بغداد - نجلاء الطائي
أكد مسؤولون عراقيون أن القوات العراقية حققت مكاسب جديدة، وزادت من الضغط على مقاتلي داعش في المعركة الأخيرة في المجمع الحكومي السابق وسط الرمادي، مع تفوق عددي لصالح قوات مكافحة "الإرهاب" العراقية وقوات الجيش، ودعم الغارات العراقية الأمريكية المشركة، رغم صعوبة التقدم على جبهات القتال نظرا لمئات الكمائن والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية التي يشنها التنظيم لاستعادة السيطرة على المدينة.
وتبعد الرمادي نحو 60 ميلا غرب بغداد، وهي عاصمة محافظة الأنبار، وأكبر مقاطعة تتشارك في الحدود العراقية مع سورية والأردن والسعودية، ويعزز الانتصار في المعركة صمود الجيش العراقي، الذي انهار بعد سيطرة داعش على أجزاء واسعة من البلاد في تموز/يونيو 2014.
وأبلغ عضو مجلس محافظة الأنبار رجا بركات بـ"وصول القوات إلى أبواب المجمع بعد السيطرة على ثلاثة مباني مجاورة له"، كما أكد مسؤول كبير في الوحدة الثامنة في الجيش العراقي "خلفت المعارك الأخيرة حول المجمع الحكومي العديد من القتلى بين صفوف داعش، وجرح سبعة من قواتنا في هذا الاشتباكات، نتيجة انفجار الألغام".
وقتل على الأقل خمسة عناصر في القوات الأمن منذ يوم الجمعة، وعلى الرغم من عدم كشف الحكومة عن حصيلة الضحايا في الرمادي، فإن التقديرات تقول إن 400 مقاتل من داعش مازالوا في الرمادي، وقتل الكثير منهم منذ بدء العملية، فيما ذكرت القوات العراقية أن نحو 50 من مقاتلي داعش قتلوا في الساعات الـ 48 الماضية وحدها.
وتعرضت الدفعة الأولى للقوات العراقية إلى مقاومة محدودة في الرمادي، لكن مقاتلي داعش عززوا دفاعاتهم حول المجمع الحكومي، وزرعت كل الطرق والمواقف المهجورة بالمتفرجات، ما تطلب وجود طاقم ضخم من خبراء الذخائر، وهذا ما ساهم في بطء التقدم العسكري، وقال ضابط في الجيش إن 260 عبوة ناسفة فككت على الجهة الشمالية في الرمادي في نهاية هذا الأسبوع وحده.
وساهم استمرار وجود المدنيين في مناطق القتال في الرمادي بتأخير القوات العراقية، واستخدم داعش الكثير منهم كدروع بشرية، ونقل المدنيون الفارون بعد أن قامت قوات الجيش بنقلهم لمخيمات شرق الرمادي، أن القليل من الطعام متوافر للذين بقوا في المدينة، وأقروا باستخدام مقاتلي داعش لهم كدروع بشرية لمغادرة المدينة.
وبيّن مسؤول من منطقة الخالدية المجاورة، ويدعى على داوود، "تمكن 250 شخصا من الرمادي من مغادرة المدينة منذ بداية العمليات العسكرية يوم الثلاثاء، ونقلوا إلى معسكرات النازحين في محافظة الأنبار، في حين توجه آخرون إلى بغداد أو منطقة الحكم الذاتي الكردية في الشمال".
ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية، فإن 3.2 مليون شخص من الأنبار أجبروا على ترك ديارهم منذ يناير/كانون الثاني 2014، ولم تقم القوات العراقية بالكثير عند سيطرة المقاتلين على كامل المدينة، وكانت صحوة الدفاع عن المدينة متعثرة بسبب الخلافات السياسية، لكن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي صرح بأن القوات العراقية استعادت نصف الأراضي التي سيطر عليها داعش العام الماضي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر