أكّدت كوريا الشمالية, على أنها قادرة, على محو مانهاتن "Manhattan" عبر إرسال إحدى القنابل الهيدروجينية على صاروخ باليستي إلي قلب نيويورك، في أحدث تطاول من سلسلة التهديدات السافرة, وعلى الرغم من أن هناك العديد من الأسباب للاعتقاد بأن نظام كيم جونغ أون يبالغ في قدراته التقنية، وقرع الطبول شبه اليومي متفاخرًا، نجد تحذيرات من بيونغ يانغ تُؤكّد غضب النظام من الجهود الرامية إلى إحباط طموحاتها, الأمر الذي دفعها لأن تعلن في بيان رسمي لهيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية, بإنّه, " إذا واصلت كوريا الشمالية القيام بهذه الإستفزازات على الرغم من التحذيرات الصارمة التي أدلى بها جيشنا، فإنه أمر لا مفر منه بالنسبة لنا لطرح إستجابة صارمة قد تُؤدي إلى تدمير نظام بيونغ يانغ " بحسب ما كشفت عنه وكالة يونهاب Yonhap"" للأنباء.
القنبلة الهيدروجينية التي تمتلكها كوريا الشمالية تُعَد أكبر من تلك التي قام بتطويرها الإتحاد السوفيتي, وفقًا لما ذكره اليوم الأحد موقع"DPRK Today" الإخباري على الإنترنت المملوك للدولة، والذي نقل عن عالم نووي يدعي تشو هيونغ ايل بأنه إذا تم تركيب هذه القنبلة على صاروخ باليستي عابر للقارات, وسقط على مانهاتن "Manhattan" في مدينة نيويورك، سوف تتسبب في مقتل جميع الأشخاص هناك على الفور, وتتحول المدينة إلى رماد.
وكان غريبًا إختيار ذلك الموقع الإلكتروني لإصدار مثل هذا الإعلان، خاصةً وأنه يتناول أيضًا تقارير حول تربية الأرانب و المدارس الداخلية, وأضاف التقرير أيضاً بأن القنبلة الهيدروجينية التي طورها الإتحاد السوفيتي في الماضي كانت قادرة على تحطيم نوافذ البنايات على جيفري لويس مسافة 1,000 كيلومتر، كما أن الطاقة الحرارية قوية بما يكفي للتسبب في حروق من الدرجة الثالثة في نطاق 100 كيلومتر.
وأمر كيم جونغ أون في كانون الثاني / يناير بإجراء الإختبار النووي الرابع لكوريا الشمالية، والذي تشير المزاعم بأنه لقنبلة هيدروجينية وليس قنبلة ذرية عادية, ولكن أغلب الخبراء يُشكّكون في هذه المزاعم قائلين بأن الموجات الزلزالية الناجمة عن الإنفجار مماثلة لتلك التي تسببت فيها الإختبارات الثلاث السابقة التي أجرتها كوريا الشمالية.
وأشرف بعدها كيم في شباط / فبراير على إطلاق ما قالت عنه كوريا الشمالية, بأنه صاروخ لوضع القمر الصناعي في المدار، ولكن ذلك يعتبر على نطاق واسع جزء من برنامج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، في ظل التقدم الذي حققته كوريا الشمالية في برنامج الصواريخ العابرة للقارات، بما يجعل الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية هدفًا يُمكن الوصول إليه وفقًا للخبراء, إلّا أنه لم يكن هناك ما يشير إلى قدرة كوريا الشمالية على ضرب الساحل الشرقي.
وشكك العديد من الخبراء أيضاً في " الرأس الحربي المصغر " الذي كشف عنه كيم الأسبوع الماضي خلال زيارة إلى مصنع للأسلحة النووية، قائلين بأنه لا يبدو صحيحًا، ولكن مدير برنامج منع الانتشار النووي لشرق آسيا في معهد ميدلبري"Middlebury" للدراسات الدولية في مونتيري "Monterey", جيفري لويس, ذكر بأنها لا تُشبه أسلحة الولايات المتحدة، كما يصعُب تحديد ما إذا كانت نموذج غير قابل للتصديق, أم أن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية تبدو مختلفة عن تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة, أو الإتحاد السوفيتي.
ويزداد نظام جونغ أون كيم شراسة بإطلاق صواريخ في بحر اليابان، والمعروف أيضا بإسم بحر الشرق، فضلاً عن إصدار تهديدات جديدة أو إستنكار كل يوم تقريبًا، وذلك مع الإدانة الدولية إلى تحركات كوريا الشمالية والتي بلغت ذروتها في عقوبات الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.
وتتزامن هذه العقوبات مع تدريبات الربيع السنوية ما بين القوات المسلحة للولايات المتحدة و كوريا الجنوبية، والتي تعتبرها بيونغ يانغ"Pyongyang" تمهيدًا للقيام بغزو، وتقول بأن المناورات الحالية هي معادية بشكلٍ خاص لأن القوات الخاصة يمارسون "الضربات الإطاحة " لقيادات النظام وتفريغ المواقع النووية والصاروخية.
وسبق وأن أمر "كيم" بإجراء المزيد من الإختبارات النووية، في الوقت الذي حذّر فيه الجيش الشعبي الكوري الشمالي في بيان أمس السبت بأنه سيواجه تلك المناورات بتوجيه ضربة خاطفة فائقة الدقة على النمط الكوري، وفقًا لما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية, وهو ما دفع وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إلى حث بيونغ يانغ على الكف عن تهديداتها وإستفزازاتها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر