أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السبت، قرارًا جمهوريًا بتعيين ثلاثة مستشارين رئاسيين، هم حيدر أبو بكر العطاس، وأحمد عبيد بن دغر، وعبد العزيز أحمد جباري، حسبما أفادت به وكالة الأنباء اليمنية.
ويعد العطاس, أول رئيس وزراء في دولة الوحدة التي قامت بين الشطرين الشمالي والجنوبي عام 1990، كما يعد من أبرز الشخصيات القيادية الجنوبية.
وأوضحت مصادر يمنية أن تعيين العطاس يكشف عن دور مستقبلي سيلعبه على مستوى الساحتين اليمنية والجنوبية. بينما يمثل الدكتور بن دغر الجناح المنشق عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام وهو نائب رئيس الحزب. ويعتقد مراقبون أنه إلى جانب القيادات المنشقة الأخرى سيكون له دور مهم في المرحلة المقبلة على صعيد إعادة صياغة الحزب بما يتوافق والشرعية، بينما يمثل جباري الوجهات السياسية المناوئة للحوثيين من المناطق الشمالية والزيدية.
وأمضى نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح، السبت، ساعات عدة في عدن للمرة الأولى منذ غادر إلى الرياض، بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها قبل حوالي أسبوعين. وتزامنت عودته مع انهيارات متسارعة لمسلحي "الحوثيين" والقوات المتحالفة معها في جبهات عدة، في أبين ولحج وتعز، وتقدم للقوات الشرعية وعناصر"المقاومة الشعبية" مدعومة بغارات متواصلة لطيران التحالف العربي على مواقع الجماعة وخطوطها الأمامية.
وأكد وزير الخارجية رياض ياسين لوسائل الإعلام، أن أعضاء الحكومة "سيتوافدون إلى عدن في الأيام المقبلة، بعدما شهدت الأوضاع الأمنية فيها استقرارًا واضحًا، وبعد تحريرها من "الميليشيات الحوثية"، وبدأ عدد كبير من المسؤولين يمارسون عملهم من داخل الأراضي المحررة.
وأعلنت مصر تمديد تفويض "ستة أشهر" يتيح نقل "العناصر اللازمة من القوات المسلحة للدفاع عن الأمن القومي وأمن الخليج والبحر الأحمر ومضيق باب المندب".
وذكر بحاح في أول تصريح لدى وصوله إلى عدن مع عدد من الوزراء على متن طائرة سعودية، أن عودته "جزء من تحرير عدن وتطبيع الحياة فيها"، ولفت إلى أن أول ما سيعمله هو زيارة الجرحى في مستشفيات المدينة، وبيّن مصدر حكومي رفيع المستوى أن العودة هدفها "متابعة سير العمليات العسكرية ضد الحوثيين والإشراف على أعمال الإغاثة الإنسانية والتهيئة لنقل مقر الحكومة الموقت من الرياض إلى عدن".
وبيّن أن "الحكومة ستقوم بتعزيز قدرات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لوضع نهاية سريعة لما تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح في مختلف محافظات الجمهورية"، مضيفاً أنها "ستبدأ من الآن في وضع اللبنات الأولى لإعادة تأسيس قوات الجيش والأمن وفق أسس وطنية".
وصرّح بحاح بأن "نحو 20 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية الطارئة و15.2 مليون لا يجدون سبيلاً للوصول إلى الرعاية الصحة الاولية وأكثر من 20 مليون شخص يفتقرون إلى المياه النظيفة، بالإضافة إلى أكثر من مليون يمني مشرد"، لافتاً إلى أن "الحكومة تولي برامج التأهيل وإعادة الإعمار والبناء للمناطق المتضررة في أرجاء البلاد، أهمية متساوية وعاجلة".
وأعلنت مصادر أن القوات الحكومية ومسلحي "المقاومة الشعبية"، استعادت مناطق في زنجبار عاصمة محافظة أبين، بعد يوم من تقدمها شرق عدن. وأضافت أنها "سيطرت على مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم في منطقتي الكود ودوفس بعد معارك ضارية، بالتزامن مع تواصل المواجهات في مدينة لودر وعلى مختلف الجبهات في محافظات لحج وتعز ومأرب".
وأفادت مصادر أنّ "المقاومة" صدت هجومًا للحوثيين في جبهة المسيمير في محافظة لحج استهدف فك الحصار عن معسكر "لبوزة"، وأكدت أن "عشرات الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى وأُجبر المتبقون على التراجع"، وأن المواجهات "ما زالت مستمرة في محيط قاعدة العند الجوية وفي مناطق أخرى متفرقة في محافظة لحج".
وأبرزت المصادر ذاتها أن المقاومة والقوات الموالية للحكومة الشرعية استعادت السيطرة على المناطق كلها في مديرية مشرعة وحدنان الواقعة في جبل صبر في محافظة تعز، وتقترب من موقع جبل العروس المطل على المدينة.
وذكرت المصادر أن المواجهات ما زالت مستمرة في أحياء "الحصب والمرور والنقطة الرابعة وحوض الأشراف"، في ظل قصف مدفعي وصاروخي متبادل، كما أشارت إلى أن طيران التحالف شن عدداً من الغارات على مواقع عسكرية تابعة للواء 35 مدرع في منطقة مفرق المخا غرب المدينة.
وكشفت مصادر قبلية في محافظة شبوة، عن أن ستة "حوثيَّيْن" على الأقل قتلوا في هجوم لمسلحين مناهضين للجماعة في مديرية بيحان، أعقبه اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة وادي خير، غرب المديرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر