باريس - مارينا منصف
على عكس نتائج الدور الاول، جاءت نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الجهوية في فرنسا حيث فشل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في الفوز بأي منطقة بحسب الارقام الاولية.
وأظهرت النتائج أن حزب الجبهة الوطنية، المناهض للهجرة، بزعامة مارين لوبان، يبتعد عن الفوز في الانتخابات، رغم تقدمه في الجولة الأولى، لتبدد آماله في تحقيق التقدم الذي يصبو إليه.
وخسرت زعيمة الحزب، مارين لوبان، لصالح تحالف يمين الوسط، بحسب الاستطلاعات.
وكان الحزب قد فاز بستة من بين 13 منطقة في المرحلة الأولى قبل أسبوع.
لكن الحزب تراجع، فيما يبدو، إلى المركز الثالث في انتخابات المرحلة الثانية.
وتشير الاستطلاعات إلى أن الحزب الجمهوري (يمين الوسط)، الذي يتزعمه الرئيس السابق نيكولاس ساركوزي، متقدما على الحزب الاشتراكيين الحاكم.
ورحب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بتراجع حزب الجبهة الوطنية.
لكن فالس حذر من أن الخطر الذي يمثله أقصى اليمين لم ينته بعد.
وأكد على أن تقدم الجبهة الوطنية في المرحلة الأولى بالانتخابات تفرض على الحكومة الاستماع للآخرين.
من جانبه، قال ساركوزي إن الظهور القوي للجبهة الوطنية في الانتخابات الاخيرة يجب ان يكون انذارا لكل السياسيين المعتدلين في فرنسا.
وقال الرئيس السابق "إن التصويت التكتيكي لصالح مرشحينا ينبغي ألا ينسينا التحذير الذي مثلته المرحلة الاولى لكل السياسيين."
وأضاف، "علينا الآن ان نبذل الوقت والجهد للخوض في حوارات معمقة حول الامور التي تقلق الناخب الفرنسي الذي يتوقع من اجابات قوية ومحددة."
ولكن زعيمة الجبهة الوطنية أصرت على ان صعود حزبها اليميني المتطرف لا يمكن وقفه.
وقالت مارين لوبان لمؤيديها عقب ظهور النتائج الاولية لانتخابات المرحلة الثانية إن هذه النتائج لن تثني "الصعود المتواصل، في انتخابات بعد انتخابات، للحركة الوطنية المؤيدة لحزبها."
وحيت لوبان ما وصته "بالقضاء التام" على تمثيل الحزب الاشتراكي في المناطق الشمالية والجنوب شرقية التي شهدت التصويت التكتيكي (جيث صوت الناخبون الاشتراكيون لحزب ساركوزي من أجل اقصاء اليمين المتطرف).
وبلغت نسبة المشاركة 50,54 في المئة وفق ما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية في بيان حول النتائج الأولية. وتعد هذه النسبة عالية مقارنة بنسبة التصويت في الانتخابات قبل خمس سنوات والتي كانت 43,47 بالمئة، وكذلك مقارنة مع نسبة المشاركة في الجولة الأولى التي جرت الأحد الماضي وبلغت في نفس التوقيت 43,01 بالمئة.
وفي حال تأكدت هذه النتائج فسوف تمثل خيبة أمل كبيرة لمارين لوبان التي كانت تأمل أن تستغل هذه الانتصارات كنقطة انطلاق للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها عام 2017.
وتشكل الانتخابات الجهوية اختبارا لوزن القوى السياسية في البلاد قبل 18 شهرا من الانتخابات الرئاسية.
وكان حزب الجبهة الوطنية يأمل، بعد نيله أعلى نسبة من الأصوات على المستوى الوطني (28% مع وصول النسبة إلى 40% في الشمال والجنوب)، في الفوز بعدد من المناطق الـ13، مستغلا رفض الفرنسيين للأحزاب السياسية التقليدية العاجزة عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية، والخوف الناجم عن اعتداءات باريس الإرهابية في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقد تسمح سياسة "الجبهة الجمهورية" هذه التي دعا إليها اليسار الحاكم لتشكيل حاجز أمام الجبهة الوطنية، بإنقاذ الأساسيات بالنسبة للأحزاب التقليدية في هاتين المنطقتين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر