الرباط - المغرب اليوم
قررت الجزائر الانسحاب من المشاركة في المائدة المستديرة للمفاوضات بين المغرب والجبهة الانفصالية، التي يرعاها مجلس الأمن الدولي، حول ملف الصحراء، المقرر عقدها الأسبوع المقبل.ونقلت مصادر إعلامية أن الجزائر أبلغت مجلس الأمن انسحابها من المائدة المستديرة، على بعد أيام قليلة من المصادقة على قرار جديد سيكون محددا لنوعية تحرك المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.هذا القرار اعتبرته ياسمين حسناوي، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الدولية الأمريكية بالكويت، سيعري الجزائر وسيفضحها أمام المنتظم الدولي ومجلس الأمن، على اعتبار أنها تناقض نفسها به.
واستغربت المختصة في ملف الصحراء، في تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، من هذا القرار بالنظر إلى كون الجارة الشرقية “كانت، ولا تزال، تعتبر قضية الصحراء قضيتها الأولى، وتعبئ المؤسسات الرسمية، من حكومة وجيش وأحزاب وغيرها، للإدلاء بتصريحات في هذا الملف بشكل مستمر”.وأوضحت حسناوي أن القرار الجزائري “يضرب بعرض الحائط القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي (24.40/24.68/24.95 و25.48)، التي تؤكد على تحمل الجزائر مسؤوليتها كطرف مهم في حل النزاع، وكونها تستضيف الجبهة الانفصالية على أراضيها”.
وتابعت قائلة: “بما أن الجزائر ترغب بالانسحاب من المائدة المستديرة، يستوجب عليها سحب المبعوث الخاص للمغرب العربي والصحراء عمر بلاني، الذي لن تكون له قيمة بعد هذا القرار”.وأكدت أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الدولية الأمريكية بالكويت أن الجزائر، التي ترغب بإخلاء مسؤوليتها السياسية من هذا الملف، عليها أَن تمنح الضوء الأخضر للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لإحصاء الصحراويين المحتجزين في تندوف، وفتحها أمام الراغبين في مغادرة مخيمات العار.كما يستوجب عليها، تضيف الباحثة، أن ترفع يدها عن هذا الملف، وليس الانسحاب من المائدة المستديرة، مشيرة إلى أن هذا القرار فيه تناقض كبير وستصير معه الجزائر أضحوكة في مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي الذي يسعى إلى طرد البوليساريو. ودعت، في هذا السياق، مجلس الأمن إلى عدم السماح للجزائر بالتهرب من مسؤوليتها.
الفاتيحي: مناورة جزائرية مكشوفة
من جهته، أوضح عبد الفتاح الفاتيحي، المختص في شؤون الصحراء، أن هذه الخطوة مناورة من الجزائر لإعادة مسار تسوية الملف إلى المربع الأول بعدما تأكد لها أن المجتمع الدولي يمضي نحو تدبير نزاع الصحراء على أساس مقاربة واقعية وتوافقية.وأضاف الفاتيحي، في تصريحه للجريدة، أن الجارة الشرقية “بعدما لم تجد تهديداتها بعدم الانخراط في المسار الأممي صدى، تعاود اليوم، ومن جديد، تهديداتها أملا في تعطيل نهج مجلس الأمن الدولي”.
وأكد المختص في شؤون الصحراء أن الجزائر غير قادرة، رفقة حلفائها، على إعادة مجلس الأمن إلى الوراء، “سيما أن تقييمات الأمين العام للأمم المتحدة كانت واضحة في تقريره المعروض على مجلس الأمن، والتي أكد فيها أن مدخل الحل يجب أن يكون واقعيا وعمليا ومستداما، وتبعا لذلك تكون مقاربة الحكم الذاتي الأقرب إلى التنزيل العملي”.وأكدت الجزائر، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أنها طلبت من ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة إبلاغ رئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء انسحابها وعدم المشاركة مستقبلا في المائدة المستديرة.وترى الجزائر أن هذه الصيغة “لم تعد طريقة مثالية تساعد على حل النزاع منذ أن أصبح المغرب يوظفها سياسيا وبسوء نية لإظهار الجزائر طرفا في النزاع”.
قد يهمك أيضَا :
المغرب يدرس "تدفقاً عكسياً" لخط أنابيب غاز يعبره في حال أوقفت الجزائر الإمدادات
كوستاريكا وقطر وكوت ديفوار يعلنان عن دعمهم لحل سياسي دائم في الصحراء المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر