أكد وفد الحكومة اليمنية الشرعية إلى مشاورات الكويت حرص الحكومة على بذل كل "الجهود من أجل تعزيز مسار السلام وتجنيب اليمن الحرب التي أشعلتها المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح"، وحمل الوفد في بيان نشرته اليوم وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) "المليشيا كامل المسؤولية أمام شعبنا الصابر وأمام المجتمع الدولي عن إفشال المشاورات في حالة عدم بدء انعقادها صباح الغد.
وهدد الوفد بمغادرة الكويت في حال عدم وصول وفد الحوثي وصالح، وقال أنه سيكون "مضطرا بعد ذلك للمغادرة بعد أن أعطيت لهم الفرصة الكاملة وتحلينا بالصبر الكافي حرصاً منا على تحقيق أي خطوة من أجل السلام وحقن دماء أبناء شعبنا نتيجة لتلكؤ مليشيات الحوثي وصالح عن الحضور يوم 18 ابريل/نيسان حسب الموعد المحدد لبدء المشاورات، وبعد مضي ثلاثة أيام واستمرارهم بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وتصاعد اعتداءاتهم في كافة الجبهات".
ودعا الوفد المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤوليته الكاملة في إدانة هذا الموقف الذي يعني الإصرار على الحرب والاستمرار في قتل الأبرياء من أبناء شعبنا والتصميم على تهديد الأمن الإقليمي والدولي من قبل تلك العصابات التي لا تؤمن بالحوار ولا بالسلام وتمعن في انتهاك حقوق الإنسان والتمرد على الشرعية الدستورية والقانونية".
وأوضح البيان أن صوت السلام والعقل كان ولا يزال هو الصوت الأعلى والسائد للشرعية في اليمن في مواجهة خطاب الحرب والكراهية الذي أوجدته القوى الانقلابية منطلقين بذلك من روح المسؤولية العالية المؤمنة بضرورة العمل الجاد والمخلص تجاه شعبنا وللحفاظ على حياته وكرامته وحريته، إلا أن كل تلك الجهود المخلصة والمسؤولة كانت تقابل بمزيد من التعنت من قبل الانقلابيين لإعاقة تحقيق السلام والأمن والاستقرار".
وأضاف" لقد تأكد موقف الانقلابيين اللامسؤول في عدم حضورهم المشاورات في الكويت التي دعا لها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وجرى الإعداد لها منذ أشهر وحضيت بدعم دول العالم ورعاية كريمة من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة ومتابعة حثيثة من حكومة الكويت والشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الذين بذلوا كل الجهد الرائع لترتيب واستضافة المشاورات بروح الأخوة الصادقة".
وعبر البيان عن شكره للجهود المتميزة لدول مجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة للمجلس ومجموعة الدول الــ 18 الداعمة للمبادرة الخليجية والياتها التنفيذية وجهود الأمين الامم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن وفريق عمله على كل جهودهم ودعمهم للمشاورات وإحلال السلام في اليمن.
وفي سياق متصل أكدت مصادر مقربة من الحوثيين أن وفدهم المشترك مع حزب الرئيس السابق علي صالح، قد غادر صنعاء فعلا بعد ظهر اليوم الأربعاء على متن طائرة عمانية، وأنه وصل إلى العاصمة مسقط التي سيغادرها في وقت لاحق إلى الكويت.
وبالرغم من توجه الوفد للمشاركة في الحوار، إلا أن الناطق الرسمي للحوثيين ورئيس والوفد المشترك مع حزب صالح للمشاركة في حوار الكويت محمد عبدالسلام قلل من "أهمية التعويل على دور الأمم المتحدة في إخراج الشعب اليمني من المحنة التي يمر بها وإيقاف العدوان الظالم في حقه"، واستدرك عبدالسلام بقوله: "إن الشعب اليمني مع ذلك كان وما يزال تواقا للسلام".
ودعا عبد السلام في تصريحات له قبيل مغادرة الوفد إلى مسقط في طريقهم إلى المفاوضات اليمنية في الكويت، "الجيش واللجان الشعبية إلى أخذ الحذر والرد على العداون ومرتزقته في حال استمرت انتهاكاتهم لوقف إطلاق النار"، وقال "نحن لا نثق بأعدائنا"، وأشار إلى أن "للشعب اليمني وقواه الوطنية اتخاذ الرد المناسب في حال خالف العدوان ومرتزقته ما تم الاتفاق عليه، قائلا: "لنا الحق في اتخاذ الموقف المناسب أمام أي تجاوزات فيما تم التعهد به".
وأكدت مصادر محلية في محافظة حضرموت شرق اليمن، أن قرابة 200 مدرعة عسكرية إماراتية حديثة ومتعددة الاستخدامات وصلت أمس الثلاثاء إلى معسكر المسيلة التابع لحماية المنشآت النفطية، استعداداً لتنفيذ حملة عسكرية واسعة ضد مسلحي تنظيم "القاعدة" في المحافظات اليمنية الجنوبية انطلاقا من محافظة حضرموت التي يسيطر عليها التنظيم منذ أكثر من عام.
وقالت المصادر أن الإمارات سبق وجندت خلال الأشهر الماضية عدداً كبيراً من الشباب من أبناء محافظة حضرموت، وتم تدريبهم في معسكر "وادي نحب" في المسيلة الخاص بحماية المنشآت النفطية، استعدادا لهذه الحملة التي تنفذ بدعم ومساندة أميركا، التي كشفت وكالة "رويترز" قبل أيام نقلا عن مسؤولين أميركيين أن أبوظبي طلبت من واشنطن دعما لعمليتها العسكرية ضد "القاعدة" في اليمن.
وأوضحت المصادر أن مسلحي تنظيم "القاعدة" بدأوا منذ أيام فرض إجراءات أمنية جديدة، وأقاموا نقاطاً أمنية جديدة وبخاصة في مدينة المكلا عاصمة المحافظة، وتشديد إجراءات الرقابة والتفتيش على المركبات ووسائل النقل. وأشارت المصادر إلى أن التنظيم يولي اهتماماً خاصاً بالمطار والقاعدة الجوية وميناء المكلا، وأنه يستعد فعلياً لخوض معركة مصيرية مع القوات الإماراتية. ورجحت المصادر أن يكون "القاعدة" قد قام بزرع المتفجرات في العديد من المناطق المهمة، ومنها الميناء والمطار والقاعدة الجوية، ليتاح لعناصره تفجيرها في حال تمكنت القوات الإماراتية من اقتحامها.
ورجحت مصادر عسكرية يمنية أن تقود الإمارات هذه الحملة ضد "القاعدة" بالتعاون مع عدد من الوحدات العسكرية والأمنية اليمنية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية، والتي تتخذ من محافظة حضرموت مقراً لها، إلى جانب الدعم الأميركي اللوجستي والإستخباراتي والذي ستوفره طائرات التجسس الأميركية التي ترصد الأراضي اليمنية على مدار الساعة، مشيرة إلى أن الدعم الأميركي قد يتعدى ذلك إلى الدعم المباشر من خلال الغارات الجوية التي تنفذها طائرات "الدرونز".
ولم تستبعد المصادر أن تكون الحملة الإماراتية على تنظيم "القاعدة" في اليمن ضمن جدول أعمال القمة الأميركية الخليجية. وتعتقد المصادر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يطلب من دول مجلس التعاون الخليجي دعم الإمارات في هذه الحملة، والمشاركة فيها حتى تتمكن الحملة من تحقيق نتائج إيجابية تحجم قدرات التنظيم وتحد من خطورته على اليمن والمنطقة عموماً.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر