يبدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو" وحلفاؤه الاثنين أضخم مناورات منذ أكثر من عقد في استعراض للقوة في البحر المتوسط قبالة الساحل السوري، حيث تعد روسيا لإقامة قاعدة عسكرية في اللاذقية.
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، عن القلق من موجة جديدة من اللاجئين، بسبب معارك حلب بين القوات الحكومية السورية المدعومة بغطاء جوي روسي من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى، فيما أكدت واشنطن أن التحالف الدولي هو الذي قتل ثلاثة قياديين في جماعة "خراسان" في غارة ضربت ريف حلب الخميس.
ويشارك في مناورات الحلف الأطلسي 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية و140 طائرة وأكثر من 60 سفينة على مدى خمسة أسابيع، ويريد الحلف وشركاؤه أن يُظهروا قدرتهم على التحرك في "عالم أكثر قتامة وخطورة"، كما صرّح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون.
ويصل بعض من كبار المسؤولين في التحالف إلى قاعدة جوية في جنوب إيطاليا لحضور استعراض بالطائرات وطائرات مروحية، في ظل تساؤلات عن كيفية التعامل مع خطر روسي لم يعد يقتصر على الجناح الشرقي للحلف.
ووجهت الدعوة إلى روسيا للمشاركة في التدريبات كمراقب، علمًا بأنها أجرت تدريبات شارك فيها أكثر من 45 ألف جندي هذا العام، كما نفّذت مناورات في البحر المتوسط قبل بدء ضرباتها الجوية في سورية.
ويتركّز جزء كبير من جهود الحلف الأطلسي على تأكيد قدرته على ردع روسيا، في وقت يشكّل انهيار ليبيا وصعود "داعش" والحرب الأهلية في سورية وفشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق الاستقرار في جنوبه، مشكلات للحلف ولتركيا وهي أحد أعضائه ولها حدود مشتركة مع سورية والعراق، ويختبر التدخُّل الروسي في سورية قدرة "الناتو" على ردع موسكو من دون السعي إلى مواجهة مباشرة.
وذكّر رئيس الوزراء التركي بعد لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في إسطنبول الأحد بأن إقامة منطقة آمنة في شمال سورية هي اقتراح دعت إليه أنقرة منذ فترة طويلة لكنه لم يحصل على تأييد دولي.
وحذّر من أن المعارك الأخيرة حول مدينة حلب في شمال سورية، تهدد بموجات هجرة ضخمة، مشيرًا إلى أن بعض الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني يضغطون على حلب ما يؤدي إلى تصاعد القتال، إضافة إلى الضربات الجوية التي تشنُّها روسيا.
وأضاف: "أود أن أحذر في شأن حلب، فالأمر يثير القلق الشديد وعلينا أن نضمن عدم حدوث موجات جديدة من الهجرة من سورية"، وشدّدت مركل على أهمية أن لا تنطلق موجة جديدة من اللاجئين من حلب.
وكان الطيران الروسي ركّز غاراته في الأيام الأخيرة على جنوب حلب لدعم قوات النظام السوري و"حزب الله" وعناصر إيرانية للتقدُّم في شمال سورية قرب تركيا.
وأكد "المرصد السوري" لحقوق الإنسان الأحد، أن المعارك مستمرة في ريف حلب الجنوبي وسط تقدُّم لقوات النظام في المنطقة، وأنباء عن سيطرته على مناطق جديدة في الريف ذاته.
ودعت "غرفة عمليات فتح حلب" التي تضم كبرى فصائل المعارضة إلى النفير العام للدفاع عن حلب، وكان عدد من فصائل المعارضة بينها "السلطان مراد" بث صور لتدمير دبابات وآليات لقوات النظام في ريفها.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الأحد مقتل زعيم "مجموعة خراسان" التي تضم قدامى العناصر من تنظيم "القاعدة".
وأشارت الوزارة إلى أن السعودي المكنى بـ "سنافي النصر"، واسمه الكامل عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ قُتِل في غارة في شمال غربي سورية الخميس.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر في بيان أن هذه العملية توجّه ضربة قوية إلى خطط مجموعة "خراسان" لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها.
إلى ذلك، بدأ الأحد إدخال إغاثة ومساعدات طبية إلى بلدتَيْ الفوعة وكفريا في شمال غربي سورية، ومدينة الزبداني في ريف دمشق، وفي شكل متزامن، تنفيذًا لاتفاق هدنة رعته إيران وتركيا الشهر الماضي، وفق مصادر محلية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر