تمكنت دراسة علمية دولية من التوصل إلى علاج فعال يقضي على السرطان لدى المرضى الميؤوس من حالتهم، حيث يتألف من مزيج قوي جديد من العقاقير.
وحققت التجارب العلمية التي يقودها علماء بريطانيون نتائج مذهلة، حيث تضمنت شفاء أكثر من نصف المرضى الذين يعانون من سرطان الجلد المتقدم، كما شهدت انكماش الأورام الخبيثة، والسيطرة عليها باستخدام الأدوية.
وصرَّح رئيس علم الأورام الطبية في مركز "ييل" للسرطان في الولايات المتحدة، روي هربست، بأنّ العقار الذي يعتمد على نظام المناعة في الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية، سيستخدم كبديل للعلاج الكيميائي، كعلاج موحد للسرطان في غضون خمسة أعوام.
وأضاف هربست: "أعتقد أننا نشهد نقلة نوعية في طريقة علاج الأورام، وتكمن إمكانية البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، والشفاء الفعال وراء هذا العقار الجديد".
ووجد الباحثون في الدراسة العلمية الدولية التي أجروها على المتطوعين، أنه تم علاج 945 مريض بسرطان الجلد المتقدم باستخدام عقاقير "ipilimumab وnivolumab"، التي تمكنت من كبح جماح الخلايا السرطانية ومنعها من التقدم لمدة عام تقريبا في 58٪ من الحالات، مع استقرار الأورام أو تقلصها في مدة متوسطها 11 شهر ونصف.
بينما كشفت التجربة عن استقرار الأورام أو تراجعها بنسبة في مدة متوسطها شهرين ونصف في الحالات التي تلقت"ipilimumab" بنسبة 19٪، وذلك وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة "نيو انغلاند" للطب.
وأوضح الأخصائي في مستشفى "رويال مارسدن" وأحد المحققين الطبيين الرئيسين في بريطانيا، جيمس لاركن، أنَّ "العقارين معًا تمكنا من كبح جماح الخلايا السرطانية على نحو فعال، وتنبيه الجهاز المناعي للتعرف على الأورام التي لم يتمكن من كشفها سابقا وتدميرها".
وتابع لاركن: " على صعيد العلاجات المناعية، لم نشهد قط معدلات انكماش الأورام التي تتجاوز نسبة 50٪، وهي نتيجة هامة توصلنا إليها، وأعتقد أن هذا النهج المتبع في العلاج سيكون له مستقبل كبير لعلاج السرطان".
واعتمدت الخدمات الصحية البريطانية عقار "Ipilimumab " كعلاج لسرطان الجلد المتقدم العام الماضي، حيث يتم إعطاء الدواء عن طريق الوريد كل ثلاثة أشهر ويتكلف حوالي 150 ألف دولار لمدة عام، أما عقار "Nivolumab" فيتم إعطاؤه كل أسبوعين حتى يتوقف عن العمل.
وذكرت كبيرة مسؤولي المعلومات العلمية في معهد أبحاث السرطان في بريطانيا، الدكتورة آلان ورسلي، أنَّ الجمع بين عقار "ipilimumab" و عقار "nivolumab" يمثل لكمة قوية جدًا لسرطان الجلد المتقدم.
وأضافت: " تتمكن هذه الأدوية معًا، من إطلاق سراح مكابح جهاز المناعة لوقف قدرة الخلايا السرطانية على الانتشار، والتي كانت تختفي عن جهاز المناعة، ولكن الجمع بين هذه العلاجات سيزيد من احتمال الآثار الجانبية الشديدة، وتحديد المرضى الذين سيتمكنون من تحقيق الاستفادة القصوى من العلاج، سيكون المفتاح لتحقيق أفضل النتائج ضد هذا المرض".
يشار إلى أنَّ الآثار الجانبية ستشمل التعب والإرهاق، والطفح الجلدي والإسهال,وحذرت عميدة كلية الطب في جامعة باكنغهام، وأحد أخصائيين الأورام البارزين كارول سيكورا، من النتائج والإنجازات الخارقة التي توصل إليها أحدث الاكتشافات العلمية.
وقالت سيكورا: "يعرف نظام المناعة بقدرته على التأثير على بعض أنواع السرطان عندما يتم تحفيزه على مدى السنوات الـ100 المقبلة، ولكن الأمر لا يزال يحتاج إلى المزيد من الدراسة".
وبيّنت: " قد تشكل النتائج الحالية التي كشفت عنها أحدث الدراسات العلمية في شيكاغو، وتتحدث عنها وسائل الإعلام أمرًا محزنًا للغاية بالنسبة للمرضى، الذين يعتقدون أنه سيتم الشفاء من السرطان غدًا، الأمر ليس بهذه السهولة وما زال أمامنا الكثير لنتعلمه".
وتابعت: "تؤدي هذه العلاجات المناعية المكلفة إلى إطالة أمد البقاء على قيد الحياة، وغالبا ما تكون مسألة أسابيع أو أشهر، وعلينا إجراء محاولات لجعل مفعولها طويل الأمد قدر المستطاع، وهو الأمر الذي يجب أن يكون على رأس أولوياتنا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر