أكدت حكومة التوافق الفلسطينية، الجمعة، أنها ستؤجل ذهاب رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله وعدد من وزراء حكومة التوافق الوطني إلى غزة، والتي كانت مقررة السبت المُقبل، حتى إشعار آخر؛ وذلك بسبب التطورات الأمنية الأخيرة في القطاع.
وفجّرت مجموعات إجرامية منازل وممتلكات عدد من قياديي حركة فتح في قطاع غزة بعبوات ناسفة.
واعتبرت الحكومة أنَّ هذا العمل الإجرامي بعيد عن أصالة مجتمعنا الفلسطيني وعن مفاهيمنا الوطنية، وخطير جدًا على صورة القضية الفلسطينية، ويتعارض بشكل مطلق مع جهود القيادة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني في إعادة إعمار غزة، ودمج المؤسسات الوطنية ضمن خطوات حثيثة تمّ اتخاذها لإنهاء الانقسام وإزالة آثاره الكارثية على المجتمع الفلسطني وعلى القضية الفلسطينية.
وأشارت الحكومة إلى أنَّ هذا العمل الشائن من تفجير للبيوت والممتلكات في غزة يأتي على النقيض من مشاريع الحكومة لإعادة إعمار غزة وبناء القطاع على صعيد الاقتصاد والصحة والتعليم ومختلف القطاعات التي تخدم أبناء شعبنا في غزة، وفي ظلّ الانتهاكات الإسرائيلية لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وتحريض الحكومة الإسرائيلية ضد القيادة الفلسطينية على الصعيد الدولي.
وأكدت حكومة الوفاق الوطني على "أنه وبالرغم من محاولات هذه المجموعات الإجرامية من هدم الوطن والهوية والإنسان إلا أنَّ الحكومة ستبقى رغم كل التحديات عند تطلعات أبناء شعبنا من الإيفاء بالاتزاماتها تجاه المواطنين في مختلف المحافظات".
هذا وأعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة تشكيل لجنة تحقيق من الأجهزة الأمنية المختصّة للوقوف على حيثيات التفجيرات التي وقعت الليلة الماضية في محيط منازل وسيارات قيادات في حركة فتح بقطاع غزة.
وذكرت الداخلية في بيان لها، إنه ومنذ اللحظة الأولى لوقوع التفجيرات؛ زارت فرق التحقيق الأماكن المستهدفة لجمع الأدلة وأخذ إفادات الشهود كافةً.
وشدّدت على أنه "لن نسمح بعودة الصراعات الداخلية والفوضى والفلتان إلى غزة، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لذلك، مؤكدة أنَّ الأجهزة الأمنية ستلاحق كل من تورط في هذه الأعمال "الإجرامية" حتى يتم تقديمهم للمحاكمة.
واعتبرت الداخلية ما جرى الليلة الماضية جريمة نكراء تهدف لضرب الاستقرار الداخلي.
وكانت حركة حماس أدانت التفجيرات التي استهدفت منازل ومقرات قيادات حركة فتح في غزة ووصفتها بالحادث الإجرامي.
ودعت حركة حماس الأجهزة الأمنية في القطاع للتحقيق في الحادثة وملاحقة المتطورين وتقديمهم للعدالة.
من جهته، أدان القيادي في حركة فتح وعضو مجلسها الثوري، الدكتور حازم أبوشنب، الجمعة، التفجيرات التي استهدفت منازل قيادات حركة فتح في قطاع غزة ومنصة الاحتفال بذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات في ساحة الكتيبة، مؤكدًا أنَّ الاحتفال بهذه الذكرى سيكون في موعده ولن تسمح حركة فتح للمجرمين بأنَّ يحققوا أهدافهم.
وكشف أبوشنب عن الأهداف التي تسعى لتحقيقها "الفئة المجرمة" التي تبنّت التفجيرات، مؤكدًا أنها تسعى لمنع إحياء حركة فتح والشعب الفلسطيني احتفالات ذكرى الأب الروحي للثورة الفلسطينية ومنع اجتماع الحكومة في غزة المقرّر خلال اليومين القادمين إضافة لمنع وجود قيادات فتحاوية وأي مسؤول حكومي رسمي في القطاع.
وأوضح أبوشنب أنَّ التفجيرات هدفت أيضًا إلى منع عملية استلام المعابر التي كان مقررًا إتمامها خلال وجود مسؤولي وزارة الشؤون المدنية في غزة، إضافة إلى منع الحكومة من استلام مهامها الإدارية في المؤسسات الرسمية والوزارات وتعطيل وربما إلغاء الدور المنوط بالحكومة بما ينعكس سلبًا على إجراءات إنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات الإدارية وبسط الحكومة لسلطتها على القطاع.
وأشار أبوشنب إلى أنَّ التفجيرات تتزامن مع سخونة الأحداث في القدس وسيناء وهي ضربة لجهود فتح ومقاومتها داخل المسجد الأقصى ضد المتطرفين الذين يحاولون غزو الأماكن المقدسة.
وأوضح أبوشنب أنه كان ينوي القدوم إلى غزة لحضور احتفالات ذكرى أبوعمار برفقة عدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري.
علمًا أنَّ أبوشنب حضر مهرجان 2013 وكان حضوره لافتًا رغم غياب الكثير من أعضاء المجلس الثوري الذين كانوا محسوبين على قطاع غزة.
كما اتّهم المتحدث باسم فتح، أسامة القواسمي، حركة "حماس" بتفجير بيوت وممتلكات قيادات حركة فتح في قطاع غزة هذه الليلة، واصفًا هذا العمل بـ"الجبان الدنيء ومنفذيه بخفافيش الليل القتلة المجرمين الذين استباحوا الدماء الفلسطينية والممتلكات وكافة المحرمات"، كما وصف.
وأوضح القواسمي أنَّ زرع وتفجير العبوات الناسفة في منازل المناضلين من قيادات حركة فتح "يؤكد على أنَّ حماس متمسكة باستباحة الدم الفلسطيني وتحديدًا من أبناء فتح المناضلين كما فعلت في صيف العام 2007، وهذا أمر لن يمر ولا يمكن السكوت عنه".
وأكد القواسمي أنَّ هذا العمل الإجرامي يأتي بقرار من أعلى مستوى سياسي في حماس، وأحد أهدافه تخريب الاحتفاء بذكرى ياسر عرفات، لتبرير أنَّ الوضع الأمني لن يسمح.
وأكد القواسمي أنَّ "ما جرى له تداعياته المباشرة والخطيرة على الملفات التي تم تحقيق تقدم فيها كافةً، ولن نقبل بهذا الوضع بتاتًا، لأن ما جرى إجرام وتطرُّف حقيقي نسفًا كاملاً لكل ما تم إنجازه والوصول إليه، ولن تقبل فتح أيّة أعذار أو تفسيرات فارغة من مضمونها، وأنَّ أية محاولة لنقل المسؤولية لجهة أخرى هي محاولة فاشله لن تمر على أحد"، كما قال.
هذا وأدانت فصائل منظمة التحرير التفجير الذي استهدف قيادات حركة فتح في غزة؛ فقد أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة استهداف سيارات ومنازل عدد من قيادات حركة فتح في قطاع غزة، ومنصة مهرجان تأبين ياسر عرفات بالتفجير.
ورأت الشعبية في بيان لها، في هذه التفجيرات تطورًا خطيرًا يمكن أنَّ يقود إلى انزلاق الوضع الداخلي في صراع بعيد عن الصراع الرئيسي مع المحتل، وإلى ما يُشبه الصراع الجاري في بعض البلدان العربية الذي تديره قوى "التطرُّف".
ودعت الجبهة الشعبية جميع القوى إلى تحمّل مسؤولياتها في التصدي لهذه الأعمال "الإجرامية" بوحدة الموقف، وقطع الطريق على الأهداف الكامنة من ورائها ومنها إفشال جهود إنهاء الانقسام وإشغال الساحة الفلسطينية عن مقاومة مشاريع الاحتلال التي تتسارع في القدس والأراضي الفلسطينية كافة.
كما دعت الجبهة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة إلى سرعة التحرُّك والكشف عن مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة، وتحمّل مسؤولياتها في وضع حدٍ لأيّة مجموعات أو تيارات تعتمد العنف طريقًا لتحقيق غاياتها، أو لفرض رؤيتها رأيها حتى لا يُجَر القطاع إلى وضعٍ لا يمكن السيطرة عليه.
وأدانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة التفجيرات الآثمة التي استهدفت عددًا من منازل ومركبات قيادات حركة فتح في قطاع غزة، فجر الجمعة، محذرة ممآلات خطيرة للوضع الداخلي في ظل العبث بالساحة الداخلية وتعريض وحدة وتماسك القوى والمجتمع للتصدع.
ودعا المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، إلى التمسُّك بالوحدة الوطنية والاستمرار في المصالحة والمضي في مسيرة الجهاد وتوجيه كل الطاقات الشعبية لحشدها في معركة الدفاع عن القدس.
وذكر شهاب صباح الجمعة، إنَّ توقيت هذه التفجيرات الذي يتزامن مع دعوات الغضب إسنادًا لأهلنا المقدسيين وحماية المسجد الأقصى يضع علامات استفهام خطيرة جدًا، مضيفًا: "من فعلوا هذا الفعل الإجرامي يقدمون خدمة كبيرة للعدو".
كما أدانت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني سلسلة التفجيرات التي شهدتها مدينة غزة، والتي استهدفت منازل وممتلكات بعض قيادات ومناضلي حركة "فتح"، واستهدفت المنصة التي أعدت للاحتفال الخاص بإحياء ذكرى الرئيس الفلسطيني والقائد الوطني الكبير ياسر عرفات "أبوعمار".
ووصف الناطق الإعلامي باسم الجبهة في قطاع غزة، أنور جمعة، تلك التفجيرات بالعمليات "الجبانة والمشبوهة" التي تستهدف شق الصف الفلسطيني، وتخريب جهود الوحدة الوطنية، وتفشيل حكومة التوافق الوطني، وتعزيز وتكريس الانقسام، خدمة لمصالح وحسابات حزبية وفئوية ضيقة، وخدمة لأجندات خارجية لا تمت لشعبنا وقضيته الوطنية بصلة.
وطالبت الجبهة حركة حماس بتمكين حكومة التوافق من واجباتها والتزاماتها، وتمكين وزير الداخلية من مهامه وتولي المتابعة الإشراف على عمل الأجهزة الأمنية لتوفير الأمن والأمان لجميع المواطنين، والقضاء على الفوضى والفلتان الأمني.
ودعت الجبهة حركة حماس وحكومتها السابقة إلى تحمُّل مسؤولياتهما عن الكشف عن الجناة، على اعتبار حكومة التوافق لم تتسلم مهامها وخاصة في وزارة الداخلية حتى اللحظة.
وطالبت الجبهة بالضرب بيد من حديد على كل الجهات المشبوهة التي تحاول العبث بالوضع الفلسطيني الداخلي، ودعت إلى تفويت الفرصة على الجهات التي تقف وراء التفجيرات، ووأد الفتنة الداخلية التي تحاول أنَّ تثيرها، وذلك عبر تسريع خطوات إنهاء الانقسام، وتمكين حكومة التوافق من مهامها المنوطة بها.
وبدوره، استنكر حزب الشعب الفلسطيني بشدة سلسلة الانفجارات التي استهدفت منازل وممتلكات لقيادات الصف الأول في حركة فتح في قطاع غزة، وعشية الاحتفال المركزي بذكرى رحيل عرفات.
واعتبر الحزب أنَّ ذلك يمثل نقلة خطيرة تمس وحدة شعبنا الفلسطيني، وتهدد العلاقات الفلسطينية الداخلية كما تعطل مسيرة انهاء الانقسام وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه الأخير، لاسيما في مرحلة حساسة من الصراع مع حكومة نتنياهو والمستوطنين ضد أهلنا في الضفة الغربية، وفي المقدمة منها مدينة القدس.
وختم حزب الشعب الفلسطيني باستنكار وإدانة هذه الأعمال "القبيحة والإجرامية" التي تهدف لحرف المعركة الحقيقية عن المشروع الوطني الفلسطيني، مشددًا أنه يمكن تبرير هذه الأعمال مهما كانت دوافعها بحق المناضلين الفلسطينيين في حركة فتح ونطالب الجهات المختصة بملاحقة ومحاسبة الفاعلين ومن ورائهم.
وأدانت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين التفجيرات التي استهدفت منازل ومقرات قيادات حركة فتح في غزة وتفجير منصة الاحتفال بذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات المقررة في ساحة الكتيبة ووصفتها بالحادث "الإجرامي".
ودعت المقاومة الشعبية في تصريح مقتضب الأجهزة الأمنية في القطاع للتحقيق في الحادثة وملاحقة المتطورين وتقديمهم للعدالة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر