجيلي وطه إسماعيل وميمي الشربيي وطارق سليم وسعيد أبو النور وحسن جبر وميمي عبدالحميد وغيرهم من النجوم الكبيرة، وكان موسم 60/61 افضل مواسم مروان، مع الأهلي لحصده كلا البطولات فيه من بطولة الدوري العام وبطولة كأس مصر وتتويج بطولات هذا الموسم بالفوز بكأس الوحدة بين مصر وسورية، ومع مطلع السبعينيات، تفرغ مروان كنفاني للعمل الوطني ،والمشاركة الإيجابية في نضال شعب فلسطين ،وبرز اسمه في ربوع الوطن العربي كواحد من افضل الرموز الوطنية في التاريخ الفلسطيني.
ويعدّ فؤاد ابوغيدة، أحد أبرز وزراء الدفاع في تاريخ النادي الأهلي في حقبة الستينيات، مع جيل العمالقة على راسهم صالح سليم، وزامل كنفاني في رحلة حصد كل بطولات موسم 60/1961، وانتقل أبو غيدة في مراكز دفاع الأهلي، إلا أن تألّقه كان في مركز قلب الدفاع والظهير الأيسر، كما كان مفاجأة الأهلي أمام الزمالك بتوظيفه في مركز قلب الهجوم للاستفادة من شجاعته وجراته على المرمى ولياقته البدنية الفائقة وفي الاستفادة أيضا من ضربات رأسه المؤثرة وقد أجاد أبو غيدا وتألق في جميع هذه المراكز، وأمام توقف النشاط الرياضي لظروف حرب يونيو 1967 ، اضطر أبو غيدة فعلان إنهاء مسيرته الكروية الحافلة مع الأهلي، والتي شهدت أيضا إنهاء مسيرة العديد من اللاعبين العظماء، ويسافر أبو غيدة إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولعب دوره الوطني في القضية الفلسطينية.
ويعتبر مصطفى نجم، أحد نجوم الزمالك وأول لاعب اجنبي لعب إلى الزمالك بعد عودة الاحتراف، من أب فلسطيني و ام مصرية ، وانضم للزمالك في مطلع التسعينيات ، بعدما لفت انتباه نادي الاتحاد السكندري ،خلال مشاركته مع منتخب غزة الذي لعب في الدورة الصيفية صيف 89 و اشتراه الاتحاد السكندري و قيده كمصري استثناءً استنادا لوالدته المصري ، وظهر نجم بمستوى متميز مع الاتحاد ليقرر الزمالك ضمه في موسم 90/91 ، وواجه نجم صعوبات كثيرة في بداياته مع الزمالك، لدرجة دفعت وسائل الإعلام للهجوم على إدارة الزمالك، والتأكيد انه كان صفقة فاشلة في تاريخ النادي، ولن يقدم أي إضافة للفريق ، بسبب إصاباته المتعددة، والتي منعته من الظهور في موسمه الأول، وعلى الرغم من مطالبات الكثير برحيله إلا أن الزمالك قرر الإبقاء عليه، ولم يختلف الموسم الثاني عن سابقه ، ولم يشهد أي تألق لافت له تحت قيادة الجهاز الفني الجديد بقيادة ديف مكاي وفاروق جعفر، ليصر الزمالك على الإبقاء عليه ، وعدم الاستغناء عنه.
وبزغ نجم مصطفى نجم في الموسم الثالث مع الزمالك بعد تراجع مستوى جمال عبد الحميد، لينطلق نجم نحو التشكيل الأساسي ويحصل على لقب هداف الدور الأول ، وسجل العديد من الأهداف الحاسمة ابرزها هدف الفوز على الأهلي في مرمى الحارس احمد شوبير، وهو ما دفع محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب للبحث حول إمكانية ضمه للمنتخب، واضطر الزمالك للاستغناء عنه في موسم 93\94 بسبب اعتباره لاعب اجنبي ، وكان الزمالك قد تعاقد مع ثلاثي اجنبي وهو ايمانويل و اكى و عثمانو ، ليسدل الستار على لاعب فلسطيني حقق لقب الدوري لمرتين مع الزمالك، الثلاثي كان نموذجا مشرفا في حصد بطولات مع الأهلي والزمالك، فيما تشهد الملاعب المصرية في الوقت الراهن تواجد الحارس رمزي صالح الذي حقق بطولات عديدة مع الأهلي ، قبل أن يستقر به المطاف مع النادي المصري البورسعيدي، ولاعب شباب الخليل السابق عبداللطيف البهداري في صفوف طلائع الجيش ، وابرز الوجوه عبد الله جابر الذي انتقل إلى المقاولون العرب.
وتنتظر الجماهير المصرية بوجه عام ، والزملكاوية بوجه خاص، انضمام كارلوس سالوم إلى الزمالك، للتعرف على اذا ما كان سيكون علامة مضيئة جديدة في تاريخ القطبين، ام سينضم لبعض اللاعبين الذين اكتفوا بالتواجد في الدوري المصري.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر