بعد مقتل العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، الجمعة الماضي في طهران، تحدثت تقارير إسرائيلية عن حالة تأهب يعيشها حزب الله، خصوصا أمين عام حزب الله حسن نصرالله، الذي يحتمي في مكانه وسط مخاوف من أن "يكون هو التالي على قائمة استهداف أميركية - إسرائيلية"، بحسب تقرير تلفزيوني إسرائيلي، وذكرت قناة 13 الإسرائيلية أن "نصر الله ألغى تحركاته، ونصحه فريقه الأمني بالبقاء في مكانه، بعد اغتيال كبير علماء إيران النوويين في عملية منسوبة إلى إسرائيل"، بحسب ما نقله عنها موقع "تايمز أوف إسرائيل". وأشارت الصحيفة إلى أن "نصرالله هدف سهل لإسرائيل منذ سنوات، وسخر منه بعض المسؤولين بسبب التزامه البقاء في ملجأ وعدم ظهوره إلى العلن إلا بحالات نادرة جداً"، معتبرةً أنه "من المرجح أن تؤدي مثل
هذه الضربة الإسرائيلية إلى تأجيج المنطقة بشكل خطير".وأثار مقتل زاده إدانة واسعة النطاق من طهران، التي اتهمت الموساد بالمسؤولية عن الهجوم، مهددة بالانتقام، ما دفع إسرائيل إلى الاستعداد لرد إيراني محتمل، واضعة السفارات في حالة تأهب قصوى، بحسب الموقع، من جهته، أبقى الجيش الإسرائيلي في روتينه الطبيعي، في إشارة إلى أنه لم يتوقع ردا إيرانياً على شكل ضربة عسكرية فورية من لبنان أو سوريا. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنّه "على علم بالتطورات المحتملة في المنطقة، وسيبقى على أهبة الاستعداد الكامل ضد أي تعبير عن العنف ضدنا"، هذا وتعرضت إيران للعديد من الهجمات عام 2020، أبرزها مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أميركية بطائرة قرب مطار بغداد، في يناير
الماضي، فضلاً عن انفجار غامض في مبنى تجميع أجهزة طرد مركزي في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. أكدت مصادر أن الجيش الإسرائيلي يتأهب على الجبهة الشمالية بشقيها في الجولان وعلى الحدود مع لبنان، وذلك تحسباً لرد إيراني محتمل على اغتيال العالم الإيراني النووي محسن فخري زاده، فيما أعلنت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الاثنين، عن تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء بيروت وصيدا، كذلك على طول الساحل اللبناني الممتد من صور إلى العاصمة بيروت. وقال مغردون لبنانيون على منصة "تويتر": "إن الطيران الحربي الإسرائيلي في سماء بيروت يحلق بكثافة وعلى علو منخفض من ساعات الصباح الأولى حتى هذه اللحظة، وبيّن المغردون أن الطيران ينفذ غارات وهمية، دون معرفة السبب"، وقال وزير الاستخبارات
الإسرائيلي، إيلي كوهين، إنه لا يعرف من قتل زاده، مشيراً إلى أنه كان ضالعا في إنتاج سلاح دمار شامل، والشرق الأوسط والعالم أصبحا أفضل بدونه، وشدد كوهين على أن إسرائيل ستواصل منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، آفيف كوخافي، أعلن أن إسرائيل مستمرة بالعمل بالقوة المطلوبة ضد التموضع الإيراني في سوريا، وأكد إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن طهران سترد "بحزم وبصورة مدروسة" على اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، وقال في كلمته خلال اجتماع رؤساء حكومات الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، اليوم الاثنين، إن "عملية اغتيال بطلنا الوطني في مكافحة الإرهاب الفريق الشهيد قاسم سليماني وعملية الاغتيال الأخيرة للشهيد الدكتور محسن فخري
زاده أحد علماء ومدراء القطاع الدفاعي في البلاد، تعدان مثالا بارزا لإرهاب الدولة ضد إيران". وأضاف: "نتوقع من المؤسسات الدولية والإقليمية والحكومات عدم التزام الصمت تجاه إرهاب الدولة... بطبيعة الحال، فإن إيران سترد بحزم وبصورة مدروسة في فرصة مناسبة على هذه الجريمة المعادية للإنسانية"، وقتل يوم الجمعة 27 نوفمبر رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في وزارة الدفاع الإيرانية، محسن فخري زادة، في عملية اغتيال وصفتها طهران بـ"الإرهابية". على الرغم من كونها عملية موجعة لإيران، إلا أنّ اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخر زاده لم يأت مفاجئاً. كل المؤشرات كانت توحي بوجود اتجاه اميركي اسرائيلي لتوجيه ضربة عسكرية ما في الفترة الانتقالية ما بين ادارة اميركية جديدة واخرى تتحضر للمغادرة على مضض
لخسارتها نتائج الانتخابات الاخيرة. لكن لم يكن معروفاً توقيت مثل هذه العملية ومكانها وان المعلومات المتداولة كانت تقول ان مستشارين من محيط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانوا يحذرونه من مغبة الدخول في حرب مع ايران الى ان أعطى موافقته على عملية في الداخل الإيراني. كان من بين تلك المؤشرات إقالة وزير الدفاع مارك إسبر وثلاثة من المسؤولين في الخارجية الاميركية، ونقل حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” إلى منطقة الخليج العربي مروراً بمضيق هرمز الى بحر عمان بناء على أوامر ترامب. عدا عن خطوات اخرى في محاولة لردع إيران عن أي محاولة رد محتملة على اي اعتداء تتعرض له. وخلال اطلالته الاخيرة قبل نحو اسبوعين كان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله دعا الى الحذر الشديد في فترة
اعتبرها في غاية الخطورة. على أن توقيت الرد سيكون أكثر دقة ودراسة وعناية لان المرحلة الحالية التي تلت فوز جو بايدن بالانتخابات خلفاً لترامب دقيقة، وذلك رغم فداحة الخسارة للملف النووي الإيراني وفي ظل المتغيرات التي حصلت وابرزها ان مستشار الامن القومي الاميركي للرئيس المنتخب جو بايدن هو نفسه من قاد الفريق الاميركي في المفاوضات التمهيدية والأساسية التي ادت الى توقيعه من قبل وزير الخارجية الاميركي حينها جون كيري الذي عين ممثلاً ومبعوثاً خاصاً لبايدن في مباحثات أميركا حول المناخ. الاغتيال يخدم هذا السياق ولا يهدف فقط للقضاء على “والد الملف النووي الايراني” الذي اصبح لديه عشرات العلماء والخبراء، ولا شك ان العملية مرتبطة بمعلومة عن تقدم ايراني كبير على مستوى الملف النووي. يحاول الاسرائيلي ان
يورط الادارة الاميركية الجديدة ويعيق عودتها للتفاوض مع ايران، وضربته تلك قدم خدمات ليس لإسرائيل فحسب بل لكل الدول المتوجسة من إيران النووية من باكستان الى تركيا ودول عربية. في تحليله يعتبر “حزب الله” ان ترامب يحاول ان يقدم خدمات لكل من وقف معه طوال سنوات حكمه الأربع، ويسلف اوراقاً رابحة استعداداً لخوضه الانتخابات بعد نهاية ولاية بايدن. ومن بين الخدمات أيضاً لقاءات لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع مسؤولين عرب. ضرب العالم الايراني أشبه بتعويض عن حرب كان يعتزم ترامب خوضها مؤخراً لولا اصطدامه بمعارضة قوية. هذه الحرب باتت مستبعدة اليوم لكن من دون ان يلغي “حزب الله” من حساباته توقع استمرار مثل هذا النوع من العمليات الأمنية الى حين نهاية ولاية ترامب. كان هذا الهدف وارداً منذ
العام 2018 بدليل الصورة التي عرضها نتنياهو للعالم الإيراني محذراً من تقدم برنامج إيران النووي، وهو ما تضعه ايران في اطار الدليل على ضلوع إسرائيل في عملية الاغتيال. وتطرح عملية الاغتيال علامات استفهام وتثير مخاوف من مغبة أن تقوم اسرائيل مستفيدة من الفترة المتبقية من عهد ترامب بتنفيذ خطتها ضد لبنان و”حزب الله”، خصوصاً وأن الاعلان عن العملية استتبع بخبر يتعلق بكشف عملية تخطيط لاغتيال نصرالله وهو ما نفاه “حزب الله” جملة وتفصيلاً. وإذ استبعد الحزب قيام إسرائيل بعمليات عسكرية واسعة ضد لبنان لم يخرج من حساباته احتمالات تنفيذ إسرائيل عملية امنية صامتة من دون بصمات باستهداف اماكن محددة شبيهة بالعملية التي نفذتها مؤخراً في منطقة معوض في الضاحية الجنوبية، مستهدفة مبنى العلاقات الاعلامية لـ”حزب الله”، على إعتبار انه سيكون الضوء الاخضر الامريكي ممنوحاً لاسرائيل في غضون الشهرين المقبلين. على كامل جهوزيته يبقى “حزب الله” متحضراً لكل الاحتمالات من قبل اسرائيل، وفي باله تحذير امينه العام من نية إسرائيل تنفيذ ضربات سريعة وأغلبها من خارج الحدود وسط مؤشرات تؤكد بالفعل امكانية قيام إسرائيل بضرب اهداف محددة وليس القيام بعملية عسكرية كبيرة، مؤكداً استعداده “لرد الصاع صاعين في حال حصول أي حماقة أميركية أو إسرائيلية”.
قد يهمك ايضا
حسن نصرالله يدعو لمقاطعة أميركا وقميص ابنه يشعل انتقادات
نصر الله يؤكد أن حكومة اللون الواحد لن تخدم البلد ولو كانت من فريق حزب الله
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر