لندن ـ سليم كرم
أذاق فريق ريد ستار "النجم الأحمر" بلغراد الصربي ضيفه ليفربول الإنجليزي مرارة الهزيمة وفاز عليه 2/ صفر، الثلاثاء ضمن الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الثالثة لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وصل ليفربول الإنجليزي إلى التصفيات النهائية في مايو/ أيار العام الماضي، وتأثّرت آماله في التأهل إلى مراحل خروج المغلوب هذا العام بشكل مثير للدهشة في صربيا، وأحرز ميلان بافكوف هدفين دون رد في غضون 7 دقائق في الشوط الأول من المباراة التي أحرز فيها فريق ريد ستار أكبر انتصار له في المسابقة القارية منذ فوزه بكأس أوروبا عام 1991، ببساطة لم يكن لدى لاعبي كلوب أي تفسير لهذه الهزيمة من الفريق الذي هزموه 4-0 في ملعب أنفيلد منذ أسبوعين، إلا أن آخر هزيمة للنجم الأحمر على ملعبه كانت قبل أكثر من عام، هذا حصن يدافعون عنه دائما.
ويُقبِل ليفربول على رحلة إلى باريس سان جيرمان، تليها زيارة من نابولي في آنفيلد لاتخاذ ثلاث نقاط تعدّ حيوية، إذ إن الرحيل دون أي نقاط أمر ضار.
استقبل رايكو ميتيك لاعبي ليفربول بقليل من التشجيع خلال عمليات الإحماء، إذ رفع الجمهور لافتات السباب لليفربول، ثم رددوا هتافات لتشجيع النجم الأحمر في الوقت الذي غادر فيه لاعبو كلوب الملعب، رغم اقتراب موعد انطلاق المباراة فإن الضجيج بدأ مرة أخرى، وبخاصة مع عودة لاعبي ليفربول أنفسهم، وهم في طريقهم أسفل هذا النفق الطويل تحت الأرض في الملعب مع عرض رحلتهم للجمهور عبر الشاشة الكبيرة، يمكن أن يُغفَر لهم شعور مفاجئ بالخوف، لقد بدوا بالتأكيد كما لو كانوا خائفين، وفي الوقت نفسه، غذّى النجم الأحمر هذا الخوف، كان الظهير الأيمن فيليب ستويكوفيتش حشد الجماهير في وقت مبكر من الدقيقة الثالثة، كان هو وزملاؤه في الفريق حازمين وواثقين من أنفسهم، كل ما لم يتمتع به ليفربول، ومن الممكن أن الليلة كانت لتتخذ مسارًا مختلفًا لو كان دانييل ستوريدج، الذي اختير قبل روبرتو فيرمينو، حوّل فرصة مبكرة لهدف، بدلا من ذلك رفع الكرة فوق العارضة بعد أن نجح ساديو ماني وأندرو روبرتسون في إرسال الكرة من اليسار.
ولم يكن هدف ليفربول سيعكس توازن اللعب في تلك المراحل الأولى، وكان النجم الأحمر ليصل في النهاية إلى أسبقية مستحقة، عندما حاول ألفريدو بن النبهاني أن يسدد الكرة من ركلة جزاء، تبعتها ركلة ركنية، وأحرزها بافكوف برأسه، وكان هذا النوع من الأهداف التي كان ليفربول مشهورا بتلقيها، والذي كان من المفترض أن يحل أمرها وصول فيرجيل فان ديك، لكن المدافع الأكثر غلاءً في العالم لم يستطِع التعامل مع ركلة بافكوف من العمق، كان آدم لالانا مرّر مهاجم النجم الأحمر دون ضمان أن فان ديك قادر على استقباله.
اندلعت الاحتفالات بين الحشود، وانضم أحد بدلاء النجم الأحمر إلى الاحتفالات على أرض الملعب، مما جعل الحكم أنطونيو ماتيو لاهوز يذكره بالقواعد، وأن المباراة لا تزال في الدقيقة الثانية والعشرين فقط، لكن بافكوف سيسبب المزيد من الضرر قبل مرور نصف ساعة، كان فقدان ميلنر لحيازته في وسط الملعب مكلفًا، الأمر الذي سمح لاركو مارين بالخروج بسرعة ووضع الكرة إلى هداف فريق النجم الأحمر، أبعد بافكوف جينورينو فيجندوم، ثم عدّل وضعيته إلى الدخل وسدّد على بعد نحو 30 ياردة، وكثيرا ما بدا كلوب ساخطا على خط التماس خلال النصف الأول، ووضح إحباطاته في نهاية الشوط الأول، ليحل فيرمينو محل ستوريدج، وسحب ترنت ألكسندر-أرنولد من الملعب ليحل محله جو غوميز.
تحسّن ليفربول فقط لأن النجم الأحمر سعى الآن إلى حماية تقدمه بدلا من مواصلة الهجوم، لكن لعبهم ما زال يخلو من طلاقته المعتادة، لا يزال هناك المزيد من الأخطاء الطائشة أيضا، سواء كان تنفيذ محمد صلاح البائس للضربات الركنية، أو قيام ماني بفقدان الكرة على خط التماس أو انزلاق عدة لاعبين على السطح تحت الأقدام، كان بإمكان صلاح أن يتوّج أداءه السيئ بهدف في الوقت المحتسب بدل الضائع، لكن محاولته المتسرعة جاءت سهلة، لن يكون هناك حتى عزاء.
ويمكن لكلوب بعد انتهاء المباراة أن ينظر إلى الإحصائيات، ويلاحظ قيام ليفربول بالتسديد 23 مرة في مقابل 10 مرات للنجم الأحمر، ويحاول الدفاع عن الأداء، ومع ذلك، فإن العدد الكبير للمحاولات لم يعوض نقص جودتها، عندما طُلِب من مدير ليفربول الإشارة إلى الخطأ، قال: "لدي 10 أصابع فقط"، وبالنسبة إلى الوصيف في العام الماضي أصبح الوصول إلى دور الستة عشر هذا العام موضع شك فجأة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر