الجزائر – سفيان سي يوسف
تعززت وحدات القوات البرية التابعة للجيش الجزائري آخرا بمنظومة صاروخية متطورة من طراز "سكيف" المضادة للدبابات والدروع التي تعد من أرقى الصناعات الحربية الأوكرانية من ناحية تكنولوجيا التصنيع واحترافية الأداء، وذلك بعد أيام قليلة من إبلاغ الجزائر موسكو نيتها شراء مجموعة من الأسلحة الروسية تضم منظومات صواريخ تتمثل في كل من "إس-400" وصواريخ أرض جو "بوك إم2 إي" و"أنتاي 2500".
وقال موقع "مينا ديفونس" المتخصص في صفقات السلاح والعتاد الحربي، إن الجيش الجزائري أبرم قبل أيام صفقة اقتناء راجمات صواريخ ذات استعمال فردي تعمل بأشعة الليزر من نوع "سكيف" القادرة على تدمير الدبابات والعربات المدرعة على عشرات الكيلومترات بسهولة تامة، وذلك في إطار مشاركة مسؤولين بالمؤسسة العسكرية في معرض السلاح "أوروساتروي 2016" الذي أقيم الشهر الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، فكانت المناسبة بمثابة بوابة بالنسبة للجزائر للاطلاع على آخر ما توصلت إليه تكنولوجيات صناعة السلاح والعتاد العسكري الحربي من طرف مورد السلاح الأوكراني العملاق "أوكروبورون بروم".
ولم تكشف الجزائر رسميا حتى الآن حجم الأنظمة الصاروخية التي اقتنتها، ويرى خبراء أن العقد الموقع مع الجانب الجزائري يعد نجاحا آخر للمصنع الأوكراني في تصدير هذه المنتجات. ونقل موقع "مينا ديفونس" عن دينيس غوراك نائب المدير العام المكلف بالتعاون الدولي لدى "أوكروبورون بروم" المورد الأوكراني العملاق للسلاح، قوله إن "الشركة التي تمثل حاليا أفضل 10 مصنعي السلاح في العالم، تسعى في الوقت الراهن لتقديم إضافات تكنولوجية جديدة للصناعات العسكرية الحربية، بما فيها منظومات الدفاع المستحدثة آخرا التي اكتسحت بها الصناعة الأوكرانية للسلاح معظم دول العالم، من ضمنها الجزائر بعد إمدادها آخرا في إطار الاتفاقات العسكرية المبرمة سابقا بقذائف صاروخية من جد متطورة من نوع "سكيف".
وتسمح المنظومة الصاروخية "سكيف" بتتبع الأهداف الموجهة إليها وتدميرها أتوماتيكيا، سواء تعلق الأمر بأرتال الدبابات والعربات العسكرية المدرعة أو حتى مخابئ و"دشم المتطرفين والمجرمين، من خلال أشعة الليزر المدمجة بها التي توفر تقنية عملية تفجير الأهداف مباشرة عبر شاشة المنصة الإلكترونية الملحقة بها. كما تتميز المنظومة الصاروخية الجديدة بإمكانية استخدامها قذيفتين حربيتين من عيار 130 و152 ملم في إطار مختلف العمليات العسكرية، والتحكم فيها من مسافة تصل إلى 50 مترا لضمان سلامة الأفراد، وهي مزودة كذلك بمنظومة كشف "كهرو- بصري- حراري" للعمل ليلا ونهارا في مختلف الظروف الجوية، مع نظام تحديد للمسافات بأشعة الليزر، و لها القدرة على تدمير جميع الأهداف الثابتة والمتنقلة، وحتى طائرات ومروحيات "هيليكوتر" ومن مسافة 5500 متر.
وأكد رئيس شركة "روس تكنولوجي" الروسية سيرغي تشيميزوف قبل أيام - تلقي موسكو طلبا من الجزائر للحصول على منظومة صواريخ "إس-400" وصواريخ أرض جو "بوك إم2 إي" و"أنتاي 2500". وقال تشيميزوف في تصريح لصحيفة "كوميرسانت" إن الجزائر تنوي شراء مجموعة من الأسلحة الروسية تضم منظومات الصواريخ السالفة الذكر. مشيرا إلى أن دولا عدة بينها مصر والصين قدمت طلبات للحصول على منظومات الصواريخ، مضيفا أن الأولوية تعود لتسليح الجيش الروسي بعدها يتم بيع الأسلحة إلى الدول الأجنبية عبر أجندات مسبقة للإنجاز والتسليم. واعتبر خبراء في المجال الأمني أن منظومة "إس-400" الروسية قادرة على منع الولايات المتحدة وحلفائها من توجيه الضربات الجوية للكثير من مناطق العالم بواسطة الطائرات المقاتلة والصواريخ في حال ظهرت في العالم شبكة دفاعية متكونة من الصواريخ الاعتراضية الروسية "إس-300" و"إس-400".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر