الدار البيضاء - جميلة عمر
ألقت عناصر الشرطة القضائية في سطات، صباح الثلاثاء، القبض على شخص متهم بالنصب عن طريق "السماوي"، حالة عودته رفقة زوجته التي كان يستعملها كطعم للإيقاع بضحاياه من النساء، وسلبهن ممتلكاتِهنّ وحُليَّهن المعدنية الصفراء، بعد أن يوهمهم بأنه مختص في مجال السحر، وأنه مصاب بمس شيطاني، ونزيل سابق في ضريح بويا عمر، مشيرًا إلى أنه يستطيع عمل المعجزات وإرجاع الغائب وجلب الحبيب.
وأكد مصدر أمني، بناءً على شكاوي توصلت بها أجهزة الأمن في مدينة سطات، والتي مفادها أن شخصًا يدعي أنه مختص في السحر، وأنه مصاب بمس شيطاني ونزيل سابق في ضريح بويا عمر، نصب على الكثير من النساء اللواتي سقطن ضحاياه عن طريق " السماوي "، وعلى أن هذا الأخير كان رفقة سيدة تضع وشاحًا ونظارات شمسية لإخفاء ملامحها، تدعي أنها بفضله تمكنت من العودة إلى الحياة واسترجاع زوجها، بعدما حاولت إحدى السيدات التفرقة بينهما.
وجمَعَت الشرطة معلومات من خلال هذه الشكاوي، وقامت بعرض صور بعض المجرمين الذين لهم سوابق في " السماوي" على الضحايا ، فتم التعرف على شخصية المتهم؛ ليتم نشر قرار بالتوقيف في حقه رفقة زوجته.
وتوصلت عناصر الأمن في سطات، صبيحة الاثنين، بمعلومات تفيد أن الجاني يوجد في مديونة، وبعد نصب كمين له تم اعتقاله صبيحة الثلاثاء، عند إحدى نقاط التفتيش، بعدما كان على متن سيارة رفقة سائقها وزوجته وبعض الركاب، بعدما استوقفت عناصر الشرطة السيارة لإخضاعها للتفتيش بعد مخالفة مرورية، الأمر الذي جعل المتهم ينزل محاولًا الهروب، إلا أن فطنة رجال الأمن حالت دون ذلك؛ ليتم اعتقاله، فيما لاذ سائق السيارة بالفرار رفقة باقي الركاب، وتم وضع المتهم وزوجته، ظهر الثلاثاء، تحت الحبس الاحتياطي في ولاية أمن سطات.
واعرف المتهمان خلال الاستماع الأولي لهما بأنهما كانا يكثفان من أنشطتهما الإجرامية في الكثير من المدن، ويستهدفان فئة النساء دون الرجال، اللواتي ينتقيهن بعناية فائقة، كونهن تنطوي عليهن حيلته بسهولة، حيث يستوقف الضحايا في الطريق العام، ويخبرهن أنه يتوفر على مؤهلات خارقة في الشعوذة، تمكنه من فك السحر والثقاف وغيرها، وما أن يصطاد ضحيته بعناية فائقة ويدخل معها في حوار مباشر، حتى تدخل زوجته على الخط مباشرة عبر مرورها بجانب مكان الحادث كسيدة غريبة، ليقوم بالمناداة عليها باسمها واسم والديها، ويخبرها بأشياء تخصها، ويطالبها بتسليمه بعض متاعها من الحلي، ويطالبها بالانصراف لأنها ستجد أشياء أخرى ستسرها في الطريق، كل ذلك والضحية واقفة تتابع حوارهما دون أن تفطن لطبيعة العلاقة التي تجمعهما، المتهم وزوجته، وما أن ينتهي من حوار زوجته حتى ينتقل إلى الضحية ويقوم بالنصب عليها، ومطالبتها بمغادرة المكان دون أن تلتفت لأنها ستجد ما سيسرها، وما هي إلا لحظات حتى يتوارى هو زوجته عن الأنظار، تاركا الضحية مذهولة من هول الصدمة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر