واشنطن ـ يوسف مكي
بدأ الناخبون الأميركيون، الثلاثاء، التوجه إلى مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس رقم 45 لبلادهم، في انتخابات تتوج حملة مضنية بين الرئيس الديمقراطي الطامح لولاية ثانية باراك أوباما، ومنافسه الجمهوري ميت رومني الذي قرر تمديد حملته حتى اللحظة الأخيرة. وأظهر استطلاع للرأي قامت به صحيفة " واشنطن بوست " مع شبكة "آي بي سي"، قبل ساعات من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، أن نسبة تأييد أوباما بلغت 50% مقابل 47% لرومني، وهذه المرة الأولى تبلغ فيها نسبة تأييد أوباما 50% منذ تموز/يوليو الماضي. وقد أدلى المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية ميت رومني، الثلاثاء، بصوته في بلمونت، في ولاية ماساتشوستس، في ظلّ احتدام السباق الرئاسي المتقارب حتى الساعة. وكان رومني، رفقة زوجته آن حين قام بالإدلاء بصوته قرب منزلهما في بلمونت. وكان الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشال قد أدليا بصوتهما مبكرًا في إلينوي نهاية الشهر الماضي، ليصبح الرئيس الأول الذي يدلي بصوته مبكرًا في تاريخ الولايات المتحدة. وقد ركز رومني (65 عامًا) الحاكم السابق لماساتشوستس والمليونير الذي بنى ثروة بفضل مهنته كرجل أعمال، حملته الانتخابية على انتقاد حصيلة عهد منافسه الديمقراطي في المجال الاقتصادي، فيما قدم أوباما (51 عامًا) نفسه خلال الحملة مدافعًا عن أبناء الطبقة الوسطى التي لا تزال تعاني تبعات الأزمة المالية التي ضربت البلاد في العام 2008. وأيًا يكن الفائز في هذه الانتخابات فسيصطدم بالكونغرس المحتمل أن تتغير موازين القوى فيه تمامًا، كون الانتخابات الرئاسية ترافقها انتخابات تشريعية، فمجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون سيتم تجديده بالكامل في انتخابات الثلاثاء، في حين أن ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، حيث يتمتع الديمقراطيون بالأكثرية، سيخوضون معارك تجديد الولاية، وسيدلي في انتخابات الثلاثاء الناخبون أيضًا بأصواتهم بشأن 174 مقترحًا سيعرض للاستفتاء محليًا. وفي السياق، أطلق الناخبون العشرة في بلدة ديكسفيل نوتش في شمال شرق الولايات المتحدة رمزيًا، الاقتراع الرئاسي عبر الإدلاء بأصواتهم ليل الاثنين الثلاثاء، حيث ذهب أول صوت للرئيس باراك أوباما، لكن ما لبثت أن تعادلت الأصوات، وعند منتصف الليل بالتوقيت المحلي، أدلى البحار تانر تيلوتسون (24 عامًا) أول ناخب من أصل حوالي 200 مليون ناخب أميركي مدعوين إلى صناديق الاقتراع، بصوته في صندوق يستخدم تقليديًا لهذه الغاية، حيث قال هذا البحار "لقد صوتت لباراك أوباما"، ثم صوت خمسة ناخبين لأوباما وخمسة آخرون لمنافسه الجمهوري ميت رومني. وقال كاتب القلم عند إعلان النتائج "هذا الأمر لم يحصل أبدًا هنا، لدينا تعادل"، في حين تعتبر هذه القرية الصغيرة المعزولة (30 كيلومترا من كندا في جبال اللابالاش)، ومنذ العام 1960 يوضع مكتبها الوحيد للتصويت في فندق ويكون أول صندوق يفتح في الولايات المتحدة خلال الانتخابات الرئاسية، وعادة يفوز المرشحون الجمهوريون بالغالبية إلا في العام 2008 حين فاز فيها باراك أوباما. وفي سياقٍ متصل تابع أكثر من 2,7 مليون أميركي، الأحد، أول فيلم يروي تفاصيل العملية التي أدت إلى تصفية زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن كما أعلنت محطة "ناشونال جيوغرافيك" التي بثته قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الاميركية، في بيان لها إن الفيلم كان البرنامج الذي حظى بأعلى نسبة مشاهدة على القناة هذه السنة وأنه حل في المرتبة السادسة على لائحة البرامج الأكثر متابعة في تاريخها. وكان الإعلان الشهر الماضي أن الفيلم "فريق النخبة السادس (سيل تيم سيكس): الهجوم على اسامة بن لادن" سيبث للمرة الأولى قبل يومين من الانتخابات الرئاسية، أثار عدة تساؤلات. وسبب الضجة أن الموزع واحد منتجي فيلم الحركة الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، هارفي واينستاين الشخصية الهوليوودية المعروف بأنه من أبرز جامعي الأموال لحملة الرئيس باراك اوباما. لكن المخرج جون ستوكويل نفى آنذاك ما يقال عن أن فيلمه دعاية لأوباما للتأثير على الناخبين قبل اقل من 48 ساعة من فتح مراكز الاقتراع. يذكر أن أسامة بن لادن قتل في 2 آيار/مايو 2011 برصاص كوماندوز من نخبة الجنود الأميركيين في آبوت آباد في باكستان. ومن المرتقب بدء عرض فيلم آخر عن هذه العملية من إخراج كاثرين بيغيلو في كانون الثاني/يناير في السينما.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر