يستمر مسلسل الاغتيالات التي طاولت قيادات أمنية وعسكرية وعناصر في "المقاومة الشعبية" في مدينة عدن خلال الأشهر الأخيرة التي أعقبت طرد مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح من المحافظات الجنوبية اليمنية، قُتِل الأحد محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد وثمانية من مرافقيه ي تفجير سيارة مفخخة استهدف موكبه في منطقة التواهي.
وأعلن فرع تنظيم "داعش" (ولاية عدن - أبين) في بيان بثه على الإنترنت، مسؤوليته عن "العملية" التي مثّلت ضربة موجعة للحكومة الشرعية، فيما دانت الحكومة والفاعليات السياسية الحادث.
وأكّد نائب وزير الداخلية اليمني علي لخشع، أن وزارته بدأت خطة أمنية فور وقوع هذه الحادثة، تتمثل في انتشار أمني ونزع الأسلحة من المواطنين. وأضاف أنه "أيًا كان منفذ هذه العملية، سواء "القاعدة"، أم "داعش"، أم أتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والميليشيات الحوثية، فإن الوزارة ستعمل على التعامل بشكل جاد مع جميع المتطرفين والخارجين عن النظام، وفق خطة انتشار أمني ومداهمات ستتم لمن يشتبه بهم، والبدء في نزع أسلحتهم".
وأمر الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل لجنة أمنية للتحقيق في الحادث، برئاسة وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب، ودعا إلى اجتماع طارئ مع القيادات الأمنية والعسكرية.
واتهم مدير أمن عدن العميد محمد مساعد، جماعة الحوثيين وقوات علي صالح بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وقال إن سيارة مفخخة استهدفت موكب المحافظ في منطقة فتح قرب مبنى مركز الاتصالات الرئيس في حي "جولد مور" في مديرية "التواهي" أثناء ذهابه إلى مقر عمله. وبعد ساعات على اغتيال المحافظ، اغتال مسلحون ضابطًا رفيع المستوى في الجيش الوطني يدعى عنتر الباحشي في منطقة "إنماء" غرب عدن.
وأوردت وكالة "أسوشيتد برس" أن تفجير موكب المحافظ أسفر عن دوي هائل، وقتل اللواء جعفر سعد وستة من مرافقيه، وأحصت الوكالة 159 قتيلًا و345 جريحًا في تفجيرات تبنّاها تنظيم "داعش" في اليمن هذه السنة. وأفادت بأن وكالة أنباء الإمارات نقلت عن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قوله في بيان أمس، إن العمليات الإجرامية لن تثبط عزم بلاده على المساعدة في "إعادة الأمن والاستقرار للأشقاء في اليمن".
وجاء اغتيال محافظ عدن والضابط الباحشي غداة اغتيال قاضي المحكمة المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، وقتل أربعة من مرافقيه شمال عدن برصاص مسلحين يُعتقد بأنهم من عناصر "القاعدة". كما قُتِل عقيد في الشرطة العسكرية من الموالين للحكومة الشرعية.
وأكد شهود لـ "الحياة" أن سيارة المحافظ احترقت بالكامل إثر تفجير السيارة المفخخة التي كانت على جانب الطريق لحظة مرور موكبه، في حين تفحّمت جثّته وجثث مرافقيه.
ووصف تنظيم "داعش" المحافظ سعد بـ "الطاغوت" و "رأس الكفر"، وأكد في بيان على "تويتر" أنه خطط لعملية الاغتيال "بدقة"، مهددًا بالمزيد ضد "رؤوس الكفر في يمن الإيمان والحكمة".
وكان التنظيم بث قبل يومين تسجيلًا مصورًا لمشاهد إعدام لحوالي 25 شخصًا قال إنهم من جماعة الحوثيين. وتضمّن التسجيل مشاهد مروّعة عن ذبح الضحايا أو تفخيخهم أحياء. وقبل أيام اقتحم مسلحو "القاعدة" مدينتي زنجبار وجعار كبرى المدن في أبين، ومديرية "باتيس" وقتلوا عددًا من عناصر "اللجان الشعبية" الموالية لهادي، وخصصوا مكافأة مالية لمن يقتل قائدها عبداللطيف السيد.
ومن جهة أخرى، كشف مصدر لـ"الحياة" أن أنشطة الجماعات المتطرفة، مثل تنظيمي "داعش" و"القاعدة" بدأت تنشط بشكل ملحوظ في المحافظة الواقعة في جنوب اليمن، لافتًا إلى أن غياب انتشار الأجهزة الأمنية عن القيام بدورها أدى إلى تزايد أعداد هذه الجماعات وتمكنها من ممارسة أعمالها المشبوهة.
إلى ذلك، تمكنت القوات السعودية يومي السبت والأحد، من قتل وجرح أكثر من 200 مسلح، بينهم قياديون، في هجوم فاشل، إثر قيام القوات السعودية بعمل كمين محكم وعملية نوعية، بعد أن قامت ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح بإطلاق قذائف الهاون والكاتيوشا على إحدى نقاط حرس الحدود السعودية. وتمكنت القوات البرية وحرس الحدود في نجران وجازان من قتل وجرح أكثر من 200 مسلح في الاشتباكات. وشوهد عدد من الأطفال والمسلحين وهم يجرون عدداً من القتلى والمصابين من موقع الاشتباكات.
وكثفت طائرات التحالف غاراتها على مواقع متفرقة في محافظات صعدة وحجة وحرض الحدودية. وأشارت مصادر لـ"الحياة" إلى أن القوات السعودية تمكنت من تدمير 13 راجمة صواريخ كانت تستعد لإطلاق قذائف على الحدود السعودية وقتل جميع من كانوا بالقرب منها. واستهدفت غارات التحالف مخابئ في مرتفعات قحزة ومعسكراً للمسلحين في محافظة صعدة.
وقال مسؤول كبير في الحكومة اليمنية إن السلطات الشرعية لن تذهب إلى جنيف ما لم يلتزم الانقلابيون باتخاذ إجراءات لبناء الثقة وفي مقدمتها الإفراج عن وزير الدفاع محمود الصبيحي، وجميع المعتقلين السياسيين، إضافة إلى رفع الحصار عن مدينة تعز.
في الأثناء أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال استقباله وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي الموقف التاريخي لدولة الإمارات تجاه دعم اليمن وشعبه والتزامها الداعم للشرعية، بما يكفل عودة الأمن والاستقرار لليمن وصون سيادته ووحدته.
كما دانت الإمارات بشدة جريمة اغتيال محافظ عدن جعفر محمد سعد وعدد من مرافقيه أمس بتفجير سيارة مفخخة في استهداف موكبه الأحد تبناه تنظيم داعش الإرهابي أمس. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن هذه الجرائم لن تثبط من عزم الإمارات على عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن.
وعبّر مصدر في وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية لجريمة اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد، وعدد من مرافقيه اليوم (الأحد)، إثر استهداف موكبه بسيارة مفخخة أثناء ذهابه إلى مقر عمله. ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" (واس) عن المصدر قوله إن يد الغدر والخيانة التي طالت الأبرياء اليوم في عدن لن تثني جهود دول التحالف في دعم الحكومة الشرعية في اليمن وإعادة الأمن والاستقرار لربوع اليمن الشقيق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر