سجلت غرف العمليات في اليمن سلسلة خروفات للهدنة المعلنة منذ الساعة 12 منتصف ليل الاثنين من قبل ميليشيات الحوثيين واتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح رغم توقيع الطرفين المتمردين على اتفاق الهدنة وأكد المجلس العسكري في محافظة تعز اليمنية أكثر من 12 خرقا في الساعة الأولى من سريان الهدنة الممهدة للمشاورات التي ستجرى في الكويت بتاريخ 18 إبريل 2016.
وأكد مسؤول عسكري صمود الهدنة على رغم "اعتداءات" المتمردين، بينما حضت الأمم المتحدة على تثبيت الاتفاق تمهيدا للبحث عن حل سياسي خلال مباحثات ترعاها، الأسبوع المقبل.وقال المجلس العسكري في تعز في بيان: "إنه وبرغم التزام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بوقف إطلاق النار، منذ بدء سريانه امتثالاً لتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلا أن المليشيات الانقلابية ممثلة بالحوثيين وقوات صالح، خرقت الهدنة من اللحظة الأولى في كل الجبهات"
وأضاف: "إننا نؤكد أنه وبرغم استمرار الخروقات الممنهجة التزامنا بوقف إطلاق النار من حيث عدم الهجوم، وتمسكنا بحقنا في الدفاع والرد على مصدر النيران". وأشار البيان إلى أن الخروقات التي ارتكبتها المليشيا الانقلابية جميعها خاصة بالأهداف العسكرية، وليس المدنية التي لم يدرجها الرصد في عمليات قصف مكثف بالأسلحة الثقيلة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في كل الجبهات، ومحاولات تقدم على الأرض تم التمهيد لها بكثافة نارية مقصودة .
ورصد نشطاء عبر كاميرات نصبت لتوثيق خروقات الانقلابيين عدة قذائف بينها صواريخ كاتيوشا أطلقت من مواقع المليشيات وقذائف دبابات ومدفعية هاون نحو أهداف عسكرية ومدنية بينها مستشفيات تعز المركزية ومستشفى الروضة الذي يستقبل العدد الكبير من إصابات المدنيين والمقاومين.
وفي محافظات البيضاء والضالع وحجة ومأرب والجوف وشبوة خرفت المليشيات الهدنة من خلال عمليات قصف على مواقع مدنية وعسكرية تابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وكان ممثل لحزب المخلوع صالح يحيى دويد وممثل المليشيات الحوثية مهدي المشاط مدير مكتب زعيم المليشيات، قد وقعا على وثيقة وقف إطلاق النار الأمر الذي يكشف عدم التزام طرفي الانقلاب بأية اتفاقات مع أي طرف حتى ولو كانت الأمم المتحدة هي راعية هذا الاتفاق.
وفي جنيف 2 التزمت مليشيات الحوثي صالح الانقلابية، بإطلاق سراح عدد من المعتقلين من كبار قادة مؤسسات الدولة، لكنها حين عادت إلى صنعاء نكثت بهذا الالتزام ولم تطلق سراح وزير الدفاع ووكيل جهاز الأمن السياسي وأحد كبار قادة الجيش اليمني الذين تعتقلهم منذ دخولها عدن العام الماضي، أحدهم شقيق الرئيس هادي اللواء ناصر هادي وكيل جهاز المخابرات، واللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع، والعميد فيصل رجب قائد أحد ألوية الجيش الوطني.
وفي محور صنعاء قال المتحدث باسم المقاومة الشعبية عبد الله الشندقي، في بيان تلقت " اليمن اليوم" نسخة منه: إن مليشيات الانقلاب الحوثي صالح خرقت الهدنة بقصف مواقع الجيش الوطني في نهم، وبعد ذلك قامت بالهجوم على جبل الهدياني وأضاف الشندقي: إن الجيش الوطني والمقاومة تصدوا للهجوم ومنيت المليشيات بخسائر في الأرواح والمعدات العسكرية، حيث قتل أربعة من عناصر الانقلاب وجرح آخرون في حين سيطرت المقاومة على جبل القناصين الذي اتخذت منه المليشيات منطلقا للهجوم.
وكشفت المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء وسط اليمن عن خسائر فادحة في صفوف قيادات ميليشيا الحوثي وصالح خلال المواجهات التي دارت في الا سبوعين الاخيرين في المحافظة .وأكدت المقاومة مصرع 10 من القيادات الميدانية لمليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح خلال اسبوعين فقط في جبهات المواجهة بمنطقة الوهبية مديرة السوادية في المحافظة
وعلى رغم خروقات على جبهات عدة، أكد رئيس أركان الجيش الوطني، اللواء محمد علي المقدشي، صمود وقف إطلاق النار وقال: "الهدنة لم تنهر، ونأمل أن توقف الميليشيات الاعتداءات وتلتزم بوقف إطلاق النار".
وأشار إلى أن المتمردين خرقوا الاتفاق، خصوصا في محافظة تعز (جنوب غرب) ومأرب (شرق صنعاء) ومحافظة الجوف (شمال).
وأعلنت الأمم المتحدة أن هناك التزاما قويا بوقف الأعمال القتالية في اليمن رغم تسجيل خروقات في بعض المناطق. وفي بيان تلاه المتحدث باسم المجلس في نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أطراف الصراع في اليمن إلى الالتزام بالهدنة, التي قال إنها تبدو متماسكة.
وبحث الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات فى مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد العزيز حمد العويشق في الرياض الاثنين، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بمشاركة مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون لدى اليمن الدكتور صالح القنيعير، تطورات الأوضاع فى الجمهورية اليمنية. وتم خلال اللقاء بحث الجهود التى يقوم بها المبـعوث الأممى للتحضير والإعداد لمحادثات السلام التى ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية التى ستستضيفها دولة الكويت فى 18 أبريل الجارى من أجل الوصول إلى حل سلمى للصراع فى اليمن. ورحب الأمين العام المساعد بإعلان وقف إطلاق النار بين أطراف الصراع الذى بدأ تنفيذه اعتبارا من الليلة الماضية، مؤكدا أهمية التزام الأطراف اليمنية باستمراره من أجل إنجاح محادثات السلام. وأكد دعم مجلس التعاون للجهود التى يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ومساعيه الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى اليمن وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطنى وقرار مجلس الأمن 2216، مشيرا إلى الجهود التى تبذلها دول مجلس التعاون فى مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية التى يقوم بتنسيقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتوفير المساعدات الإنسانية فى جميع المحافظات اليمنية من خلال مكتب تنسيق المساعدات الإغاثية والإنسانية المقدمة من دول المجلس لليمن. وأشار إلى الخطوات التى تم اتخاذها للإعداد للمؤتمر الدولى لإعادة الإعمار فى اليمن، حيث عقد أول اجتماع لهذا الغرض فى 13 مارس الماضي، بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون، ويجرى حاليا تحديد احتياجات تعافى الاقتصاد اليمنى وبناء السلام وإعادة الإعمار، تمهيدا لعقد الاجتماع الثانى فى المستقبل القريب. من جهته، أشاد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بالدور الكبير الذى تضطلع به دول مجلس التعاون فى تحقيق الأمن والاستقرار فى اليمن، ودعمها الكبير للجهود الدولية فى إنهاء النزاع وإحلال السلام فى اليمن، معربا عن تقديره للجهود المخلصة التى بذلتها وتبذلها دولة الكويت من أجل إنجاح محادثات السلام بين الأطراف اليمنية
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري إن بلده تدعم وقف إطلاق النار في اليمن والمفاوضات بين مختلف الفرقاء اليمنيين من أجل إيجاد حل للأزمة هناك.وأعرب أنصاري عن أمله في أن يؤدي التوافق بين مختلف الأطراف إلى تحقيق الاستقرار وإنهاء ما وصفها بالكارثة الإنسانية في اليمن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر