واشنطن ـ رولا عيسى
سجلت أسعار النفط مكاسب بلغت نحو 20% خلال شهر إبريل/ نيسان الجاري مع ارتفاع مزيج خام برنت بنسبة 20.6% بواقع 8.16 دولار من 39.6 دولار بنهاية مارس/ آذار الماضي إلى 47.76 دولار الجمعة والخام الأميركي (نايمكس) 19% بواقع 7.3 دولار من 38.34 دولار بنهاية مارس/آذار إلى 45.65 دولار .وخلال تعاملات ألجمعة قفزت أسعار النفط إلى مستوى جديد هو الأعلى في 2016 بدعم من تراجع الدولار وتقلص الإنتاج في الولايات المتحدة على الرغم من أن زيادة إنتاج الشرق الأوسط التي تلوح في الأفق كبحت المكاسب.
وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت بسعر 48.30 دولار للبرميل بزيادة 16 سنتاً عن سعر آخر إغلاق في حين ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 24 سنتاً إلى 46.27 دولار للبرميل وهي أعلى مستويات لعقود الخامين هذا العام.
وأعلن بنك الاستثمار جيفريز الجمعة أن «السوق تدخل في توازن أفضل ونحن مازلنا على رأينا بأن التخمة الحالية في المعروض ستتحول إلى نقص في المعروض في النصف الثاني». لكن دويتشه بنك قال إن الزيادة المحتملة في إنتاج الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) نتيجة للارتفاع
الكبير في إنتاج إيران وبعد الانقطاعات (في بعض الإمدادات) في العراق ونيجيريا والإمارات قد تكبح الارتفاع الذي تحقق في الآونة الأخيرة في أسعار الخام
وكشفت مصادر في قطاع النفط في المملكة العربية السعودية أن إنتاج المملكة من الخام سوف يرتفع إلى مستويات قياسية خلال الأسابيع المقبلة لتلبية الطلب على الكهرباء في فصل الصيف، لكنه من غير المرجح أن يصل إلى الحد الذي تغرق به الأسواق العالمية. وأوضحت المصادر أن الإنتاج قد يرتفع إلى نحو 10.5 مليون برميل يومياً خلال الصيف. وقالت ثلاثة مصادر ترصد الإنتاج السعودي إن إنتاج إبريل/نيسان لم يسجل تغيراً يذكر عند نحو 10.15 مليون برميل يومياً. وقد تساعد تلك التوقعات على تهدئة مخاوف السوق من إمكانية أن تضيف المملكة الكثير إلى تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية بعد أن انهارت مباحثات تثبيت الإنتاج التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة هذا الشهر حيث رفضت الرياض التوقيع على الاتفاق من دون مشاركة طهران به.
وقبل أيام من الاجتماع، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن باستطاعة المملكة أن ترفع إنتاجها على الفور إلى 11.5 مليون برميل يومياً وأن تصل به إلى 12.5 مليون برميل يومياً خلال ستة إلى تسعة شهور إذا كانت لديها الرغبة في ذلك.
وأعلن بعض المحللين أن تلك التصريحات تعطي إشارة إلى الدخول في مرحلة جديدة في المعركة على الحصة السوقية مع إيران التي تزيد صادراتها بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها. لكن مصادر في القطاع بالمملكة قالت إن الرياض لا تخطط لإغراق السوق بالمزيد من الخام في حالة عدم وجود طلب. وأضافت المصادر أن التصريحات التي أدلى بها الأمير محمد بن سلمان كان هدفها تسليط الضوء على قدرة المملكة من الناحية النظرية على زيادة إنتاجها من الخام.
وأكدت المصادر إن الإنتاج سيظل على الأرجح دون تغير يذكر عند 10.2 إلى 10.3 مليون برميل يومياً وإنه قد يرتفع بنحو 200 ألف إلى 300 ألف برميل يومياً في أشهر الصيف التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى نحو 10.5 مليون برميل يومياً. وغالباً ما يرتفع الإنتاج في الصيف عندما تحرق المملكة أكثر من 800 ألف برميل يومياً لتوليد الكهرباء مع ارتفاع الطلب على تكييف الهواء.
ولدى شركة «أرامكو» السعودية عملاق قطاع النفط طاقة إنتاجية تصل إلى 12 مليون برميل يومياً مع الاحتفاظ بفائض يتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يومياً لاستخدامه في حالة تعطل الإمدادات العالمية. لكن الإنتاج لم يصل أبداً إلى 11 مليون برميل يومياً. وضخت المملكة 10.56 مليون برميل يومياً في يونيو /حزيران العام الماضي وهو مستوى قياسي من الإنتاج. وأبقت المملكة الإنتاج دون تغير يذكر في مارس/ آذار عند 10.22 مليون برميل يومياً ولم تكشف بعد عن بيانات إبريل/نيسان.
وفي وقت سابق من هذا الشهر باعت أرامكو 730 ألف برميل للتحميل في يونيو/ حزيران للمصفاة الصينية شاندونغ تشامبرود للبتروكيماويات وهي واحدة من بين 20 مصفاة مستقلة. وكانت تلك هي أول عملية بيع فوري من أرامكو لمصفاة مستقلة لكن مصادر في قطاع النفط بالمملكة العربية السعودية قالت إن مثل تلك الصفقة لا يجب النظر إليها على أنها تصعيد لأية معركة على الحصة السوقية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر