شنَّ طيران التحالف العربي فجر اليوم الأحد غارات جوية استهدفت مواقع المسلحين في حضرموت اليمنية، بضربات غير مسبوقة. وقالت مصادر محلية إن غارات عنيفة استهدفت مواقع يسيطر عليها المسلحون بالمكلا، وخصوصاً القصر الجمهوري والمؤسسة الاقتصادية والمرور وميناء الضبة. كما استهدفت سلسلة غارات مواقع أخرى للمسلحين في مدينة حضرموت.
واعترض الدفاع الجوي السعودي فجر اليوم الأحد صاروخا أطلقته مليشيات "الحوثي وصالح" من الأراضي اليمنية باتجاه الأراضي السعودية.
وقالت مصادر صحفية إن الدفاعات الجوية التابع للتحالف اعترض صاروخا بالستياً قبل قليل في سماء جازان دون أن يسفر ذلك عن وقوع أية إصابات بشرية أو مادية. وكانت سقطت عدة قذائف على محافظة صامطة الحدودية التابعة لمنطقة جازان .
وكانت قوات الجيش اليمني تمكنت بمساندة من المقاومة الشعبية ، من السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بعد سيطرتهما على عدد من المدن والمواقع العسكرية التي كانت تسيطر عليها جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم "القاعدة" في الجزيرة العربية، وذلك بعد 6 ساعات من حملة عسكرية ضخمة انطلقت من عدن لتطهير أبين من الجماعات الإرهابية.
وتمكنت الحملة العسكرية من تطهير الكود وبعض المناطق حتى وصولها عاصمة المحافظة "زنجبار" وسط مواجهات عنيفة شاركت فيها مروحيات "الأباتشي" في قصف معسكرات التنظيم الإرهابي وتحركات عناصره التي تلقت ضربات موجعة وغير متوقعة، وبحسب تأكيدات من قيادات عسكرية ومصادر محلية، فقد سقط خلال تلك العمليات العسكرية قتيل و5 جرحى من جانب القوات النظامية، بينهم الجريح علي الذيب أبو مشعل الكازمي قائد المقاومة الجنوبية قائد شرطة البساتين بعدن، فيما لقي نحو 27 من عناصر "القاعدة" مصرعهم وسقط عشرات الجرحى، إضافة إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية التي كان عناصر "القاعدة" يستخدمونها.
وأفاد شهود عيان أن سيارات الإسعاف شوهدت تنقل عشرات القتلى والجرحى من عناصر القاعدة في مديريات المحافظة بعد ساعات من غارات جوية للتحالف وطيران الأباتشي وصول قوات عسكرية ضخمة إلى عاصمة المحافظة زنجبار.
وخلال العملية العسكرية واسعة النطاق، تمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة بسط سيطرتها الكاملة على معسكر "اللواء 25 ميكا" الواقع إلى جوار ملعب "خليجي 20" شرق أبين بعد أن تم تأمين الطريق العام من دوفس مرورا بالشيخ عبد الله باتجاه مدينة شقرة بإسناد طيران التحالف والأباتشي مواصلة طريقها نحو المدن الأخرى جعار والحصن وباتيس التي ما زالت بيد عناصر "القاعدة" في أبين.
وأكد المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية، علي شايف الحريري أن "قوات المقاومة والجيش الوطني مسنودة بطيران التحالف أن العملية العسكرية سوف تتواصل حتى تستأصل العناصر المتشددة من محافظة أبين"، مشيرا إلى أن "نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح هو من دعم وجود القاعدة في محافظة أبين، ومنها إلى عدد من المحافظات الجنوبية".
ويشارك اللواء عيدروس الزبيدي، محافظ محافظة عدن في الإشراف الحملة العسكرية، التي يقودها قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف اليافعي واللواء علي ناصر لخشع نائب وزير الداخلية والعميد ناصر سريع العنبوري قائد القوات الخاصة ومنير اليافعي قائد قوات الطوارئ والقيادي بالمقاومة الجنوبية أبو مشعل الكازمي.
وأوضح العميد أحمد محمد ملهم قائد اللواء 111 في تصريحات له أنه سيتم تطهير أبين بالكامل خلال الـ24 الساعة المقبلة في حال استمرت العمليات العسكرية بتلك الوتيرة التي انطلقت فيها واستمرار غارات التحالف وطيران الأباتشي في قصف أي تحركات للجماعات الإرهابية التي باتت مدحورة من أبين وإلى غير رجعه.
وأكد العميد ملهم لحملة العسكرية طهرت أكثر من 60 في المائة من محافظة أبين في اليوم الأول من انطلاقها والتي كان فيها لقوات التحالف الإشراف المباشر والإسناد بالطيران، وأشار ملهم إلى أن قوات اللواء 111 والمقاومة الجنوبية تتمركز على الخط الساحلي عدن – أبين – حضرموت بمدينة احور للترصد لأي تحركات للجماعات الإرهابية للهروب ناحية شبوة حضرموت أو أي تعزيزات تنوي قدومها للجماعات الإرهابية من حضرموت، مؤكدًا أنهم على تواصل دائم مع غرفة العمليات والحملة العسكرية لتطهير أبين من قاعدة المخلوع صالح والحوثيين.
وفي الكويت، كان التوتر سيد الموقف في جلسات المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة بين وفدي الحكومة الشرعية "الحوثيين وحزب صالح"، والرامية إلى إحلال السلام ووقف الحرب واستعادة المسار السياسي استناداً إلى المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وقد شهدت الجلستان الصباحية والمسائية أمس السبت، توتراً شديداً في ظل تعنت "الحوثيين وحزب صالح" وتمسكهم بإعادة النظر في الإطار العام لجدول المفاوضات ورفضهم الدخول في أي نقاش قبل تثبيت وقف إطلاق النار في مختلف الجبهات.
وأكد الوفد الحكومي المفاوض برئاسة وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، أنه لا يمكن تحقيق تقدم حقيقي في المشاورات إلا بتطبيق النقطة الأولى من الأجندة المتفق عليها، وهي تعزيز مسار الثقة، المتمثل بإطلاق سراح المعتقلين كافة وفتح الممرات الآمنة لتدفق المساعدات الإغاثية إلى كل المدن والمحافظات، وبخاصة محافظة تعز.
وقال مصدر حكومي يمني إن المشاورات لا تزال في بداياتها، مشيراً إلى أن النقاش يدور حول خطوات لبناء الثقة تشمل عدداً من المحاور، أهمها: وقف إطلاق النار، إطلاق المختطفين، وفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الغذائية والإنسانية، إضافة إلى إصرار الحكومة على مناقشة ثلاث قضايا هي: الانسحاب من المدن، تسليم أسلحة الميليشيات الانقلابية والحوثية للدولة، وعودة مؤسسات الدولة اليمنية وأجهزتها.
وأضاف المصدر أن المبعوث الأممي ولد الشيخ اقترح أن يلتقي برؤساء الوفدين في اجتماع مغلق، إلا أن الوفد الحكومي رفض، لعدم وجود أي مبرر للقاء، لأن "وفد الحوثي وصالح" لم يبدِ أي حسن نية في كل المحاور، ومنها وقف إطلاق النار، وبالذات في تعز، وتنفيذ إجراءات بناء الثقة.
وتوقعت المصادر أن يسعى ولد الشيخ إلى التوفيق بين الوفدين عبر اقتراح مسار متزامن يتم خلاله تشكيل لجان منهما لمناقشة النقاط الخمس في الوقت نفسه، وصولاً إلى بلورة اتفاق شامل للأزمة اليمنية لإنهاء الحرب واستعادة المسار الانتقالي السياسي الذي انقلب عليه الحوثيون بالقوة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر