الدار البيضاء - جميلة عمر
تمكنت عناصر الشرطة، التابعة للأمن الجهوي في مدينة تازة، الخميس، من اعتقال مهندس في مجال المعلومات، يبلغ من العمر 25 عامًا، وذلك للاشتباه في تورطه في نشر وتوزيع أقراص مدمجة تتضمن تحريضًا على العنف، وإشادة بالعمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم "داعش".
وأوضح بيان للمديرية العامة للأمن الوطني أنه، حسب المعلومات الأولية للتحقيق، فإن مجموعة من المواطنين سلموا لمصالح الأمن أقراصًا مدمجة، تتضمن تسجيلات تشيد بالعمليات الإرهابية لتنظيم "داعش"، كانوا قد عثروا عليها بالقرب من منازلهم، أو تم تسريبها من أسفل أبواب محلات سكنهم، من قبل شخص مجهول. وأشار البيان إلى أن التحريات الميدانية، مدعومة بالخبرات التقنية، أسفرت عن تشخيص هوية مرتكب هذه الأفعال الإجرامية وتوقيفه.
وأضاف أن عملية التفتيش التي تمت في منزل المشتبه فيه أسفرت عن العثور على معدات معلوماتية، عبارة عن جهاز حاسب محمول، وبطاقة ذاكرة إلكترونية، و17 قرصا مدمجًا، ومفتاح رقمي يتضمن تسجيلات ومعطيات حول إصدارات التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى جهاز هاتف محمول. وتم التحفظ على المذكور تحت الحراسة، لحين انتهاء الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من التحقيق، الذي تجريه تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وجاء اعتقال هذا المهندس في إطار الحملة التي تقوم بها العناصر الأمنية لوضع حد لتنامي التهديدات الإرهابية على المستويين الجهوي والدولي. ويشار إلى أن هذه العملية استهدفت 143 شخصًا من المشتبه في ميولهم المتطرفة، وموالاتهم لتنظيم "داعش"، من بينهم 52 فردًا تم وضعهم تحت الحراسة.
وشملت هذه العملية الاستباقية مشتبه فيهم كونهم قياديين إرهابيين، في العديد من مناطق المملكة، وكونهم حاملين لمشاريع إرهابية نوعية وشيكة داخل التراب الوطني وخارجه، علاوة على استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي في الدعاية للتنظيم الإرهابي سالف الذكر، والتغرير بالقاصرين للزج بهم في بؤر الصراع.
ومكنت عمليات التفتيش في منازل المشتبه فيهم من حجز العديد من الكراسات والوثائق التي تتعلق بكيفية صناعة المتفجرات والسموم، وتقنيات التفجير عن بعد، واستعمال مختلف الأسلحة النارية، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب التي تبيح العمليات الانتحارية، وأعلام خاصة بتنظيم "داعش". كما مكنت هذه العملية من حجز أسلحة نارية والعديد من الأسلحة البيضاء، وكمية من الرصاص الحي، وعلب تحتوي على مسامير ومجموعة من المعدات والأسلاك الكهربائية التي تدخل في صناعة العبوات الناسفة.
كما تم العثور، لدى أحد الموقوفين من المبايعين للخليفة المزعوم لتنظيم "داعش"، على وثائق تتعلق بكيفية صناعة المتفجرات والمواد السامة، وتقنيات حرب العصابات. وأفضت هذه العملية الاستباقية إلى إجهاض مخططات إرهابية بلغت مراحل متقدمة في التحضير، كانت تستهدف بعض المؤسسات الأمنية والسجون في المملكة، واغتيال عسكريين وسياح، بالإضافة إلى تفجير مواقع حساسة ومهرجانات فنية وأماكن ترفيهية في عدد من مدن المملكة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر