واشنطن - يوسف مكي
تغيرت الأجواء في مدينة هامترامك في ولاية ميتشغان الوحيدة التي تضم مسلمين ممن توافدوا من بنغلاديش واليمن والبوسنة، بعد أن فاقت أعداد هؤلاء غيرهم من السكان، خصوصًا في أعقاب استقبال المهاجرين الهاربين من ويلات الحرب الأهلية في سورية.
وارتفع صوت الآذان للصلاة في مناطق مختلفة من المدينة ، على الرغم من تعهد حاكم ولاية ميتشغان ريك سنايدر الأسبوع المنصرم بمنع مزيد من السوريين من دخول الولاية خشية وقوع هجمات متطرفة على غرار تلك التي وقعت في باريس.
ومن بين هؤلاء الذين وصلوا إلى هامترامك، ثائر الهوشان الذي يبلغ من العمر 40 عاماً، ولاذ بالفرار من سورية في العام 2012 رفقة زوجته دلال 37 عاماً، التي كانت في شهور حملها وقتها إضافة إلى خمسة أبناء وهم شوق 13 عاماً وشهد 12 عاماً ورانيا 10 أعوام وفادي 9 أعوام وعبد الهادي أربعة أعوام.
وذكر ثائر أن مدينة درعا كانت واحدة من البلدان التي وقعت تحت حصار القوات الحكومية، في ظل نقص المياه والطاقة وصعوبة وصول الطلاب إلى المدرسة، ما جعلهم يتوجهون إلى الأردن ليتم وضعهم تحت الملاحظة من قبل الأمم المتحدة لمدة 19 شهراً قبل انتقالهم إلى الولايات المتحدة في آب / أغسطس. وفي المدينة الأميركية انتابته حالة من الذهول بعد أن شعر وكأنه في وطنه نظراً لتواجد الكثير من الجيران الذين يتحدثون اللغة العربية فضلاً عن المطاعم التي تقدم طعامًا مذبوحًا وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية إلى جانب انتشار المساجد أيضاً.
وأكد ثائر الذي كان يعمل مزارعاً وعامل بناء في وطنه أنه لم يسمع بالجرائم الوحشية التي يرتكبها تنظيم "داعش" إلا عندما هرب من سورية، مشيراً إلى أن الشخص الوحيد الذي يتمني رؤيته ميتاً هو بشار الأسد بعد ما قام به من جرائم قتل يحرمها الإسلام.
وبالرجوع إلى إحصاء التعداد السكاني لمدينة هامترامك الصادر عام 2010 نجد أن العرب يشغلون 23 % بينما تبلغ نسبة الوافدين من بنغلاديش 19 % في الوقت الذي يشغل فيه مسلمون من البوسنة فضلا عن آخرين بنسبة 9 % ليكون بذلك إجمال نسبة المسلمين 51 %. فيما تبلغ نسبة البولنديين 11 %.
وأكدت عمدة المدينة كارين مايوفسكي أن حقبة الثلاثينات شهدت وجود 60 ألف شخص يعيشون في هامترامك، وفي الوقت الحالي تراجع العدد ليصبح 25 ألفًا، ومن المؤكد وجود أماكن شاغرة. ومع ذلك لا توجد نسبة محددة بشأن العرقيات المرحب بها كما أنه لا خوف من تغير الثقافة.
يذكر أن شبكة الإنقاذ الأميركية السورية هي من جلبت السوريين إلى مدينة هامترامك، بينما وفر لهم السكن المجاني رجل الأعمال السوري الأميركي بشار إمام الذي يبلغ من العمر 53 عاماً والذي قدم المساعدة للعديد من الرجال من أجل العثور على وظيفة مناسبة في مجال البناء إضافة إلى توفير أماكن للأطفال في المدارس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر