لم تلتزم ميليشيات "الحوثي" وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه صباح اليوم السبت بجهود اللجنة المشتركة المكلفة بمراقبة الهدنة والذي كانت مقررة أن تبدأ عصرأ. وأفادت مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي وقوات صالح خرقت الاتفاق ولم تفتح الطرق بموجب الاتفاق المعلن، في حين التزم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بوقف إطلاق النار.
وكانت لجنة التهدئة في محافظة تعز وقعت مع ممثلي الأطراف المتحاربة، على اتفاقية الهدنة وفتح الطرق من والى داخل مدينة تعز، وقضى الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار ومنع كافة أشكال الأعمال العسكرية بما فيها إرسال التعزيزات والحشد والانتشار، إلى جانب فتح كافة الطرق من والى داخل مدينة تعز، وأهم الطرق الواصلة بين تعز والمحافظات الأخرى هو طريق "الحوبان" وطريق الحديدة ابتدءاً من الساعة الثالثة من عصر ذات اليوم، وفتح كافة الطرق الموصلة بين جميع مديريات المحافظة، وعدم اعتراض النقاط الأمنية لتحركات وتنقلات المواطنين والسيارات والبضائع.
هذا وعلمت "المغرب اليوم" أن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية تمكنت من إحباط عمليات نقل أسلحة كانت ميليشيا الحوثي وصالح يسعون لتنفيذها اليوم السبت، وأكدت المصادر أن طائرات التحالف نفذت غارتين جويتين على مخازن أسلحة تابعة لميليشيا الحوثي وقوات صالح في جبل الخيرة بمديرية جبل عيال يزيد جنوب غرب محافظة عمران الواقعة على بعد 50 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة صنعاء.
وأوضحت المصادر أن الغارات الجوية استهدفت المخازن في الوقت الذي كانت فيه الميليشيا وقوات صالح تسعى لنقل أسلحة وعتاد عسكري من هذه المخازن إلى جبهات القتال في مديرية نهم بمحافظة صنعاء ومحافظتي الجوف وتعز.
وقد اندلعت مواجهات عنيفة اليوم السبت بين ميليشيا الحوثي وقوات صالح مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة البيضاء وسط اليمن، وقالت مصادر محلية في المحافظة أن تبادل كثيف لإطلاق النار والقصف المدفعي بين الطرفين يدور بين الطرفين في المناطق الحدودية للبيضاء مع محافظة مأرب.
وأوضحت المصادر أن المواجهات تركزت في منطقة "عبل الوهبية" التابعة لمديرية السوادية على الحدود الجنوبية مع مديرية العبدية، مشيرة إلى أن الحوثيين يسعون للتقدم باتجاه محافظة مأرب عبر المنفذ الحدودي لها مع محافظة البيضاء، غير أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تصدت لهم وتمكنت من دحر الميليشيا إلى مناطق متأخرة كانت قد تجاوزتها.
وفي محافظة شبوة شرق اليمن قالت المصادر المحلية أن ميليشيا الحوثي وصالح خرقت الهدنة بين الجانبين، وقامت بإطلاق عدة صواريخ "كاتيوشا" استهدفت مناطق المقاومة والجيش الوطني، وبخاصة في مديرية عسيلان شمال شبوة، وقالت المصادر إن قصف مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالكاتيوشا جاء في أعقاب قصف مدفعي مكثف استهدف ذات المواقع في "وادي خريم" في منطقة الصفراء في عسيلان.
هذا وتمكنت قوات المقاومة والجيش من أسر عدد من الحوثيين، اليوم السبت، قاموا بالتسلل إلى مواقع الجيش والمقاومة في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.
ونقل موقع "اليمن العربي" عن مصادر ميدانية قولها: إنه تم أسر 7 حوثيين حاولوا التسلل إلى مواقع الجيش والمقاومة في نهم ، مشيرة إلى أنه تم نقلهما إلى مأرب".
واليوم دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جميع الأطراف اليمنية إلى تقديم مزيد من التنازلات خلال مفاوضات الكويت المقرر انطلاقها بعد غد الاثنين.
وسبق أن أعلن أمام مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة أنه “لم نكن يوما قريبين إلى هذا الحد من السلام”. وحول مصير الرئيس المخلوع صالح، أكد ولد الشيخ أحمد، أن مصيره “سيحدده اليمنيون بأنفسهم في مرحلة ما بعد تحقيق السلام في البلاد”، مشيرا إلى أن “موضوع رفع اسم صالح من قائمة عقوبات مجلس الأمن لم يتم طرحه للمناقشة”.
وأعرب الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، رئيس وفد الجماعة إلى محادثات الكويت اليمنية التي تنطلق بعد غد، عن اعتقاده بأن بإمكان دولة الكويت وقيادتها ان تلعب دوراً بارزاً في صناعة السلام في اليمن، مطالباً بوقف الحرب لتسهيل إجراء الحوار.
وانتقد المواقف الإيرانية معتبراً أن "تجيير ايران ما يجري في اليمن ضمن صراع المنطقة ليس مقبولاً من أحد"، مبدياً الاستعداد "لحل عادل لقضية الجنوب وقضية صعدة وان يتفق اليمنيون على شكل الدولة الاتحادية".
وكشف عبدالسلام في حوار مع صحيفة "الراي" الكويتية ، عن أن المحادثات التي جرت في السعودية بين الجماعة والحكومة السعودية حققت نتائج جيدة، وأوضحنا للمملكة ما يستغله البعض من تخويف مبالغ فيه من علاقاتنا الخارجية ومشروعنا، ووجدنا تفهماً منهم لكثير من القضايا التي نطرحها، مضيفاً ان مطلبنا هو ان تكون هناك سلطة توافقية في مرحلة انتقالية محددة يتم خلالها البت في كل مسائل الخلاف السياسي المتعلق بمخرجات الحوار الوطني، معرباً عن استعداد جماعته لتسليم السلاح الثقيل الى الدولة.
ودعا رئيس الحكومة اليمنية،أحمد عبيد بن دغر، اليوم السبت، الى مضاعفة أعمال الإغاثة في البلاد،مشيداً بدور مركز الملك “سلمان بن عبد العزيز”في هذا الجانب”.جاء ذلك خلال نقاشه مع عبدالرقيب فتح، وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة، طبيعة الجهود الكبيرة التي يبذلها المركز والأعمال الإنسانية وإسهامه في رعاية أسر الشهداء ومعالجة الجرحى وإيصال المساعدات الى كافة محافظات الجمهورية، خاصة المحافظات الأكثر ضرراً ،حسب وكالة سبأ الرسمية للأنباء”.
وأشاد بن دغر برئيس لجنة الإغاثة في اليمن وفريق عمله، وطالبهم بمضاعفة الجهود في المرحلة المقبلة. كما استمع إلى تقرير عن أنشطة الإغاثة المقدمة خلال الفترة السابقة و الإتجاهات الجديدة لعام ٢٠١٦ وفقاً للبرنامج الوطني للإغاثة الإستراتيجية الوطنية،خصوصاً فيما يتم التمكين الاقتصادي و إعادة الحياة الطبيعية في مختلف المحافظات”.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر