الدارالبيضاء/الرباط - جميلة عمر/محمد عبيد
أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم، بعد مخاضٍ عسير، وفي ندوة صحافية، أمس الجمعة، عن "تولي بادو الزكي (55 عامًا) تدريب "أسود الأطلس"، والذي تنافس من أجل الظفر بمنصب المدرب الوطني مع مجموعة من المدربين المغاربة والدوليين، تقدموا بملفات ترشيحهم من بينهم، الإيطالي جيوفاني تراباتوني، والهولندي ديك أدفاوكات".
وأكَّد مصدر في الاتحاد، أن "راتب المدرب الجديد للمنتخب المغربي، بلغ 500 ألف درهم شهريًّا، أي ما يعادل 60 ألف دولار"، مشيرًا إلى أن "عهد التستر على راتب المدربين، لم يعد مع أعضاء الجامعة الجدد".
وأضاف رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، فوزي لقجع، خلال ندوة صحافية، أن "اختيار بادو الزاكي يأتي بعد مقاربة تشاركية، دون تدخل أي جانب خارجي"، موضحًا أنه "يفتخر بشكل كبير بالمدربين الوطنيين، الذين تم تعيينها بدايةً من مصطفى حجي، وسعيد شيبا، كمساعدين للزاكي، وخالد فوهامي مدربًا للحراس، إضافةً إلى عزيز بودربالة مديرًا رياضيًّا".
ومن جهته، دعا المدرب الجديد للمنتخب المغربي، بادو الزاكي، "الأطر الوطنية والصحافة وجميع المتدخلين إلى دعم المنتخب الوطني المغربي في الفترة المقبلة، من أجل صنع منتخب قوي، وقادر على بلوغ أدوار مُتقدِّمة في "الكان" المقبل".
وشدَّد الإطار الوطني محمد فاخر، على "أهمية العمل القاعدي في الأندية والمنتخبات الوطنية، وإعطاء أهمية أكبر للاعبين المحليين من خلال وضع برنامج عمل يهتم بالمواهب الممارسة في القسم الوطني الثاني والعصب، إضافةً إلى أكاديمية محمد السادس".
وعاد الزكي من جديد لقيادة تدريب "أسود الأطلس"، لعيد المشهد التاريخي الذي شهده ملعب "رادس" حين كانت الأسود تصارع من أجل الألقاب، وجاء تعيينه بعد صرخات الشعب المغربي، من أجل النهوض بالكرة المغربية السقيمة، وكذلك من أجل الشروع في عمل قاعدي وإصلاحي ما أفسده الفراغ التقني، وإعادة القوة للأسود في بلاد الأطلس، حتى تتمكن من خوض مباريات مربحة، وكذلك من أجل استرجاع الفرحة المغربية التي غابت كثيرًا.
فمن منا لا يعرف بادو الزكي، شبل خرج من عرين ليترعرع بين أحضان الطبيعة، ليطلق أول زئير له مع الفتح الرباطي في العام 1993، لينطلق بعد ذلك إلى البطولية الوطنية، ويقفز بعدها إلى الدولية، وعرف من طرف مدربين دوليين، بصرامته وشراسته في الدفاع عن أفكاره، وبصدقه في تعامله مع الآخرين.
ويعد الزاكي صانع فرحة قومية كروية لأجل الأسود، فالمغاربة لم ينسوا ما فعله ذلك الرجل عندما تسلم مقاليد تدريب المنتخب المغربي، بعد نجاحه في قيادته إلى نهائي كأس أمم أفريقيا 2004.
وترعرع في الفئات الصغرى لنادي الجمعية السلاوية، قبل أن ينتقل في العام 1978 إلى الوداد البيضاوي، حيث فرض نفسه حارسًا لفريقه الأول، واستمر في العطاء حتى رصدته أعين التقنين في جامعة الكرة في العام 1979، ليحمل على عاتقه منذ ذلك الحين حماية عرين الأسود في الملاعب الدولية، وذلك ما فعله في مونديال 86، حيث تألق وتوج بجائزة أحسن لاعب أفريقي في العام ذاته، ولفت أنظار التقنيين بجزر البليار ليلتحق بنادي ريال مايوركا الأسباني، ويتم اختياره في العام 2009 ضمن العناصر التي تشكل "الفريق الذهبي" للنادي الذي جاوره 6 مواسم، دون أن ننسى دفاعه عن شباك المنتخب المغربي الذي لعب له 118 مباراة.
كما تمكن الزاكي بعد انتهاء مونديال 98، من خلق فريق منسجم يجمع بين لاعبين راكموا خبرة الأسود، ومحليين، وآخرين تم اكتشافهم في الدوريات الأوروبية، ولم يقف عند ذلك الحد بل قام بعد ذلك بترميم بيت المنتخب المغربي بعد نكسات عدة لا تذكر.
أما عن مسيرة بادو الزاكي الرياضية، فهو من مواليد سيدي قاسم، في 2 نيسان/أبريل 1959، حارس مرمى مغربي مميز ومدرب، اشتهر الزاكي بتدخلاته الرائعة ومرونته الفائقة، وبدأ في إظهار خبراته ومهارته مع نادي الوداد البيضاوي، وفي العام 1979 أصبح حارسًا للمنتخب الوطني الذي شارك معه في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1980 في نيجيريا، وفاز بالميدالية النحاسية.
خاض الزاكي أحسن تجربة في تاريخه الرياضي الحافل في العام 1986 في كأس العالم عندما دخل مرماه هدفان فقط في 4 مباريات، واستطاع أن ينقد مرماه من هدف مُحقَّق إثر تسديدة لنجم ألمانيا، كارل هانز رومينيجه، وبفضل جهده ومثابرته، استطاع أن ينال الإعجاب والتقدير، فأحرز جائزة أحسن لاعب أفريقي في العام 1986، واحترف في نادي مايوركا الأسباني، وحقق معه نتائج لا يستهان بها، وكان أهمها التأهل إلى نهائي كأس أسبانيا للمرة الأولى في تاريخ مايوركا في العام 1990.
كما لمع الزاكي في الدوري الإسباني، واستطاع التصدي لضربات جزاء من أشهر لاعبي الكرة، كالأرجنتيني سانشيز، والهولندي كومان، وبعد اعتزاله، درس مهنة التدريب في إنكلترا، ودرَّب منتخب أسود الأطلس، ونادي الوداد البيضاوي، ونادي الكوكب المراكشي، لكن تبقى قيادته للمنتخب المغربي في تصفيات ونهائيات كأس الأمم الأفريقية 2004 في تونس، أبرز محطة في مشواره التدريبي، حين قاده إلى بلوغ المباراة النهائية قبل الهزيمة أمام البلد المضيف 2-1.
كما أنه كان قاب قوسين أو أدنى من تأهيل أسود الأطلس إلى نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، حيث تصدر مجموعته في غالبية الجولات، قبل أن يتعادل في الجولة الأخيرة مع تونس 2-2 في تونس العاصمة، وتتأهل تلك الأخيرة.
وإنجازاته كمدرب، أهمها؛ الوصول إلى نصف نهائي كأس العرش، برفقة الفتح الرباطي في موسم 1993/1994، والوصول إلى الربع النهائي من كأس الاتحاد الأفريقي، برفقة الوداد البيضاوي في العام 1998، والفوز بكأس العرش المغربي، برفقة الوداد البيضاوي في العام 1999، والوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الأفريقي، برفقة الوداد البيضاوي في العام 1999، والوصول مع المغرب إلى نهائي كأس أفريقيا في العام 2004 في تونس، والوصول إلى نهائي كأس العرب، برفقة الوداد البيضاوي في العام 2009.
وتجدر الإشارة إلى أن الفريق التقني للمنتخب المغربي، يتكون من؛ بادو الزاكي، مدربًا للمنتخب، وعزيزي بودربالة، منسق المنتخبات الوطنية، وسعيد شيبا ومصطفى حجي، مدربان مساعدان، وخالد فوهامي، مدربًا للحراس، عبدالرزاق العمرامي، معدًا بدنيًّا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر