دمشق ـ وكالات
أفادت المعارضة السورية، بمقتل 68 شخصًا، الجمعة، برصاص القوات الحكومية في مناطق عدة من البلاد، وسط أنباء عن نية مؤتمر الدوحة للمعارضة السورية المقرر عقده الأحد المقبل في قطر، إعلان حكومة في المنفى تحصل على اعتراف أولي من قطر وفرنسا والسعودية وتركيا وليبيا وربما مصر، فيما أعلنت جامعة الدول العربية، أن لقاءً ثلاثيًا يضم الأمين العام للجامعة نبيل العربي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، سيُعقد مساء الأحد المقبل في القاهرة، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، بالتزامن مع تنديد منظمة "العفو الدولية" بـ"قيام مقاتلين معارضين في سورية بتصفية جنود حكوميين بعد أسرهم"، معتبرة ذلك "جريمة حرب". وذكرت شبكة "شام" الإخبارية، الجمعة، أن 68 سوريًا قُتلوا برصاص قوات الجيش السوري في مناطق مختلفة من البلاد، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "المسلحين شنوا هجمات على ثلاث حواجز أمنية للقوات الحكومية شمال سورية، وارتفع عدد قتلى الخميس، إلى 149 شخصًا، منهم 28 جنديًا حكوميًا"، فيما تحدثت مصادر المعارضة عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للفرقة السابعة عشرة التابعة للقوات الحكومية المتمركزة على مشارف مدينة الرقة، وأن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في قصف للطائرات المقاتلة على بلدة معر شمشة في إدلب، وأن عشرات الجرحى سقطوا بقصف جوي بالبراميل المتفجرة شنته طائرات مقاتلة على قرية الصرمان في إدلب. وذكرت المعارضة السورية، إنه "وللمرة الأولى تُلقي الطائرات المقاتلة بعدد من القنابل العنقودية على قرية الصرمان في إدلب، مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء"، موضحة أن قرية الصرمان مكتظة بالسكان النازحين من المناطق المشتعلة، وشهد حي كرم حوران في حماة انفجارًا عنيفًا بالقرب من كراج البولمان، مما أوقع حالة رعب بين الأهالي في المدينة، وفي قرية الحفة في اللاذقية أيضًا، أحرقت القوات الحكومية الأحراش والبساتين الموجودة في الجهة الجنوبية للقرية، والمطلّة على قرية رسيون، كذلك ألقت الطائرات الحكومية براميل "تي إن تي" متفجرة على حي العسالي في دمشق، بينما تعرضت بلدة جسرين بريف دمشق لقصف عنيف من قبل طيران الميغ على البلدة ما تسبب بحالة ذعر وهلع بين الأهالي، بينما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد فوق سماء المنطقة بين بلدة جسرين والمليحة، وفي مدينة الميادين بدير الزور، قتل عنصران من الجيش السوري الحر في اشتباكات مع قوات حكومية، فيما بث معارضون لقطات فيديو تظهر تصاعد "أدخنة برتقالية اللون"، ناتجة عن إلقاء الطيران الحكومي براميل متفجرة على جبل الأكراد في ريف اللاذقية. وكانت المعارضة السورية قد ذكرت في آخر تقارير الأربعاء، أن 149 شخصًا قتلوا في مناطق سورية عدة، بينهم 9 على الأقل في قصف فرنين في حلب، إضافة إلى 8 قتلوا قرب مقام السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، "قتل 8 مواطنين على الأقل وأصيب العشرات إثر انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في دراجة نارية، انفجرت أمام فندق آل ياسر قرب مقام السيدة زينب، المقدس لدى الطائفة الشيعية". وأكدت قناة "الدنيا" الحكومية السورية إن الشرطة نزعت فتيل قنبلة أخرى في مكان قريب من مكان التفجير الأول قبل انفجارها، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، أن "مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة وضعتها في كيس للقمامة في شارع مزدحم في منطقة السيدة زينب"، مشيرة إلى أن الحادث أسفر عن وقوع "عدد من الضحايا والإصابات"، من دون ذكر تفاصيل إضافية. وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن حلب شهدت مقتل 57 شخصاً، بينما قتل 27 في دمشق وريفها و12 في حمص و11 في إدلب و4 في درعا و2 في دير الزور، كما ذكرت لجان التنسيق المحلية في سورية أن انفجاراً قوياً مجهول المصدر وقع في حي التضامن في دمشق، وتبعه إطلاق نار كثيف في منطقة شارع الشهداء. وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلنت جامعة الدول العربية، أن لقاءً ثلاثيًا يضم الأمين العام للجامعة نبيل العربي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، سيُعقد مساء الأحد المقبل في القاهرة، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية. وقد وصل الأخضر الإبراهيمي إلى القاهرة، الخميس، لبحث سبل حل الأزمة، فيما استبعد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، تدخّلاً عسكريًا من قبل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في سورية على غرار التجربة الليبية، معلنًا رفضه القاطع تدخّلاً عسكريًا مصريًا في سورية، واصفًا الأوضاع في سورية بـ"المأساوية"، وتوقع أن يستمر الوضع على حاله لبعض الوقت على الأقل، مشيرًا إلى أن "سورية ستدفع ثمنًا باهظًا من أجل الحصول على الحرية المنشودة". من جهتها، كشفت الصين، الخميس، عن تفاصيل اقتراحها الجديد لحل الأزمة في سورية، والذي يتضمن وقف إطلاق النار تدريجيًا أو على مراحل، وأن يقوم الأطراف المتنازعون بانتداب ممثلين عنهم لتشكيل هيئة حاكمة انتقالية واسعة التمثيل. وذكر التلفزيون المركزي الصيني، أن الاقتراح الرباعي الذي عرضه وزير الخارجية يانغ جيه تشيه، على الوسيط الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، يتضمن أولاً أن "تعمل الأطراف ذات الصلة في سورية على وقف القتال والعنف والتعاون مع جهود وساطة الإبراهيمي، وعليها أن تسعى لوقف النار منطقة بعد منطقة أو على مراحل، أما النقطة الثانية فتقضي بأن تنتدب الأطراف ذات الصلة ممثلين مفوضين عنها، وأن يقوموا بمساعدة الإبراهيمي والمجتمع الدولي بصياغة خريطة طريق للإنتقال السياسي عبر المشاورات وإقامة هيئة حاكمة انتقالية واسعة التمثيل، والنقطة الثالثة تنص على أن يدعم المجتمع الدولي لجهود الإبراهيمي من أجل تحقيق تقدم حقيقي في تنفيذ بيانات جنيف وخطة كوفي أنان السداسية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، أما النقطة الرابعة فتدعو الأطراف ذات الصلة بأن تتخذ خطوات ملموسة لتخفيف الأزمة الإنسانية في سورية". جدير بالذكر أن وزير الخارجية الصيني قد التقى الإبراهيمي في بيونغ يانغ، الأربعاء، وأعرب الأخير خلال زيارته إلى بكين، عن أمله في أن تتمكن الصين من لعب دورٍ نشيط من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، وقال للصحافيين خلال لقائه وزير الخارجية الصيني، إنه يأمل بأن "تتمكن الصين من لعب دور نشيط في إيجاد تسوية للأحداث في سورية"، من دون إضافة أي تفاصيل أخرى. من جهة أخرى، ذكرت مصادر دبلوماسية لتلفزيون "روسيا اليوم"، أن مؤتمر الدوحة للمعارضة السورية المقرر عقده الأحد المقبل في قطر، ينوي إعلان حكومة في المنفى تحصل على اعتراف أولي من قطر وفرنسا والسعودية وتركيا وليبيا وربما مصر"، مضيفة أن ورقة عمل وضعها المجلس الوطني "المعارض" بزعامة عبد الباسط سيدا، لإقامة تحالف عريض يستند إلى توحيد الجماعات المسلحة تحت عنوان واضح. وتتوقع المصادر الدبلوماسية "دورًا أوروبيًا أكبر في دعم المعارضة، إثر انكفاء الدور الأميركي بفعل الموقف الروسي الصيني المقاوم لأي تدخل عسكري"، مضيفة أن "الأوروبيين سيمنحون تركيا دورًا لوجستيًا أكبر في حسم الوضع على الأرض في سورية". على صعيد متصل، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ"الجمهورية"، إن "ضغوطًا كبيرة بذلت على القطريين لإقناعهم بالمسار الجديد الذي ترغب واشنطن في إحداثه على مسار الثورة السورية وقياداتها، وبخاصة مع تنامي قوة المجموعات السلفية بين التشكيلات المسلحة"، لافتًا إلى أنه "لم يسمع ما يفيد بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد باق في السلطة، سواء مع مرحلة انتقالية أو من دونها، وأن العملية الجاري تحضيرها ستأخذ وقتًا من دون شك، وبخاصة أنّ المهمة مزدوجة". وشدد المسؤول الأميركي على أن "هناك ضرورة لحلّ الخلافات السياسية بين أفرقاء المعارضة السورية، وصولاً إلى التوصّل لتمثيل حقيقي لقوى الداخل في أي تشكيلة مستقبلية، فقد بدا واضحًا أنه لا يوجد تواصل بين المجلس الوطني مع التشكيلات المعارضة الأخرى، كما بدا أنه لا يمثل قوى الداخل أو على الاقل لا يمثل سوى عدد قليل، مع توسع المسافة بين القوى السياسية والقوى العسكرية التي تتولى مهمة قتال القوات الحكومية في الداخل". من جانبها، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن "قيام مقاتلين معارضين في سورية بتصفية جنود حكوميين بعد أسرهم ونشر شريط مصور على شبكة الإنترنت يظهر ذلك، يُعد جريمة حرب محتملة". وأكدت نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، آن هاريسون في بيان لها، أن "الشريط الصادم يصور جريمة حرب محتملة تدور حاليًا، وأنه يظهر تجاهلاً تامًا للقانون الإنساني الدولي من قبل الجماعات المسلحة المعنية"، مشيرة إلى أن المنظمة لم تتمكن من تحديد المجموعة المسلحة التي قامت بهذه التصفيات، كما أن أي مجموعة لم تتبن مسؤولية ما جرى"، مؤكدة الاستمرار في التحقيق في الحادث، وتعهدت بمواصلة البحث عن المسؤولين، ودعت كل أطراف النزاع في سورية إلى احترام قوانين الحرب وتجنب التعذيب وسوء المعاملة وقتل السجناء. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد أن 28 عنصرًا من القوات الحكومية على الأقل قُتلوا إثر هجوم نفذه مقاتلون معارضون على ثلاثة حواجز للجيش السوري غرب وشمال مدينة سراقب في محافظة إدلب. وقالت المنظمة إنها "حصلت على لقطات مصورة جديدة تكشف عن قيام إحدى المجموعات المسلحة المعارضة في مدينة إدلب شمال سورية بإعدام جنود حكوميين بعد أسرهم، حيث يظهر في اللقطات التي يعتقد أنها سجلت عند إحدى نقاط التفتيش في إدلب، 10 رجال على الأقل يرجح أنهم من عناصر قوات الأمن وهم يتعرضون للضرب والركل، قبل أن يطلق عناصر من المعارضة النار عليهم". وبث ناشطون شريطًا مصورًا على موقع "يوتيوب" الإلكتروني، يظهر عددًا من المقاتلين المعارضين وجنودًا أسروهم على حاجز حميشو في غرب إدلب، وبدا عدد من المقاتلين متحلقين حول نحو 10 جنود حكوميين مستلقين على الأرض جنبًا إلى جنب، ويسمع المصور يقول "هؤلاء هم كلاب الرئيس السوري بشار الأسد"، فيما أظهر شريط ثان جثث الجنود في المكان نفسه، في حين بدا أحد المقاتلين المعارضين وهو يرفع شارة النصر. في المقابل، أحصت المنظمة 590 قتيلاً في سجون السلطات السورية، الكثير منها نجمت عن التعذيب وسوء المعاملة، منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بسقوط الرئيس بشار الأسد في آذار/مارس 2011.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر