شهدت احتفالات رأس السنة 2016 على شاطئ عين الذئاب في الدار البيضاء رواجًا كبيرًا؛ إذ قصدته عدد من العائلات والراغبين في ليلة خاصة بدعوى الاستمتاع بسكون الليل، والموسيقى الصاخبة و"بابا نويل"، ورغم تلك الأجواء السعيدة إلا أنه حدثت فوضى عارمة إثر مشادات كلامية وتبادل السباب والاعتداءات.
ولكن الاعتقالات خلال هذا العام كانت خالية من الأفعال الخطيرة وتمحورت في توقيف عدد من الأشخاص المتلبسين بالسرقة تحت التهديد بالسلاح أو حيازة المواد المخدرة أو السكر العلني.
وقد لوحظ خلال هذه الليلة استنفارًا أمنيًا كبيرًا من خلال حزام أمني يغطي مختلف تراب جهة الدار البيضاء لتأمين حفلات رأس السنة، وهذا راجع بحسب تصريح مسؤولي ولاية الأمن قبل انطلاق هذه الجولة، إلى أن السلطات الأمنية في العاصمة الاقتصادية أقدمت على وضع خطة أمنية محكّمة من خلال نشر أكثر من 35 ألف شرطي من مختلف التشكيلات الأمنية التي عززت وجودها في النقاط الحساسة في الدار البيضاء والتي تشهد حركة وإقبالاً كبيرًا.
وحتى فجر الجمعة مرّت الاحتفالات بأجواء عادية يطبعها النظام المحكم والتأطير الأمني الجيد.
وخلال جولة "المغرب اليوم" مع زميلته هبة بريس في أزقة وشوارع العاصمة الاقتصادية للمملكة، عاين الهدوء وانتشار الأمن هنا وهناك، ومن خلال هذا التقرير سيوافيكم بكل الأخبار والحوادث التي تزامنت مع احتفالات رأس السنة من قلب العاصمة الاقتصادية.
وكانت أول انطلاقة في مخفر الشرطة السياحية حيث تمكنت عناصر الأمن برئاسة الضابط هشام عثمان من توقيف عصابة مكونة من 4 أشخاص ينشطون في بيع المواد المخدرة، وتم ضبط شقيقين متلبسين ببيع المواد في المدينة القديمة وبحوزتهما سلاح أبيض ومبلغ مالي.
والأشخاص الموقوفون من أصحاب السوابق العدلية ومبحوث عنهم في مذكرات وطنية، وكانوا ينفذون سرقاتهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وإحداث فوضى عارمة بين السكان، وإلحاق خسائر مادية بممتلكات الغير.
وفي مخفر شرطة الصور الجديد في المدينة القديمة لوحظ توقيف 4 أشخاص من بينهم فتاة مخمورين وهم في حالة هيجان، وكانت أجسادهم ملوثة بالدماء، واتهموا رجال الأمن بالاعتداء عليهم داخل مخفر الشرطة، وهو ما نفاه عميد الشرطة لحسن أوجيل، الذي أكد أن الموقوفين مجموعة من الأشخاص في حالة سُكر، تم توقيفهم بعد إحداث "عربدة في حي بوطويل"، دفعت مجموعة من المواطنين إلى الإبلاغ عنهم.
وعلى شاطئ عين الذئاب وقع حادث سير خطير في تقاطع شارع 2 مارس مع شارع الفداء، وذلك بعد اصطدام 6 سيارات صغيرة الحجم مع سيارة أجرة من النوع الكبير، إذ فقد صاحب إحدى السيارات القدرة على التحكم في مقود سيارته لتصطدم به باقي السيارات المقبلة من الخلف، وتم نقل 6 مصابين على وجه السرعة إلى مستشفى محمد أبوافي لتلقي العلاج الضروري.
وقتل شخص إثر حادث سير في مدينة المحمدية، وحضرت سيارة إسعاف إلى موقع الحادث من أجل تقديم الإسعافات للشخص المصاب غير أن قوة الاصطدام والانقلاب عجّلت بوفاته لينقل إلى مستودع الأموات وهو جثة هامدة.
ورصد على شاطئ عين الذئاب "بابا نويل" بملابس رثة ولحية شبيهة بصوف الخروف قبل غسلها، ويتسابق لرصد من يأخذ معه صورًا من أجل عدة دراهم.
وأوقفت المصالح الأمنية في عين الذئاب شخصًا وبحوزته مسدسًا وأصفاد بلاستيكية كان يستعملها من أجل السرقة عبر التربص بالمارة في الأزقة المظلمة، وقد تم اقتياده إلى المركز الأمني لعين الذئاب.
وأكد مسؤول أمني أن هذا العام أسفرت الحراسة المشددة في كل أحياء المدينة لاسيما في النقاط الحيوية، عن احتفالات ذات أجواء عادية خالية من الفوضى والعربدة التي اعتاد عليها السكان خلال رأس السنة الأعوام الماضية.
وفي المستشفى الجامعي ابن الرشد كانت حركة غير عادية في مصلحة المستعجلات، مع تضاعف الحراسة الأمنية ورجال الشرطة داخل المستشفى، ولم تُسمع في الداخل إلا آهات المرضى والجرحى، الذين ينتظرون الطبيب ليفحصهم، وينهي آلامهم، وجوه شاحبة، وأخرى غاضبة، صورة رفعت درجة التوتر الذي كان يخيّم على المكان، لاسيما وأن صوت سيارات الإسعاف يسمع كل مرة منذرًا بحالات طارئة تنتظر العاملين الذين تشكل لهم احتفالات رأس السنة، فيلم رعب يرتفع خلاله عدد الجرحى وضحايا حوادث السير المميتة.
وأكد طبيب داخلي في المستشفى الجامعي ابن رشد، شكري المهدي، أن المستعجلات استقبلت، فجر الجمعة، 50 حالة إصابة جراء حوادث السير، من بينهم 15 شخصًا في حالة خطيرة، وغالبية الضحايا كانوا في حالة سُكر، ومن بين الوافدين على المستعجلات رجل خمسيني لفظ أنفاسه الأخيرة، إثر إصابته بجروح بليغة في أنحاء مختلفة من جسمه جراء حادث سير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر